يعتبر بخر الفم من المشكلات الصحية ذات التأثيرات الاجتماعية والنفسية أيضا، لأن تأثيرها لا يقتصر على المريض فقط وانما على من حوله من المقربين منه ، اذ أن الرائحة لا يدركها المريض الا من خلال الآخرين ،
الذين قد ينفرون منه أو يبتعدون عنه. يعرف بخر الفم بانبعاث الرائحة غير المستحبة من الفم وهي تنشأ عن تخمر الفضلات الطعامية المتبقية ما بين الأسنان وفي الحفر النخرة بفعل الجراثيم فينطلق عن هذا التخمر غازات كريهة، ويزيد من سرعة التخمر إهمال تنظيف الفم ووجود القلح، وهو تلك الرواسب التي تتراكم حول الأسنان ذات لون أصفر مسمر وتكون مليئة بالجراثيم، حيث تجد الجراثيم في هذه الأفواه الملجأ الآمن والشروط الحسنة من غذاء وحرارة مناسبة.
جفاف الفم
جفاف الفم يزيد من رائحته لذلك نجد ان الناس الذين يتنفسون من أفواههم أكثر تعرضا لبخر الفم لذلك يجب التنفس من الأنف حتى لا يتعرض الفم للجفاف وتتأذى اللثة كما أن تقدم العمر قد يسبب رائحة الفم خاصة مع إهمال النظافة، فالنظافة من الإيمان والفم النظيف السليم يكسب صاحبه اشراقة ولا يجعل الآخرين ينفرون منه عدا عن كونه مفتاحا لصحة الجسم بشكل عام.
إن حدوث خلل في وظيفة الأنبوب الهضمي أو التخمة أو إدخال الطعام على الطعام يؤدي إلى اطلاق مواد سامة تؤثر في الكبد فيتعب هذا العضو وقد يصاب بعلة، فتتعطل وظيفة الكبد في إبادة الجراثيم والسموم، فتنطلق هذه السموم فتؤثر في الجملة العصبية فتحدث دوارا وما كان من هذه السموم طياراً بطبيعته ينطرح عن طريق الرئة ويجعل رائحة النفس كريهة وما انطرح عن طريق الجلد يجعل العرق نتنا.
مشكلة مزعجة
رائحة الفم عرض مرضي تكون ناتجة في كثير من الأحيان عن اهمال صحة الفم بالذات واهمال العناية به وقد تكون لاسباب عامة وتختلف رائحة الفم تبعاً لاوقات النهار فهي في الصباح اشد وذلك بسبب الاختمار الحادث طوال الليل حيث أن تناقص اللعاب أثناء النوم يزيد من تفسخ البقايا والفضلات ومن هنا يجب أن نحرص الا ننام ما لم ننظف فمنا تنظيفاً جيداً، كما تختلف رائحة الفم تبعاً لكمية اللعاب وكثافة الجراثيم وكذالك حسب الحالة الغريزية كحالة الطمث عند المرأة إذ أن كثيراً من النساء اللواتي يعانين من اضطرابات سنية أو لثوية أو انفية يعانين من مذاق كريه في الفم، وتحدث الرائحة ايضا في حالات نقص سكر الدم، إن الأشخاص المصابين بأمراض لثوية مثل الجيوب والأنتباج والتراجع تكون عندهم التخمرات أشد، وفي أغلب الأحيان تكون الأسباب فموية ولكن احيانا قد تكون الاسباب عامة كما في أمراض الرئتين والممرات التنفسية وهي أقل من الاسباب الفموية ونستطيع ان نميزها بجعل المريض يغلق شفتيه ويتنفس من الانف فاذا انعدمت الرائحة فالامر يعود غالبا الى الفم.
أهم الأسباب
يمكن ان نصنف الاسباب المؤدية الى رائحة الفم الى:
1ـ اسباب فموية، وتشمل:
ـ الاهمال في النظافة.
ـ صحة فموية سيئة وامراض فموية مثل نخر الاسنان المتروك دون معالجة والخراجات السنية والتقيحات وامراض الانف والبلعوم والجيب الفكي والتهاب اللوزات والزوائد الانفية.
ـ انحصار فضلات الطعام بين الاسنان سيئة التوضع والاجهزة الصناعية السيئة والجسور الرديئة الصنع؛ الخ.
2ـ اسباب عامة وتشمل:
ـ امراض جهاز التنفس.
ـ امراض جهاز الهضم: التخمة، امراض الكبد.
ـ امراض استقلابية: داء السكري.
ـ امراض الدم والتهاب الكلية.
دور التدخين
ان اثار التدخين على الغشاء المخاطي تلاحظ عند المدخنين بصورة شديدة فيحدث في البداية التهاب الغشاء المخاطي ويزداد التقرن وان الغدد المخاطية في الجزء الخلفي لقبة الحنك تصبح ضخمة ويمكن ان تنسد اقنيتها المفرغة ويمكن ان يحدث تقرح وضمور في الحلميات الموجودة على اللسان وليس هذا مبلغ ضرر الدخان فحسب وانما تلك الحالة من بخر الفم التي يشعر بها كل من يقترب من المدخن وتؤدي الى النفور منه عدا عن تلون الاسنان.
الاجهزة السنية الصناعية
يجب تنظيف الاجهزة جيدا بعد كل طعام كما يجب نزعها اثناء النوم لمنع النفس الكريه ويوضع الجهاز ليلا في قليل من الماء الحاوي على شيء من الغسول الفموي مثل الماء الاكسجيني.
نتائج وجود الترسبات القلحية
ان اهمال القلح وعدم ازالته يؤدي الى عدم تنبه وتنشيط حوافي اللثة بواسطة الطعام فيحدث ضعف اللثة فتنفذ اليها الجراثيم وتصاب بالالتهاب فتصبح الحليمات اللثوية حمراء هشة لينة نازفة تسبب الرائحة الكريهة والطعم الكريه في الفم لذلك يجب ازالة القلح عند طبيب الاسنان لانه يكون قاسيا يتعذر ازالته بالفرشاة العادية وبعدها يتابع المريض تنظيف اسنانه يوميا وبعد كل وجبة طعام حتى لا تترسب طبقة القلح من جديد وتقسو يوما بعد يوم.
معالجة البخر
بالنسبة لاسباب البخر العامة يجب معرفة السبب سواء كان تنفسيا او هضميا او التهاب اللوزتين، معالجة رائحة الفم الناجمة عن اسباب فموية فعالة وغالبا ما يشفى بالاعتناء بالصحة الفموية وطبيب الاسنان يمكن ان يعالج النسج المرضية ويحذف العوامل السيئة التي تسبب تجمع فضلات الطعام ويوجه المريض الى طريقة تنظيف ما بين الاسنان، ويجب اللجوء الى استعمال غسولات فموية ولا سيما تلك الحاوية على عوامل مضادة للجراثيم فهي تزيل رائحة الفم المزعجة لمدة لا تقل عن ساعتين وهو انقاص مؤقت للنفس الكريه، والمنطق يقتضي اصلاح الحالة وذلك بازالة كل الاسباب المؤثرة من قبل طبيب الاسنان وان مضادات البخر كثيرة وهي تقوم بتأثير كيميائي او ميكانيكي في تعديل التفاعلات الكيماوية الناتجة عن تفسخ واختمار المواد الاجنبية فيما بين الاسنان وضمن النخور السيئة والمناطق الالتهابية في اللثة ومن هذه الادوية المواد المؤكسدة والمواد الماصة كالفحم والكلوروفيل والحموض والمواد التي تحرر الكلور،
ومن المواد المؤكسدة:
الماء الاكسجيني ان محلوله المائي بنسبة 3% يؤثر موضعيا على الجراثيم وهو مضاد للعفونة ضعيف يحرر الاوكسجين بسرعة فيخرب البقايا ويبيض الاسنان يستعمل في مكافحة البخر وفي التهابات الفم واللثة المختلفة،
ومن المواد الماصة،
الكلوروفيل وهو يوجد في النباتات الخضراء مثل الخس والسبانخ، يتدخل الكلوروفيل في الاكسدة فينشط الخلايا الحية مما يساعد على سرعة التئام الجروح والتقرحات ويعدل الاجسام الاجنبية التي تعتبر سببا لرائحة الفم يدخل الكلوروفيل في تركيب بعض المعاجين السنية وقد ثبت ان بوسع هذه المعاجين ازالة البخر خلال ساعتين من تفريش الاسنان.
اخيرا، لا بد من ذكر بعض الأطعمة التي تبعث الرائحة الكريهة في أنفاس من يأكلها مثل البصل وقد حلت هذه المشكلة جزئيا بآكل أوراق الخس التي تذهب قليلا بالرائحة نظرا لاحتوائها على مادة الكلوروفيل، ونظرا لنفور البعض من تناول البصل نود ذكر قيمته الغذائية المهمة وقدرته الهائلة على قتل الجراثيم المستوطنة في الفم والامعاء وقد تبين انه يحتوي على الحديد والفسفور وفيتامين (أ) بكميات وافرة، اما الثوم فهو كالبصل من حيث القدرة على قتل البكتريا لاحتوائه على مادة الاليسين وهو غني بالفسفور والكالسيوم مما يجعل له خاصية منشطة.
مركبات الصودا
تلعب مركبات الصودا دورا مهما في تعديل الوسط الحامضي القلوي في الفم، ولهذا فقد قامت شركة تشرتش و دوايت المحدودة بطرح من ارم اند هامر بانتاج معجون اسنان يحتوي على كربونات الصودا الفعالة التي تعمل على تنظيف الاسنان وازالة الرائحة الكريهة والمحافظة على الابتسامة الصافية التي تعد مفتاح النجاح على الصعيدين العملي والاجتماعي رائحة الفم المزعجة ( بخر الفم )