قبل عامين وأمام حاجز من زجاج سميك يغيب معه بعض السمع والبصر، وقفت عبير إسكافي 10 أعوام، تنتظر إطلالة والدها الذي غاب عنها في الأسر منذ كانت في مهدها، وما إن رأت نور وجهه حتى أعلن قلبها تسارع دبيب نبضات الشوق حتى كاد السجان أن يسمعه.
هذا السجان الصهيوني ما سمح لها بأن تخترق الحاجز، وأصم سمعه عن رجائها له بأن يمنحها فرصة قد لا تتكرر أبداً باحتضان أبيها، قالت: يا أبت أحتاج إليه؟ ورد عليها: قد جاوز عمرك ستة، فبات عليك حضن أبيك حراما! قالت: أبي أحتاج إليه، قال: إن شئت انتظري مرور المدة، مؤبد مراتٍ أربع! وما ملكت إلا أن تبكي وبكفيها تضرب حاجزا من بلور لم يتشقق، ومضت تبكي.. تهذي، تسأل أي جرمٍ ذلك يمنع طفلا من حضن أبيه؟!
الطفلة عبير كان لاسمها نصيبٌ من صفاتها، فعبير بمثابة شذى عَبَّق روضات مناصرة الأسرى، فعلى مدار سنوات وعيها كانت المتميزة في المشاركة بمختلف النشاطات الشعبية والجماهيرية ولم تغب عن أي نشاط تضامني مع الأسرى.
على لسانها تعالت عبارات الحرية للأسرى، وبقلبها تسارعت نبضات الحنين لأبيها، لكن الاحتلال قرر أن يكتب اسمها مع الغائبين أبداً، فبعد أن حرمها جنود الاحتلال من احتضان أبيها في إحدى زياراتها له قبل عامين، لم تملك سبيلاً لنزع مشاعر الخوف والألم من قلبها.
والتفاصيل كما رواها جدها لإعلام العالم الحر، أنها بعد أن ضربت بكف يدها الحاجز البلوري الراسخ بينها وبين أبيها أثناء زيارتها له في سجن النقب، وما تبع ذلك من زيادة في حرمانها من أبيها، تألمت كثيراً، وأثَّر ألمها النفسي على صحة جسدها، مؤكداً أنها وبعد أسبوع من الزيارة بدأت تفقد القدرة على مسك الأشياء بيدها اليمنى، ما استدعى إخضاعها لفحوصات طبية، يقول الجد: "قرر الأطباء أن الحالة التي وصلت إليها عبير بسبب تعرضها لصدمة عصبية وخوف شديد، أدى إلى عدم قدرتها على الحركة ومن ثمَّ النطق".
ويشير جدها والذي يرأس لجنة أهالي الأسرى في الخليل أن حالة حفيدته تزايدت سوءا، فلم تجدِ نفعاً رحلة العلاج التي قضتها في المستشفيات الأردنية! ويؤكد أنها حين عادت إلى الخليل استوطن جسدها أحد أسرة المرض في مستشفى عالية الحكومي، وما لبثت أن تطورت لديها حالة الرفض للحياة بلا حضن والدها الدافئ وحنانه الأبوي، فدخلت في غيبوبة لأيامٍ معدودة، ومن ثمَّ قضت أجلها ليلة الجمعة.
رحلت عبير كما النسمة، إذ لم تستطع احتمال ألم الانتظار المديد لوالدها المحكوم بالمؤبد لأربع مرات، أما الاحتلال فمن جديد وضع نيشان قتل زهور البراءة في ربيع يأبى عليهم أن يتفتحوا فيه، رحلت عبير وبقلبها أمنية هي بمثابة حق وعلى لسانها رجاء بأن تفوز بقبلة على جبينها وحضن دافئ من أبيها الذي غادرها أسيراً قبل ثماني سنوات، ومازال أمامه المديد من السنين ليتنفس الحرية، ورحلت وتركت قائمة لأطفال الأسرى ليكتبوا أسماءهم بمشاعر الحنين التي باتت عليهم بأمر المحتل حراما.
قبل عامين وأمام حاجز من زجاج سميك يغيب معه بعض السمع والبصر، وقفت عبير إسكافي 10 أعوام، تنتظر إطلالة والدها الذي غاب عنها في الأسر منذ كانت في مهدها، وما إن رأت نور وجهه حتى أعلن قلبها تسارع دبيب نبضات الشوق حتى كاد السجان أن يسمعه.
هذا السجان الصهيوني ما سمح لها بأن تخترق الحاجز، وأصم سمعه عن رجائها له بأن يمنحها فرصة قد لا تتكرر أبداً باحتضان أبيها، قالت: يا أبت أحتاج إليه؟ ورد عليها: قد جاوز عمرك ستة، فبات عليك حضن أبيك حراما! قالت: أبي أحتاج إليه، قال: إن شئت انتظري مرور المدة، مؤبد مراتٍ أربع! وما ملكت إلا أن تبكي وبكفيها تضرب حاجزا من بلور لم يتشقق، ومضت تبكي.. تهذي، تسأل أي جرمٍ ذلك يمنع طفلا من حضن أبيه؟!
الطفلة عبير كان لاسمها نصيبٌ من صفاتها، فعبير بمثابة شذى عَبَّق روضات مناصرة الأسرى، فعلى مدار سنوات وعيها كانت المتميزة في المشاركة بمختلف النشاطات الشعبية والجماهيرية ولم تغب عن أي نشاط تضامني مع الأسرى.
على لسانها تعالت عبارات الحرية للأسرى، وبقلبها تسارعت نبضات الحنين لأبيها، لكن الاحتلال قرر أن يكتب اسمها مع الغائبين أبداً، فبعد أن حرمها جنود الاحتلال من احتضان أبيها في إحدى زياراتها له قبل عامين، لم تملك سبيلاً لنزع مشاعر الخوف والألم من قلبها.
والتفاصيل كما رواها جدها لإعلام العالم الحر، أنها بعد أن ضربت بكف يدها الحاجز البلوري الراسخ بينها وبين أبيها أثناء زيارتها له في سجن النقب، وما تبع ذلك من زيادة في حرمانها من أبيها، تألمت كثيراً، وأثَّر ألمها النفسي على صحة جسدها، مؤكداً أنها وبعد أسبوع من الزيارة بدأت تفقد القدرة على مسك الأشياء بيدها اليمنى، ما استدعى إخضاعها لفحوصات طبية، يقول الجد: "قرر الأطباء أن الحالة التي وصلت إليها عبير بسبب تعرضها لصدمة عصبية وخوف شديد، أدى إلى عدم قدرتها على الحركة ومن ثمَّ النطق".
ويشير جدها والذي يرأس لجنة أهالي الأسرى في الخليل أن حالة حفيدته تزايدت سوءا، فلم تجدِ نفعاً رحلة العلاج التي قضتها في المستشفيات الأردنية! ويؤكد أنها حين عادت إلى الخليل استوطن جسدها أحد أسرة المرض في مستشفى عالية الحكومي، وما لبثت أن تطورت لديها حالة الرفض للحياة بلا حضن والدها الدافئ وحنانه الأبوي، فدخلت في غيبوبة لأيامٍ معدودة، ومن ثمَّ قضت أجلها ليلة الجمعة.
رحلت عبير كما النسمة، إذ لم تستطع احتمال ألم الانتظار المديد لوالدها المحكوم بالمؤبد لأربع مرات، أما الاحتلال فمن جديد وضع نيشان قتل زهور البراءة في ربيع يأبى عليهم أن يتفتحوا فيه، رحلت عبير وبقلبها أمنية هي بمثابة حق وعلى لسانها رجاء بأن تفوز بقبلة على جبينها وحضن دافئ من أبيها الذي غادرها أسيراً قبل ثماني سنوات، ومازال أمامه المديد من السنين ليتنفس الحرية، ورحلت وتركت قائمة لأطفال الأسرى ليكتبوا أسماءهم بمشاعر الحنين التي باتت عليهم بأمر المحتل حراما.