هناك فتاة ضعيفة .. لا تشعر بقيمتها أو ذاتها، ولا تدرك قدراتها أو دورها فى الحياة ..والأهل قد يكون لهم دور في هذا الضعف .. فهم لا يدعمون ثقتها بنفسها، وربما ينتقصون من قدرها – لأنها أنثى- وربما يحبسونها في زنزانة المذاكرة أو الأعمال المنزلية أو سجن العادات والتقاليد ..والمجتمع أيضاً له دور في هذا الضعف .. فهو لا يتيح لها الفرصة لاكتشاف نفسها، ولا ينوع الأنشطة المتاحة أمامها لتختار ما يناسبها ..ولكنها هي أيضا تشارك بالدور الأكبر في هذا الظلم الذى وقع عليها لأنها استسلمت له ورضيت بأن يكون مكانها على هامش الحياة ..
وهناك فتاة متمردة ..تبالغ في شعورها بظلم الأهل والمجتمع، وتسخط على تهميشها وإهمالها، فتقرر أن تتمرد على المجتمع وأن تضرب عرض الحائط بكل ما يواجهها، فتبحث عن ذاتها وكيانها، وربما تتجاهل أنوثتها فتتشبه بالرجال مضمونا متصورة أنها بهذا تحصل على حريتها المنشودة وذاتها المفقودة ..
وهناك فتاة " سلعة " .. تجاهلت إنسانيتها وشخصيتها وذاتها، ورأت أن قيمتها الوحيدة تكمن فى أنوثتها فحولت نفسها إلى سلعة يرتفع ثمنها كلما ازداد جمالها وإظهارها لمفاتنها، وكلما طاردتها نظرات المعجبين اللاهثين ..
ألا ترين معنا أن ...
هذه الفتيات الثلاث بعيدات عن التوازن والصواب ؟!أنت انسان ... لك بعض الصفات الإنسانية والأدوار الحياتية المشابهة والمساوية للذكر ..وأنت أنثى .. لك خصوصية فى بعض الجوانب وأدوار تتكامل مع أدوار الرجل ولا تقل عنها فى فضلها وقيمتها.
دعوة للتوازن أردنا بهذه المقدمة أن تكون أول رسالة دعوة للتوازن فلا تستسلمي للتضييق الذي يفرضه عليك الأهل، وقسوة المجتمع وإلا أصبحت كياناً هشاً ضعيفاً لا قيمة له ..وفي نفس الوقت لا تتمردي لاهثة وراء صورة الرجل والتشبه التام به فتفقدين أنوثتك ودورك الخاص في الحياة ..
وكذلك لا تتاجري بجسدك متصورة أنه رصيدك الوحيد بين البشر ..وإنما توازني بين دورك كأنثى وكإنسان، فلا تتجاهلي أحدهما، ولا تتمادي في أي منهما على حساب الآخر.واعلمي أن كل منهما يكمل الآخر ولا ينتقص منه شيئاً إذا فهمناه الفهم الصحيح، وطبقناه التطبيق الحكيم