- كتب – عماد مكي - وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك كشف موقع ويكيليكس الذي اسسه الصحفي الاسترالي "جوليان اسانج" برقية من السفارة الامريكية في القاهرة تفيد ان الولايات المتحدة في الوقت الذي كانت في العلن تصف مصر كدولة صديقة كانت في حقيقة الامر تتبع استراتيجية
- منذ 3 دقيقة 54 ثانية
جاء ذلك في البرقية رقم 06CAIRO1351 التي كتبها السفير الامريكي السابق "فرانسيس ريتشاردوني" وحملت تصنيف سري بتاريخ 6 مارس 2006 والتي يظهر فيها ان السفير الامريكي، الذي نجح في اقناع الرأي العام والصحافة المصرية بحبه للموالد الصوفية والدراويش وحلقات الذكر، كان في الواقع ينتهج اسلوبا شرسا للتغير في جوانب كثيرة من حياة المصريين بعيد عن رقابة الصحافة والاجهزة المصرية بمساعدة منظمات المجتمع المدني.
نقل موقع ويكيليكس في البرقية، التي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نسخة منها، ان فرانسيس ريتشاردوني كتب في ملخصه للاستراتيجية الامريكية في مصر :"على الارجح لن يكون من الممكن احراز تقدم ديمقراطي كبير طالما بقي الرئيس مبارك في منصبه. ومع هذا فان حكمه القاسي يوفر مساحة و يعطي وقتا لاعداد المجتمع المدني وبعض مؤسسات الحكومية المصرية لحين رحيله".
ويضيف السفير الأمريكي في رسالته الدبلوماسية للخارجية الامريكية :"ليس لدينا حل ناجع لكل شيئ، ولكن يمكننا الضغط من اجل التغييرات التي ستؤدي، حتما، الى الموت عن طريق الف جرح صغير لنظام مصر السلطوي."
ونصح ريتشاردوني باستهداف سيدة مصر الاولى سوزان مبارك بالضغط عليها لممارسة الضغوط بدورها على مبارك، ونصح بان تتم دعوتها لزيارة البيت الابيض، لاحداث تغييرات وذلك ضمن استراتيجية للضغط على مقربين من مبارك مثل رئيس الديوان الرئاسي زكريا عزمي ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ونجل مبارك جمال.
وكشفت البرقية عن مفاجئة وهي اعتماد الولايات المتحدة سياسة خداع الشعب المصري عن طريق اصدقائها وحلفائها في مصر من اجل الترويج لعدة افكار امريكية حتى يتم قبول هذه الافكار وكأنها "افكار مصرية". حيث قال ريتشاردوني ان ذلك يمكن ان يحدث عن طريق اللقاءات والحديث مع الجماهير "وطرق ارسال الرسائل بغير مباشر"حتى يتم تبني تلك الافكار بمساعدة المجتمع المدني وخصوصا فيما يتعلق بالانتخابات وكأنها افكار مصرية.
ووصف ريتشاردوني دور المجتمع المدني في مصر في البرقية التي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نسخة منها فقال :"النخبة من المجتمع المدني سوف يستمروا في الانخراط في مناقشات التغيير لكن بدون تأثير او قدرة على القيام بتغيير منظم ومحسوس قبل ان يرحل مبارك".
وتبدي البرقية رغبة امريكية واضحة في التدخل في كل مناحي الحياة المصرية فتحت بند "الخطوات المقبلة" يذكر ريتشاردوني الرغبة الامريكية في تعديل قانون القضاء وقانون الصحافة والقانون العقابي والمجالس المحلية وقوة الشرطة وغيرها.
وقال ريتشاردوني ان امريكا ستقدم "دعما فنيا" للاحزاب السياسية المصرح بها عن طريق المعهد الديمقراطي الدولي والمعهد الجمهوري الدولي الممولان من الحكومة الامريكية وغير المصرح بعملهما في مصر.
امتدح ريتشاردوني عمل مركز ابن خلدون الذي يرأسه الناشط المصري- الامريكي الدكتور سعد الدين ابراهيم وآخرين في البرقية.
وعن العسكريين المح ريتشاردوني الى ان الاستراتيجية الامريكية يمكن ان تتجه نحو تمثيل تهديد للعسكريين فقال:"سوف تكون المؤسسة العسكرية عبئا على التغيير ولكنهم لن ينخرطوا بشكل نشط الا اذا تم تهديد مصالحهم الاقتصادية، او لو انهم بدأوا يدركوا ثمة تهديدا للاستقرار".
وتوقع ريتشاردوني زيادة شعبية الاخوان المسلمين لانهم يقدمون خدمات اجتماعية لا تقدمها الحكومة المصرية نفسها، بحسب البرقية الدبلوماسية.
وقالت البرقية :"ان العسكريين لا زالوا يعتقدوا انهم سوف يرثوا الرئاسة لكن ثقة الاخوان المسلمين في انفسهم تزيد".
وطالب ريتشاردوني بمراعاة المساعدات العسكرية لمصر لتشمل اسلوب تغيير اكبر وهو ارسال اعداد اكبر من الضباط للتدريب في امريكا.
غير ان ريتشاردوني رغم رغبته في ارهاق النظام الحاكم في مصر، الا انه اقر ان مبارك نفسه لا غنى عنه في نفس الوقت بالنسبة للولايات المتحدة، فيقول :"يبقى مبارك حليفنا الذي لا يمكن الاستغناء عنه ولكنه يتحرك ببطء في اجندة التغيير"، يذكر ان كلمة الاصلاح تستخدم سياسا في امريكا بمعنى التغيير.
وتظهر البرقية عدم قدرة الدبلوماسي الامريكي المخضرم رغم هذا على توقع الثورة المصرية، فقال :"لن تكون هناك ثورة برتقالية على ضفاف النيل طالما كان مبارك موجودا ، ولكن علينا ان ندعم كل تقدم ديمقراطي ولو متواضع".
وتتحدث البرقية على لسان السفير الامريكي في مصر ان هدف الولايات المتحدة الاستراتيجي طويل المدى في فترة ما بعد مبارك يجب ان يكون الاحتفاظ بمصر داخل اطار الصداقة مع امريكا لمدة "جيل من الزمان" على الاقل، فيقول :"ان اهداف الولايات المتحدة من خلافة مبارك يجب ان تكون الترويج لقيام حكومة منتخبة تضمن استقرار مصر ورخائها وصداقتها لنا لمدة جيل من الزمن".