الدكتور الصيدلاني صبحي العيد *
عندما تكون لديك مناسبة اجتماعية فرحا أو ترحا أو نجاحا في الانتخابات النيابية أو الاحتفال بأحد الاعياد أوقبول ابنك في الجامعه وخصوصا في البرنامج الموازي ، يتوافد عليك العشرات من الأصدقاء المحبين والأقرباء والمؤازرين والكثير ممن لم ينتخبك أيضا ليقدموا لك التهاني مع أنواع مختلفة من القبل ، فهم يلحون على تقبيل خدك اليمين وخدك اليسار أيضا وأحيانا جبينك أو كتفك أو رأسك حتى لو كنت أصلعا او ذو شعر بشوك من كثر ما عليه من الجل وقد يروق لأحدهم أن يقبل فمك أيضا فأنت طبعا لا تستطيع الرفض وإلا اتهمت بالزعيم المتكبر ، وبعضهم يصر أيضا على توزيع قبلات الوداع بعد تناوله المنسف ورشفه قهوة السادة .
وأنت بلا شك تكون سعيدا بأن ترى محبتك واحترامك في عيون وقلوب الآخرين وتكون فرحا بامتلاك العشرات من الأصدقاء اللذين يحلقون حولك ، وبعد أن تنقضي أيام الفرح والترح والاعياد الاضحى منها والفطر وتبقى الذكرى مشتعلة في الذاكرة وتبقى الابتسامة العريضة التي تشع من وجهك فرحا باللحظة التي كشفت عن صدق علاقاتك وقوة مودتك لدى الآخرين .
إن تلك العادات جميلة وقديمة وتعبر عن قوة العلاقة الاجتماعية بين الناس في مجتمعنا ولكنها تتطلب الوعي وصحوة الضمير من الناس فلا يجب على الشخص المريض أن يصافح الآخرين بحميمة القبل ولا تخجل من الاعتراف بالمرض خصوصا لمن تحب وتحترم ، إن اعترافك هذا وعدم توزيع القبل سيوفر الكثير على من تحب وتحترم وتفرح لأجله ولا تقول كما يقول البعض ( قبلة سريعة لن تعدي ) .
إن بعض الأمراض وخصوصا الفيروسية مثل الرشح والأنفلونزا والزكام قد تعدي صاحبك بمجرد التنفس في وجهه ناهيك عن الأمراض الأخرى المهلكة مثل التيفوئيد والسل والتهاب الحلق والرئتين التي ستنتقل حتما بواسطة القبل فما ذنب صاحبنا العريس مثلا الذي يجبر خجلا على تقبيل جميع الحضور من أفراد الجاهة والمعزبين رأسا بعد قراءة فاتحة القبول ألا يكفي ما يقال أحيانا ( يخلف عليكم جميعا كثر الله خيركم ) أو المصافحة والسلام بالأيدي فقط .
وبالرجوع إلى صاحبنا مستقبل أنواع القبلات فبعد أيام ترتفع درجة حرارته ويصاب بالوهن والتعرق والإرهاق ليراجع الطبيب أو الصيدلاني على فكره الكثير منهم يراجعنا نحن الصيادله وذلك لضيق الحال ولتوفير كشفية الطبيب التي أصبحت أيضا في العلالي الذي قد يطلب منه التحاليل أو صور الاشعه ليقول له بعدها أنت مصاب بعدوى فيروسية أو جرثومية شديدة وتحتاج للمعالجة والراحة وهنا يبدأ بالتفكير من مصدر العدوى وأي المحبين نقلها إليه ، ولكن يجب ألا يفكر كثيرا المهم أن يشفى سريعا ليلتحق بعمله لأن المطلوب منه كثير لتسديد تكلفة فواتير الكنافة والمناسف والكبسه وزجاجات المشروبات الغازية التي أصبحت في أكوام القمامة حيث القليل منها فارغا والكثير منها بنصف سعتها الأصلية فالكل شبعان أو عامل ريجيم أو مصاب بالسكري فلا يستطيع شرب زجاجة المشروبات الغازيو كاملة علما بانه قد التهم صحن الكنافه مع القطر زياده.
كان الله بعون صاحبنا ودعوانا له بالشفاء السريع وبقلة القبل في المناسبات القادمة ان شاء الله وحصوصا أن عيدنا الاضحى المبارك بعد ايام قليله.