قال ستيفين كوك، الخبير الأمريكى بمجلس العلاقات الخارجية، إن تدهور العلاقات بين القاهرة وواشنطن كان حتمياً بعد الثورة التى أطاحت بالرئيس مبارك. وأشار كوك فى مقابلة منشورة على الموقع الإلكترونى للمجلس إلى أن الأزمة الأخيرة بسبب المنظمات الأمريكية غير الحكومية، تشير إلى أن ضباط الجيش المصرى والسياسيين وآخرين لديهم مصالح سياسية داخلية فى وجود هذه المعركة مع الولايات المتحدة.
ويرى الخبير الأمريكى أن مصر ما بعد مبارك تريد نوعا مختلفا من العلاقة مع واشنطن تكون بلا مساعدات، والتى يرى أنها لم تعد كبيرة وإن كانت كذلك فى الثمانينيات، أو توصيات تربطها الولايات المتحدة بتلك المساعدات.
واعتبر كوك أن موقف الجيش المصرى من المنظمات غير الحكومية التى تهدف إلى الترويج للديمقراطية يثير تساؤلات حول نوايا الجيش ومدى التزامه.
ويتابع كوك قائلا إن مبارك بلا شك أنحز فى سياسته مع الولايات المتحدة، وهذا واضح تماما لكنه فى نفس الوقت وعلى الصعيد الداخلى عمد النظام إلى إذكاء المشاعر المعادية لأمريكا. ولم تكن مشاعر العداء التى يشعر بها المصريون ناحية معاهدة السلام مع إسرائيل، التى هى سبب حصول مصر على المساعدات الأمريكية، ليست تلاعب النظام، بل هى الطريقة التى يشعر بها الناس بالفعل. وفى مرحلة ما بعد مبارك أصبحت مصر أكثر انفتاحا عن ذى قبل. وهذه المشاعر إزاء الولايات المتحدة المصرية ستكون محسوسة بشكل أكبر فى السياسة المصرية.
واستبعد كوك أن يكون عدم رضا المصريين عن العلاقة مع أمريكا أو معاهدة السلام مع إسرائيل سببه السياسات الإسلامية أو البراعة السياسية للإخوان أو السلفيين، بل هى مشاعر منتشرة فى جميع أنحاء مصر بالنظر إلى الوضع الذى كانت عليه البلاد على مدار السنوات الثلاثين الماضية.
وأعرب كوك عن اعتقاده بضرورة سحب مهمة المساعدات التى تتمثل فى عمل المنظمات غير الحكومية أو على الأقل الحد منها لأنها أصبحت مسيسة بشكل كبير، وقال إنه يجب ألا تمنح واشنطن الفرصة للمصريين للعب بالسياسة. واقترح توجيه هذه الأموال لأماكن يمكن فيها الترحيب بهذا العمل وتكون فى حاجة لها.
وأوضح كوك أنه لا يعتقد أن الإدارة الأمريكية أو الكونجرس سيقومان بقطع المعونة المقدمة لمصر تماما، وأنه سيحاولون خفض نسبة من المعونة ويقولون إنه سيتم إعادتها فى حال قيام مصر بأمور محددة، لكنه يشكك فى مدى فاعلية ذلك، ويقول إنه ربما يؤدى إلى مزيد من التوتر بين البلدين.