الفريق أحمد شفيق
أعد الندوة للنشر - رامى نوار - محمود عثمان _ تصوير - عصام الشامى
نقلا عن اليومى..
لا يمانع أن يعمل مع الكافر ما دام سيفيد بلده، ثم يضربه بالنار بعدها، كما أن الترشح لرئاسة الجمهورية بالنسبة له كان مغامرة، وهو مقاتل يعشق المغامرات.. إنه الفريق أحمد شفيق، رئيس وزراء مصر الأسبق فى آخر حكومة فى عهد المخلوع، والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الذى خص «اليوم السابع» بأول لقاء له مع المؤسسات الصحفية، والتى تأتى فى سلسلة من اللقاءات مع المرشحين المحتملين للمنصب، للتعرف عن قرب على أبرز أفكارهم، ومراجعة بنود برنامجهم، وما سيقدمونه للوطن، إذا ما جاء بهم الصندوق للمقعد.
وأماط شفيق اللثام عن الكثير من هذه الأفكار خلال اللقاء الذى دام مع أسرة «اليوم السابع» أكثر من خمس ساعات، وتطرق إلى الكثير من الأحداث التى وقعت أثناء توليه رئاسة آخر حكومة فى عهد المخلوع، وكذلك فترة توليه منصب وزير الطيران فى عهد حكومة أحمد نظيف، وعلاقته بالأخير، وإلى نص الندوة..
◄ لا نختلف على تاريخك العسكرى أو فترة توليك وزارة الطيران.. الخلاف على تاريخك السياسى فى فترة رئاسة الوزراة؟
◄ توليت منصب قائد القوات الجوية وكنت ضابطا شابا، وحين تركت الخدمة فى القوات الجوية كان مرجحاً أن أذهب إلى منصب أعلى بكثير لأكمل مشوارى، لأننى حققت نجاحا كبيرا فى القوات الجوية، حتى توليت منصب وزير الطيران المدنى، فى الوقت الذى كان قطاع الطيران المدنى يعانى، وكان يتم ضم الوزارة مرة إلى النقل، ومرة إلى السياحة، لكن ربنا ألهمنى فى الوزراة، كان هناك جهد كبير، حيث ابتعدت عن الدولاب الحكومى، وقررت العمل منفصلا عن الدولة واشتغلنا بإدارة متحررة من خلال شركات قابضة، وتم رفع الشركات من ميزانية الدولة، ولم نأخذ سوى خط صغير من رواتب الوزارة، تحرر الحكومة من وزارة الطيران المدنى كان نجاحا كبيرا شهدت به جميع المؤسسات الدولية والإقليمية الخاصة بالطيران المدنى فى جميع الأنحاء، وحين عملنا فى مطار القاهرة ذهبت للبنك الدولى للحصول على قرض، وكان وقتها البنك قد توقف عن تمويل المطارات لأنها تأخذ مبالغ كبيرة، لكننى لم أمل، وقررت أن أقنع البنك الدولى بأنهم سيستفيدون من تمويل مشروع مطار القاهرة، ونجحت ثم أرسلوا لجنة من البنك درست المطار لمدة سنة ، ثم قرروا تمويله ومن بعده مطار شرم الشيخ، ومن بعدها عرضوا تمويل مطار الغردقة. مؤسسات الإقراض الدولية كانت من تأتى إلينا ويضربون الباب لتمويل مشروعاتنا، حتى صنعنا المال والمصداقية فى قطاع الطيران، وتركت شركة مصر للطيران وهى كسبانة 550 مليون دولار.
التقيت مؤخرا مجموعة من السفراء وقلت لهم إن مصر ستقف على قدمها خلال سنة، وسيشعر العالم أن هناك دولة قوية قادرة على إدارة المشروعات بكفاءة، من خلال تمويلات خارجية للمشروعات المصرية بعد أن تتم عودة الأمان، ولو رجعنا الأمن سنفتح تيارا من الاستثمارات فى مصر، وسنعمل خلال عام من أموال الدولة والسفارات الأجنبية لأننا أرض خصبة لكل نجاح، فلدينا الأيدى العاملة، وقناة السويس، والبحار والبحيرات وأرض الوادى، مصر تحتاج للعودة للنظام الذى يجب فرضه خلال شهور بسيطة، وأمامنا خبرات لا حدود لها، وإمكانيات غير محدودة، وسنكون أول دولة تستطيع تغيير مستواها المعيشى والانفتاح على العالم الخارجى».
أما عن رئاستى للوزارة واللغط الذى أثير حولها، فأقول إنه: «لازم نفهم إن السياسة ليست هدفا فى حد ذاتها، لأن هدفها خدمة الاقتصاد، ومن مهنتهم السياسة أمامهم مهمة توفير الأكل والشرب لمن لا يمارسون السياسة، فالسياسة وسيلة لتحقيق قوتنا وقدرتنا على إعاشة أبنائنا، لنثبت أننا دولة كبيرة على الأرض، إن لم يكن هناك هدف من السياسة فلا قيمة لها، السياسة غرضها توفير الموقع الأدبى والمأكل والمشرب للجميع. تم تكليفى برئاسة الوزراء يوم 29 يناير 2011، ووقتها كان يقال إنه حان الوقت لأن تتولى شخصية عسكرية منصبا كبيرا، ومن يقل إن النظام مرتبط بالعسكرية فهو مخطئ، لأن النظام مرتبط بتركيبة الإنسان وجيناته، والحقيقة أنه يوجد مدنيون لم يدخلوا الجيش ملتزمون، فالعسكرية لم تؤثر على شخصيتى، شخصيتى هى الغالبة، والعسكرية لا تخرج عن الإطار المدنى المرتب، هناك من تنظر له وتقول إنه تربى فى المدارس العسكرية، والعكس، هناك من يخرج من العسكرية ولا يمكن أن يكون مر على العسكرية، من يأخذ من العسكرية البدلة فقط فهو أجوف».
◄ كان يثار فى الأوساط أنك ستكون رئيساً للوزراء أو ربما نائباً لرئيس الجمهورى قبل الثورة بسنوات.. ما تفاصيل ذلك؟
◄ قبل ثلاث سنوات كانت هناك شائعة أننى سأكون رئيس وزراء، وكتب أسامة الغزالى حرب مقالا قال فيه إننى سأصبح رئيساً للحكومة، ولم يمض شهر إلا ونشر فى صحيفة «وول ستريت جورنال» أننى مرشح لرئاسة الوزراء، وقال هذا الكلام أجانب فى مصر، وأثير الموضوع، وكانت عندى قناعة وقتها أننى لن أكون رئيس وزراء، لم يكن من الممكن أن أتولى منصب رئيس الوزراء لأنه حصل تسارع لقضية التوريث، وسيطرت مجموعة جمال مبارك، وتمكنوا من السلطة، وظهر ذلك فى حكومة أحمد نظيف الثانية فى 2005، وأنا استشعرت فى تلك الأثناء أن هذا المنهج الذى تسير فيه الحكومة لا يتناسب معى. مع وجود نظيف لم يكن أنا البديل له، وكان واضحاً أن مصر فى طريق جديد يؤكد سير التوريث، لكن سياسياً لم أكن أتوقع سير هذا المخطط، كان الحديث يثار حول تولى رشيد رئاسة الحكومة القادمة، كنت أعلم أن رشيد هو من سيتولى رئاسة الحكومة، لكن مع قيام الثورة ومجىء أحداث يناير جاءنى إحساس أننى سأكلف بتشكيل الوزارة لأننى بحكم العادة يتم تكليفى فى الأزمات، ويوم إقالة الوزارة كنت واثقا أننى سأتولى رئاستها من خلال مجريات الأحداث.
◄ هل تصادمت مجموعة الوزراء المعارضين مع رجال جمال مبارك فى حكومة نظيف؟
◄ التعديل الوزارى الأخير الذى خرج فيه إبراهيم سليمان لم يكن للمحاكمة، وكان هناك ترحيب بمحمود محيى الدين، وزير الاستثمار كوزير شاب، لكن الحقيقة كانت مجموعة من العلاقات الشخصية تظهر أن الحكومة «تكنوقراط»، والسرعة فى التعديلات الوزارية كشفت توجه حكومة نظيف، فالقلوب كانت تغلى، ولم نكن ضعفاء لمقاومة ما يحدث داخل الحكومة من السياسات، بدأنا صدامات متتالية مع مجموعة العلاقات الشخصية داخل الوزارة، «نظيف نادانى فى إحدى المرات وقال لى أنا محتار فى أمرك جداً، إنت أسلوبك فى الإدارة منفتح تماماً، ولكن كل ما نتكلم فى موضوعات بيع الشركات إنت ترفضه، كنت قاسيا فى كلامى معه فى موضوعات بيع الشركات الحكومية»، وهو ما جعلنى أنا وفايزة أبوالنجا وحسن يونس مجموعة المغضوب عليهم فى مجلس الوزراء.
◄ ما تعليقك على معركة الدستور وانتخابات مجلس الشعب؟
◄ الدستور يوضع لسنوات قادمة، ولا يتم التقيد بمدته، وما أثير أنه مع الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب، سيتم انتخاب لجنة من مجلس الشعب تختار الهيئة التأسيسة الخاصة بوضع الدستور، كان غريبا بالنسبة لى، وتكلمت مع الكثيرين، وقلت كيف يقوم مجلس منتخب من الشعب مدته 5 سنوات بوضع الدستور الدائم، المجلس الآن يسير باتجاه التيار اليمينى %100، ومن الممكن أن يأتى مجلس جديد بعد 5 سنوات يسارى %100، ثم قيل إن %50 من المجلس ستختار لجنة الدستور، وأحد المرشحين للرئاسة كان فى بيتى وقلت له إن مجلس الشعب لا يحق له التدخل فى وضع الدستور، الدستور هو الذى يضع مجلس الشعب، وهو ما أعتبره كارثة مرت نتيجة انشغال المصريين بلقمة العيش، وطلبت عدم إجراء انتخابات الرئاسة فى الأول، المنطق يقول نضع الدستور أولاً، ثم نجرى الانتخابات الرئاسية، وبعدها انتخابات مجلس الشعب، وأنا كنت مع عدم التسرع فى إجراء الانتخابات البرلمانية عقب انتخاب الرئيس حتى تتشكل الكتل السياسية، وكان من المفترض أن تكون الانتخابات كلها عبر النظام الفردى، وليس كما تمت عبر نظام القوائم، لأن الشعب كان يتعرف على أبنائه، وكان المواطنون فى حاجة للتعرف أكثر على الشخصيات السياسية، ولكننا قمنا بكل ما هو معاكس، حين جلس المجلس العسكرى مع 14 حزبا سياسيا كانوا لا يمثلون أكثر من نصف مليون من الشعب، الواقع يقول إن 14 حزبا بعضها لم يمر على تشكيله 15يوما فقط قبل الجلوس مع المجلس العسكرى الذى كان يمثل المتحفظ الأمين على إمكانيات الشعب المصرى حتى يسلمها للسلطة المنتخبة، ولكنهم انتهوا إلى نظام القوائم بنسبة الثلثين، والفردى بالثلث، وقتها قلت لهم أين بقية الشعب، من لا يريد الدخول فى الأحزاب، مصر كانت تحبو على طريق الديمقراطية، وهناك عمالقة لو كانوا نزلوا الانتخابات كانوا سيساهمون كثيراً فى لعب أدوار كبيرة، وفى النهاية المجلس العسكرى استعان بخبراء.
◄ هل محاولة خوضك الانتخابات الرئاسية «مغامرة»؟
◄ أنا مقاتل وأهوى خوض المغامرات.
◄ هل يرفض الفريق أحمد شفيق التواجد الإسلامى الفائز بأغلبية البرلمان؟
◄ رفضى للتيار الإسلامى غير وارد، وهذا اختيار الشعب، وليس لدى أى مشكلة فى التعامل مع أى تيار، لكن فى النهاية هناك نسبة من الناخبين لم تفهم ورقة الانتخابات، وهذا ليس قدحا فى الشعب المصرى، فهناك مليون مواطن لم يفهموا ما يوجد فى ورقة الانتخابات، والشعب لم يكن يعرف أن من ينتخبهم لمدة 5 سنوات سيقومون بوضع الدستور، ليس من عدالة ربنا أن تقوم الأغلبية بوضع الدستور للأمة، ويجب أن تمثل جميع الطوائف فى لجنة وضع الدستور من إخوان وسلفيين وصوفيين، والنقابات والتيارات المختلفة، وعن نفسى فأنا تربيت فى منزل متدين، من بيئة متدينة للغاية، وعاش والدى حياة متدينة لأقصى درجة، وكان المرجع الدينى للعائلة.
◄ ما رأيك فيمن يقولون إن الفترة الحالية ليست وقت العسكريين وليس من حقهم خوض الانتخابات الرئاسية؟
◄ ليس من حق أحد منع العسكريين من الترشح فى الانتخابات الرئاسية، والذى يريد منع العسكريين فعليه أن يطلب من طلاب الكليات العسكرية التوقيع على ورقة بأنهم لا يريدون تولى مناصب قيادية فى بلدهم الذى يخدمونه، وهناك شخصية خرجت فى إحدى القنوات الفضائية وقال يجب على الشخصيات العسكرية الابتعاد عن خوض الانتخابات الرئاسية، وأنا أقول له ركز فى مهنتك أكثر، وهذا ليس من شأنك، أنا لدى حجم شهادات تؤكد استعدادى لتولى المنصب، يجب على الجميع أن تتسع صدورهم، وفى النهاية من هذا الذى يستطيع منع العسكريين من خوض الانتخابات، حين توليت رئاسة الوزراء طلبت من عماد الدين أديب أن يأتى إلى مكتبى، وعرضت عليه منصب وزير الإعلام خلال مدة الفترة الانتقالية 6 أشهر، وجلس معى ووافق على تولى المنصب ورفض أن يأخذ راتبا خلال هذه الفترة، وعلمت منه أنه ذاهب إلى إحدى قيادات جماعة الإخوان المسلمين المحبوسين فى قضايا غسل الأموال، وهما خيرت الشاطر وحسن مالك، ووقعت قرار الإفراج عنهما فورا.
◄ قلت أنك كنت من المعارضين فى حكومة نظيف.. فكيف كان ذدلك.. ولماذا لم تستقيل؟
◄ داخل مجلس الوزراء كان بعض الوزراء يرفضون الاستقالة، وأنا منهم، حتى تمكنت من وقف موضوع «الصكوك» الذى كنت السبب المباشر فى إلغائه، بعد أن كانوا يصورون الموضوع على أنه هدية للشعب، والصكوك كانت فكرة مجموعة من الاقتصاديين وليس من داخل مجلس الوزراء، وأذكر وقت بيع مصانع الأسمنت أننى قلت لأحمد نظيف إن البيع لا يتم بهذه الطريقة، قلت له هنبيع الأسمنت بعد أن نستعرض كل مصانعه ونستبقى %20 للدولة للحفاظ على المنافسة، ونبيع طبقا للأولويات، وقلت لنظيف لا تنتهج سياسة الولايات المتحدة حتى لا نقع فى أزمات مثل التى وقعت هناك، ويجب أن تضع الحكومة قواعد لتنظيم عمليات البيع، لأن المستثمر المصرى غير الأوربى، فلا تجد مستثمرا أوربيا هرب بفلوس بلده، وحين باعوا المصانع لم تأت صفقات البيع بالأسعار التى كان يضعها الجهاز المركزى للمصانع، حتى توقفوا عن البيع واخترعوا فكرة الصكوك، وطرحوا منح أبناء الشعب المصرى صكا بقيمة 300 جنيه لا تتعدى ثمن كارت شحن للموبايل، وكانت الصكوك تشمل خطوط المصانع التى تم وضع صناديق فيها لعودة الأموال إليها مرة أخرى، حتى يتم تجميع الأصول مرة أخرى من خلال شرائها من المواطنين مرة أخرى بملاليم، بحيث يبقى الصندوق داخل المصنع مجرد أموال قليلة حتى تصبح قيمة المصنع بـ50 مليون بدلاً من 600 مليون، وكان وقتها لديهم قائمة بالمستثمرين الذين يشترون المصانع، فقمت برمى الأوراق من يدى وقلت لهم هاتوا من الآخر، الموضوع انتم تعرفوا شركات ستقوم بشراء المصانع، وحين رميت الأوراق فضوا الاجتماع، ووقتها وجدت نفسى مع حسن يونس والمشير وفايزة أبوالنجا وممدوح مرعى حتى فشل المشروع ولم يطبق، وفى النهاية لم يكن يسمح بعرض المعارضات التى كان يقوم بها الوزراء.
◄ لماذا لم تطرح رؤيتك لتنفيذ مشروعات للتنمية، وأنت فى منصب رئيس الوزراء؟
◄ طرحتها، ولكن أنا لم أكن صاحب القرار، طرحت تمليك أهالى سيناء الأراضى حتى لا يتحولوا إلى معادين، وقلت إنه لا يمكن أن تكون بورسعيد هى المنطقة الحرة فى مصر، ونحن لدينا حزام لا ينتهى من السواحل، النوبيون منذ 60 عاما وهم يطالبون بتملك الأراضى، وللعلم النوبة جزأين الأول فى مصر والثانى فى السودان، ويعقد كل عام مؤتمر للنوبيين المغتربين فى السودان للمطالبة بتدويل قضيتهم، لو أنا مسؤول فلن أدخل مكتبى حتى يتملك أهالى النوبة وسيناء الأراضى الخاصة بهم. والأهم فى تناول قضية التنمية ألا يخشى المصريون تحمل المسؤولية مثل لاعب الكرة الذى ينفرد بالمرمى الفارغ ويقوم بتمرير الكرة بسبب الخوف من تحمل المسؤولية.
◄ هل أنت مع محكمة ثورية للمتهمين من أركان النظام السابق، وما رأيك فى المظاهرات والإضرابات الحالية؟
◄ تم انتخاب مجلس شعب جديد، لكننا عجزة عن تطبيق القوانين، فلا يوجد فى العالم ما يسمى بمحكمة ثورية وتشكيلها فى الفترة الحالية سيخرجنا من الإطار النموذجى، الردع هو الحل ولو تم تطبيق القوانين سيرتاح الجميع، جميع الدول بها مظاهرات، فى الخارج حين يقوم العاملون بالإضراب يعلنون قبلها بـ4 أيام، نحتاج لإعادة الحسابات مرة أخرى، ويجب أن نضع أصابعنا فى عين المخطئ.
◄ ألا ترى أن المجلس العسكرى مسؤول عن تدهور الأوضاع أكثر من فترة مبارك؟
◄ الموقف بالغ الصعوبة، والظروف قاسية، ولو كان هناك سوء نية من المجلس العسكرى لأجهض الثورة، والدول حولنا تؤكد ذلك، الوضع اختلف، لم تكن هناك نية لعمل التفاف على الثورة، من سمح للدبابات أن يكتب عليها «يسقط النظام» أثناء الثوررة.. وتلك إشارة يجب فهمها جيدا، ويشفع للأخطاء الحالية للمجلس العسكرى أنه وقف بجانب الثورة، ونفذ ما تطلبه القوى السياسية، والمجلس فتح باب الترشح للرئاسة مبكراً، ويؤخذ على القوات المسلحة تلبية المطالب بشكل سريع. هدف المجلس العسكرى العودة إلى الثكنات بنجاح دون خسائر، هناك أخطاء كثيرة مش عايزين نحولها حرب، الحرب الحقيقية ستبدأ بعد عودة الجيش إلى ثكناته من خلال العمل على نهضة البلد.
◄ لماذا ترشح نفسك للرئاسة؟
◄ طبيعة المهام التى كلفت بها هى المهام التى من الممكن أن تطبق فى الدولة، باشرت التعامل مع البشر ومواجهة الأزمات، التخطيط وإنشاء المشروعات كل ما يمكن أن يدار داخل الدولة أدرته باتقان، حين حدث أحد الإضرابات واستعان رئيس إحدى الشركات القابضة بلواء أمن دولة، طلبته وجاء مكتبى وسألته لماذا جاء هذا الضابط إلى مكتبك، وقلت له إذا سمحت مرة أخرى بتدخله فعليك البقاء فى بيتك، ومش هستنى بتوع أمن الدولة يحلوا مشاكلنا، وفى النهاية قمت بإبعاد المهندس عاطف عبدالحميد، وكان من أكثر الشخصيات الناجحة، لأن العمل لا يحتمل أخطاء، وطلبت منه أن يقدم استقالته وأخبرته بأنه سيكون وزيراً للنقل، ودارت الأيام حتى أصبح وزيراً للنقل، وبدأت أشغل الكافر حتى تستفيد منه الدولة، وبعدها أتركه لأنه هكذا تدار البلاد، والآن أقول لكم إن الشباب الذين هتفوا ضدى فى الميدان يأتونى الآن فى البيت وأخبرونى من كان يحرضهم، ومن صنعوا اللافتات التى تطالب برحيلى، وحين كنت رئيساً للوزراء جئت بعصام شرف ليتولى وزارة الصناعة فرفض، فقلت له تولى وزارة النقل فاعتذر، ووقتها شعرت أنه يرتب نفسه لأمر آخر، وكان يجلس فى مكتبه مع بعض الشباب ثم جاءوا إلى منزلى بعد أن تركت الوزارة وحدثونى عما حدث.
◄ ما تفاصيل عرضك على زويل ترشيح نفسه لرئاسة مصر؟
◄ حين كنت رئيس الوزراء، كان يزورنى الدكتور أحمد زويل وفى هذا الوقت كانت هناك صفحات على «فيس بوك» تطالبنى بالترشح للرئاسة، وقلت لزويل لماذا لم تفكر أنت فى الترشح، فقام بعمل «لقطة» توحى بأنه ليس لديه مانع، فناديت على كريم زوج ابنتى، وطلبت منه أن يدخل على الصفحات التى تطالبنى بالترشح لدعوتهم لترشيح أحمد زويل، وجاءنى أحمد زويل أكثر من مرة وكان يعرض علىّ ما يخطط له، ثم جاءنى فى أحد الأيام وكان عقب لقائه مع المشير حسين طنطاوى الذى أبلغه بأنه لن يستطيع الترشح نتيجة شرط الجنسية، ووقتها لم يكن عندى أى تفكير فى الترشح، لكن 4 آلاف فرد طالبونى بذلك، وكنت أهرب يوم الجمعة ممن يطالبوننى بهذا المطلب، وبعد 4 أشهر صدمت مثل كل مواطن مصرى، بإدارة الدولة بعد أن تركت رئاسة الوزراء، من التردى الذى وصلت إليه الأمور فى مصر، ومن المؤكد أن القرارات تخرج فى الاتجاهات المعاكسة، وفى النهاية نحن عاجزون عن اتخاذ القرار والمواقف الحالية تحتاج لجرأة.
◄ هل كان الإعلام يقف معك أم ضدك، وهل تعتبر واقعة «BBC» مقصودة؟
◄ هذا الموضوع برمته لو حطيته تحت ضرسى، مش هحس بيه ومش بتفرق عندى، أنا بعمل الصح ولست متألما، لكن الإعلام لا يتعامل معى مثلما كان يتعامل مع الآخرين، وسيأتى يوم يفهم الإعلام أن أحمد شفيق ماشى صح.
◄ كيف ستتعامل مع الشركات التابعة للجيش؟
◄ هناك أشياء لابد أن تتوفر للجيش مثل مادة الأسمنت، لو السوق المحلية لم يوفر للجيش الأسمنت يبقى لازم يكون عنده مصنع، ويتم استخدام المعدات الخاصة بهذا المصنع فى عمل مشروعات فى الداخل، وهذا موجود لدى الدول الكبرى وأخشى أن تكون هذه الدول هى التى تطرح الأفكار التى تهيج الناس ضد الجيش، وأذكر أن بعضها قعدوا يحاربوننى 3 سنين علشان يطبقوا «السماوات المفتوحة» وأنا رأسى وألف جزمة لا أنفذ السماوات المفتوحة، وهما عايزين يركبوا سماءنا كدول صغيرة، والعالم ممكن يدينا «إسفين» فى أى شىء، ولا تستطيع أن تدخل فى أدق التفاصيل فى ميزانية الأموال المسلحة، ولا توجد دولة تفعل هذا الجهل فى العالم، فميزانية الجيش فى أمريكا يؤتمن عليها ثلاثة أشخاص فى لجنة الأمن القومى، وكل تصريحاتهم بعد أداء يمين للمواطنين تتمثل فى «لقد تحققنا من الميزانية، والميزانية سوف يكون مقدارها فى هذا العام كذا» و%99 من أعضاء هذه اللجنة من الضباط السابقين ليكونوا على قدر من التخصص للتمكن من دراسة الميزانية، وكل ما يتعلق بأموال القوات المسلحة فى العالم المتحضر يعامل بمثل هذه الطريقة، وهناك شركات تابعة للقوات المسلحة يتابعها الجهاز المركزى للمحاسبات، وهذا الوضع قائم منذ مولد الدولة المصرية.
◄ يقول البعض إنك مدعوم من المجلس العسكرى ويحمّلونك مسؤولية موقعة الجمل وتهريب أموال مبارك وعدد من رجال نظامه واقتحام أمن الدولة عقب استقالتك مباشرة؟
◄ هذا كلام مسخرة، ومدعاة للضحك، ويعنى إيه أمن الدولة اتفتح لما أنا مشيت، يعنى هل كان لدى قوات تحمى أمن الدولة وأمرتها فتركت الموقع وانسحبت، أنا لم أكن أمنع اغتيال أمن الدولة، والراجل الذى يحاكم الآن قال إنه كانت هناك ملفات سرية قمت بحرقها، وأيامها استلمونى، طيب كانوا خدوا الورق ويشوفوا لو فيه حاجة تخصنى، والذى يتهمنى بذلك يقول لى كيف يمكن أن أكون أنا من فعل ذلك، ومرة خرج فيديو لسيارة بنوك بتنزل كراتين فلوس مع الإعلامى محمود سعد وأرسلت لهم مصر للطيران، وقالت لهم إن طريق الصعيد اتقطع والبنك المركزى تعاقد مع مصر للطيران علشان تودى المرتبات الصعيد، لكن المشكلة فى الجهل، وأنا ليس لى شأن بأى أموال مهربة، وعندما ردد حسام عيسى أن أموال مبارك تم تهريبها فى عهدى لم يكلف نفسه أن يسأل موظف أرشيف فى مجلس الوزراء حول صدور أية قرارات بهذا الشأن، ففى 4 فبراير تم منع رموز النظام بكاملهم من السفر وجاءت من النائب العام، وطلع القرار من عندى بتجميد أرصدتهم، مكانش النظام ساعتها قد سقط، وفى 28 فبراير تم منع الرئيس السابق من السفر والتحفظ على ممتلكاته بناء على قرار من النائب العام عبدالمجيد محمود، وفى 14 فبراير خاطبت السفارات المصرية فى الخارج والسفارات الأجنبية المعنية بالداخل لتجميد أرصدة مبارك ومعاونيه. لكننى لن أرد على الجهل والإسفاف لأننى أكبر من هذ التفاهات.
◄ لكن حكومات بعض الدول نفت تلقيها خطابات بتجميد الأرصدة؟
◄ الخطابات كانت لديهم وأعتقد أن بريطانيا كانت إحدى الدول التى سارعت بإرسال الرد وكان الجواب سلبيا، وقال هذا وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط.
◄ وموقعة الجمل التى حدثت أثناء توليك الوزارة؟
◄ لم تكن تلوح فى الأفق فى ليلتها وقوع معركة الجمل، وقابلت ليلتها خمسة من الشباب وكان معاهم محمد أبوالغار وقالوا إن أمن الدولة يقبض علينا جوه الميدان وكانوا غير صادقين، حيث كلمت الضباط وقلتلهم ملكمش دعوة بالميدان، وعدت وكلمت الثوار قالولى بره الميدان، رجعت لمحمود وجدى قولتله أوقف عمل أمن الدولة ومتقبضش على حد بره الميدان أو جوه الميدان، فرجعت قولت للشباب اطمنوا مفيش حد هيقبض عليكم بره الميدان أو جوه الميدان، قالوا لى متأكد، قولتلهم ده أنا أصدرت أمرا لوزير الداخلية ولو منفذوش يبقى برقبتى، وكانت هى الكلمة دى اللى مسكوا فيها زى البلوفر وزى البنبونى، بقيت مش عايز أنطق اسم البنبونى، حاجة تبكى إننا نختصر اهتماماتنا فى تفاهات.
◄ ما الاقتراح الذى تقدمت به للمشير أثناء اشتعال الثورة؟
◄ توجهت للمشير فى وقت الثورة واقترحت عليه ما ينادون به الآن، قولتله نفسى أعرف إيه القلق إن الناس تعبر عن نفسها فى الميدان، ميتعمل أماكن للاحتجاج بره، ليه منعلقش يفط فى الميدان ونسيب الناس تعترض براحتها بدل ما يقعدوا كل شوية يحفروا فى الميدان، وبقترح إن الجيش يطهر الميدان من كل العربيات اللى اتحرقت ويصلح زجاج المحلات المكسرة ونودى علبة أكل للمتظاهرين وعليها البنبونى بتاعها ،ووالله ساعتها ما كنت بتريق.
◄ كيف ستواجه سيطرة التيار الدينى على الانتخابات، لإدارة المعركة، وهل اتصلت مع جماعة الإخوان لتأييدها وما حقيقة استقبال جمعية شرعية فى إمبابة لك؟
◄ لا لم اتصل معهم أبدا، ولم تستقبلنى فى إمبابة أى جمعية شرعية، وأثناء زيارتى للمنطقة جعلت الشباب المعترضين علىّ يدخلون المؤتمر، وتحدثت فيه لمدة ساعة ونصف ولم نرتبط بأحد هناك ولم تخوّفنى الهتافات، ولا أحد يستطيع أن يهزنى، ويا ريت كانت الجمعية الشرعية هى اللى دعتنى للمؤتمر، وكان فيه واحد شيخ ساعتها كان جنبى وقف قال إنه خدم معايا فى الجيش وأنا لم أكن أعرف.
◄ بعد المواجهة الشهيرة مع الأسوانى حضرتك خرجت وتقدمت يوم التالى باستقالتك، هل وجّه لك المجلس العسكرى عتابا على مواجهتك له وكانت نتيجتها أنك قدمت استقالتك؟
◄ والله لم تكن لهذه الواقعة أى تأثير، وكانت هذه المرة الثالثة التى أقدم فيها استقالتى، والقرار كان محسوما من قبلها بـ15 يوما، وماكنتش أقدر أكمل وقدمتها بمحض إرادتى، ولكن ما لفت نظرى بعد أن خرجت من لقاء الأسوانى واستغربت منه أننى لم أفترض فيه سوادا من الداخل، وبعد ما طلعت عند الباب ووصلنى ساويرس رجعت سألت عليهم كان هو وحمدى قنديل ملقيتهمش، فلقيت أوضة فى الناحية التانية ووراء الباب لقيتهم، رحت قلتلهم يا جماعة أنا نسيت أسلم عليكم وأنا ماشى، لكن حكاية أخرى تم الترويج لها وهى أنه خرج، دون مصافحتى، وبقيت مذهولا من الاهتمام بالكذب فى التفاصيل هتفرق مين اللى سلم، الموضوع كان فيه سواد ولا أشعر بأى عدوانية أو كراهية لكنه كان شيئا يحزن ليه.
◄ كيف ستكون حملة شفيق ومن سيمولها وكيف سيتحمل الفريق النقد الذى سيواجهه مثل ارتداء البلوفر؟
◄ حتى الآن لم يدعمنى أحد، ولم يمول حملتى أحد، ولم أعط من يتولون الأشراف على حملتى الانتخابية مليما أحمر، ارتدائى البلوفر بالمناسبة ليس عيبا، بصوا على الدول المتقدمة، الوزراء كانوا بيستغربوا لما بنط على رأس كل واحد فيهم فى مكتبه ويتعجبون أن رئيس الوزراء جاء لزيارتهم علشان إحنا معقدين، وكل اللى يهمنا فى الموضوع الكرافتة، أنا اللى بعمل المكتب، مش المكتب اللى بيعملنى، خلينا نفك عقدنا، بنبونى إيه وبلوفر إيه، مصر ومصايبنا أكبر من كده بكتير.
◄ ما الأخطاء التى رأيتها فى مبارك وستحاول أن تتجنبها إذا وصلت للمقعد؟
◄ أنا أكبر من أن أقول هذا، لأننى أتعلم لنفسى مش علشان استعرض، وكنت أستغرب كيف تركونى فى عهده، على الرغم من معارضتى الشديدة داخل مجلس الوزراء، كان ذلك لأننى فرضت نفسى بتسييرى للعمل فى الطيران المدنى وفى القوات الجوية، وقيل إنه اقترح من البعض أن أتولى نائب رئيس جمهورية، وأعتقد أن ذلك كان علشان أمشى من مجلس الوزراء.
◄ هل ترى أن مبارك والمحاكمين معهم مدانون؟ وبماذا ستحكم عليهم إذا كنت فى موقف القاضى؟
◄ مافيش الكلام ده، الخطأ موجود، وأقسم بالله أننى لم أحضر موقفا أمر فيه مبارك بإطلاق النار، وإذا حدث هذا فى غيابى، فلا أعرف ماذا سيكون مصيره، ومن الصعب الحكم عليه، والمستشار أحمد رفعت هو الأقدر على إصداره.
◄ من أقرب منافس لك؟
◄ ولا واحد فى المرشحين لرئاسة الجمهورية مارس عملا يتفق مع المجهود المطلوب لرئاسة الدولة مع كامل احترامى لهم، وحازم صلاح أبوإسماعيل هو المرشح الأقرب إلى قلبى، وأنا أطرح نفسى على الناس زى ما أنا ومش هلبس توب تانى أعجب أعجب، معجبش خلاص.
◄ ماذا سيقدم أحمد شفيق فى برنامجه الانتخابى؟
◄ أنا أطلب من كل واحد عمل برنامج يقول لى عمله إزاى، لأنها مش قضية برنامج يتم إعداده فى 600 صفحة ولا 800، فأنا لست تقليديا فى تفكيرى، ومن كتب كل هذه الصفحات أسأله خصصت كام صفحة للتعليم وكتبتهم إزاى، مين كتبهملك، وما التغيير الذى تتخيله فى التعليم، إحنا قعدنا سنين كل اللى نعمله فى التعليم نزود الابتدائية سنة ونلغيها سنة، إحنا تعودنا إننا نعمل الصنم ونخاف منه ونعبده ونبقى إحنا اللى خالقينه، فخلقنا مكتب التنسق وبقينا عبيد ليه.
◄ ما النظام الأمثل الذى كان يجب أن يكون عليه مجلس الشعب فى الفترة الماضية؟
◄ النظام الأمثل كان أن يتم تشكيل مجلس الشعب بالنظام الفردى الخالص، ويتم توزيعه على جميع التيارات بالتساوى، مثلا لو كان 600 عضو يبقى 20 من كل فصيل، سواء على المستوى السياسى أو الاجتماعى أو الدينى، وتراعى داخل هذه التقسيمات التمثيلات الأخرى مثل المرأة، فيكون لها 4 مقاعد، وكذلك الأقباط لكى تصبح جميع قواعد الشعب مشكلة بطريقة صحيحة، و%50 من الـ20 تحت 35 كل ما نرتئيه نضعه فى مجلس نموذجى، ولابد أن تذهب اليوم لهذا فى يوم من الأيام.
◄ هل ستحيل المشير فى حال توليك الرئاسة للمحاكمة بتهمة قتل المتظاهرين أم ستوافق على الخروج الآمن؟ وهل من الممكن أن تصدر عفوا رئاسيا عن مبارك؟
◄ أنا ضد الخروج الآمن، ومن يحافظ على كرامته يحافظ على كرامة الناس، وهذا ليس خروجا إنما عودة للثكنات، ولا أقول آمن لأنه ليس حرامى بجرى وراه علشان أقفشه، خلينا نفكر تفكير كبير ونسمو فوق الصغائر، وسأدع القانون يتصرف تماما، وهو ما ينطبق على مبارك، ولن أتدخل بالسلب أو الإيجاب فيما هو ماض، وإن توليت الرئاسة فلن أتدخل بإصدار قانون عفو رئاسى عن مبارك أو أى استثناء.
◄ هل من الممكن أن تتنحى لو خرجت عليك مظاهرات أثناء فترة رئاستك؟
◄ لا يمكن هذا أبدا، فهناك قواعد ما دمت أتولى الأمور يجب أن تسير كما تكون، وكلمنى واحد من الشباب وقال لى لو خرج عليك 2 مليون فى الميدان رافضين قراراتك لو بقيت رئيس، هتعمل إيه؟ قولتله أنا راجل حرفى، الميدان ليس 2 مليون، وهو أقل من نصف مليون، ولما نزلتوا يوم 25 يناير 2 مليون زى ما بتقول كان فيه 83 مليون مصرى قاعدين فى بيوتهم بيدعموكم، لكن النهاردة الوضع مختلف، فهناك مجلس شعب يمثل 83 مليونا مادام اعتمد القرار يبقى ملزم ليكم، شأنه شأن المظاهرات فى أمريكا، قواعد دولة، ومع ذلك لو توليت النهاردة، تأمينا لعدالة مطلقة فى رغبة الجمهور، هجيب أحدث نظام تصويت فى العالم، وأعممه فى الجمهورية وفى كل حى وفى الـ24 ساعة، بحيث أقدر أعمل 10 تصويتات فى اليوم، وبالرقم القومى علشان لو اختلفنا بالرأى يبقى استفتاء والشعب يحدد تمشوا من الميدان أو تقعدوا فى أماكن تظاهركم.