سلامة عظامك في طعامك (هشاشة العظام)
فقدان العظام للكالسيوم (الكلس) من الأمور الطبيعية التي ترافق تقدمنا بالعمر، بيد ان الأمر يصبح مرضيا وغير طبيعي، ان حدث فقدان الكلس بمعدل سريع، ومن غير استعاضة بحيث تصل العظام إلى مرحلة الترقق فتصبح هشة، ومن هنا تسمى الحالة «هشاشة العظام». ولالقاء مزيد من الضوء على هذا المرض وسبل الوقاية منه، التقينا استشاري العظام د. فريد عزت.
في البداية أوضح د. عزت أن العظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليئة بالمسامات الصغيرة التي لا تؤثر في صلابتها، لكن في حالة إصابتها بالهشاشة يكبر حجم مسامها بشكل كبير، مما يسبب انخفاض صلابتها ويجعلها عرضه للتكسر بمنتهى السهولة. ويشير عدة خبراء إلى أن تفادي الوصول لمرحلة تدني هشاشة العظام أفضل بكثير من العلاج. لذا شدد د. عزت، على ضرورة الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام منذ فترة الشباب من خلال تقليل فقد العظام للكلس والحفاظ على صحتها.
الوقاية
لابد من التوعية بان فقدان العظام للكالسيوم (الكلس) يحدث عند الرجال والنساء، لذا يجب على الجنسين الحفاظ على صحة العظام منذ فترة الشباب من خلال اتباع طرق الوقاية التالية:
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم لدورها في تحفيز بناء وترميم العظام والعضلات.
- التعرض فترة قصيرة لأشعة الشمس يوميا، للحصول على ما يحتاجه الجسم من فيتامين د.
- تناول منتجات الحليب والأغذية الغنية بالكالسيوم لتعويض ما يفقده العظم من الكالسيوم
- توخي الحذر في تناول الأدوية المؤدية إلى هشاشة العظام وبخاصة عقاقير الكورتيزون.
لا تنسي العظام
وأشار د. عزت إلى أن معظم من يراجع عيادة هشاشة العظام من السيدات اللاتي تعدين سن انقطاع الطمث، وتكمن المشكلة في بدئهن العلاج في وقت متقدم من الإصابة. وأضاف:
- لا يصح ان تنسى السيدة صحة عظامها الى ما بعد انقطاع الطمث، فغالبا ما تكون حالة فقدان الكالسيوم تطورت إلى مرحلة شديدة، بل يجب البدء بالحفاظ على صحتها منذ الشباب لتخفيض التدهور. والمشكلة الأكبر، ان معظم الإصابات تكتشف على اثر إصابة سيدة أو رجل بعد بلوغهم سن 65 بالكسور نتيجة إصابة خفيفة أو وقوع مفاجئ. وهو ما كان من الممكن تفاديه بالاكتشاف المبكر والوقاية.
وعن العوامل التي ترفع فرصة الإصابة بهشاشة العظام، قال:
- هناك عدة عوامل أهمها:
- عامل الوراثة (إصابة احد أفراد الأسرة).
- الجنس: فالنساء أكثر عرضة بثلاثة إلى أربعة أضعاف للإصابة مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك لأسباب هرمونية واستخدامهن لمخزون الكالسيوم أثناء الحمل والإرضاع.
- اتباع أسلوب حياة خامل وكسول.
- التدخين.
- سوء التغذية (عدم تناول أغذية غنية بالكالسيوم وفيتامين دال مع الإكثار من تناول المشروبات الغازية).
- التقدم في العمر، خاصة بعد تعدي الستين عاما، وانقطاع الطمث عند السيدات.
- كما توجد حالة «هشاشة العظام الثانوية» التي تنتج عن أسباب مرضية مثل الإصابة بأمراض الكلى او الغدد أو الاضطرابات الهرمونية، أو كأثر جانبي لتناول بعض أنواع العقاقير، خاصة الكورتيزون وعلاجات الصرع.
الرياضة مهمة لسلامة العظام
من المهم التوضيح ان الرياضة مهمة لصحة العظام والعضلات، لذا فليس هنالك من مبرر لخوف مرضى هشاشة العظام من ممارستها. وأكد د. عزت أن ممارسة رياضة خفيفة مثل المشي لمدة نصف ساعة إلى ساعة مفيد جدا لبناء العظام.
وأضاف: كشفت دراسة نشرتها دورية المجلس الطبي الأميركي، دور المشي والجري في إبطاء فقد العظام للكالسيوم. ومن ناحية أخرى، وجد أن المشي لمدة ساعة أربعة أيام أسبوعيا يقلل بنسبة %40 من احتمال إصابة النساء بالكسور الناتجة عن هشاشة العظام. فقد قام الباحثون بملاحظة حالة 61 ألف امرأة تعدين عمر الأربعين عاما، ليكتشف أن من زاولن المشي كن أقل عرضة بكثير للإصابة بالكسور على مدى 12 عاما. ليستنتج أن المشي لمدة ساعة يوميا يقدم الحماية نفسها التي يوفرها العلاج الهرموني المدعم لبناء العظم، وهو ما يعد نبأ سارا لمن يخشين خطر العلاج بالهرمونات. لكن من المهم التنبيه إلى تجنب المصابين بهشاشة العظام ممارسة الرياضة العنيفة أو التنافسية مثل لعب كرة قدم حتى لا يتعرضوا للرضوض أو الصدمات التي قد تؤدي لحدوث شرخ أو كسر في العظم.
طرق التشخيص
- الفحص المفضل والأكثر دقة هو فحص كثافة العظام الذي يتم من خلال التصوير الإشعاعي المسمى Bone Mineral Density
- فحص الدم لتقييم عامل العظام الخاص Bone marker
- فحص مستوى فيتامين دال والكالسيوم في الدم
العلاج
شدد د. عزت على ان أفضل علاج هو البدء بالوقاية والحفاظ على صحة العظام منذ سن مبكرة، من خلال الحرص على النشاط البدني والتعرض للشمس، مع مراعاة الغذاء الصحي الذي يحتوي على منتجات الحليب المدعمة بالكالسيوم وفيتامين دال. أما عند إثبات الإصابة فمن الإرشادات المهمة:
- ضرورة توخي الحذر في الحركة، وأخذ الاحتياطات لحماية المريض من الوقوع أو التعرض لأي صدمة حتى يمنع حدوث الكسور. ومن اهمها: لبس حذاء مناسب يمنع الانزلاق أو التواء الكاحل، وعدم المشي أثناء المطر أو على الأرض «الزلقة»، كما لا بد من تجنب اي بيئة تعرض للانزلاق أو الوقوع.
- الفحص الدوري: لابد من فحص الدم دوريا لتحري مستوى الكالسيوم وكريات الدم الحمراء وكفاءة وظائف الكلى والغدد، لما لذلك من أهمية في التأكد من صحة الجسم، خاصة العظام.
- تناول مكملات غذائية تحتوي على فيتامينات دال والكالسيوم لتعويض ما يفقده الجسم منها. كما لابد من التشديد على ضرورة التزود بفيتامين دال، وذلك لما ثبت من ارتباط الانخفاض في معدل هذا الفيتامين بالعديد من المشاكل الصحية مثل الإصابة بهشاشة العظام وأمراض المفاصل والعظام والقلب وتكون الأورام.
- تناول بعض العقاقير العلاجية التي تهدف إلى منع فقدان الكلس (أو تقليل سرعة الفقد بشكل كبير) بالإضافة إلى تحفيز بناء العظام وامتصاص الفيتامينات المهمة لذلك.
مرض خطير له مضاعفات خطرة
شدد د. عزت على ضرورة عدم التهاون في العلاج لوقف تدهور الحالة والعمل على تحسينها. وأضاف:
- ما لا يدركه البعض ان مرض هشاشة العظام خطير، حيث ان الإهمال في علاجه يسبب تعرض الشخص المسن للكسر. وقد بينت الإحصائيات بأن %40 ممن يصابون بالكسر بسبب هشاشة العظام يتوفون بعد سنة. ويعزى ذلك لعدة مضاعفات تترتب عن الخضوع لعملية تثبيت العظام واستبدال المفاصل المكسورة أو من اثر تكون جلطات دموية. كما لا ينسى دور انعدام الحركة والتزام الكرسي المتحرك، كما يحدث بعد التعرض للكسور، في رفع خطر تكون الجلطات الدموية في أوردة القدم التي من الممكن ان تصل للرئة والقلب فتسبب تهديدا للحياة. ومن هنا يتبين سبب اعتبار مرض هشاشة العظام مرضا له مضاعفات تهدد الحياة.
الأعراض
تتميز الإصابة بهشاشة العظام بظهور ألم عام وغير مفسر في العظام والعضلات والظهر. بحيث يشتكي المريض من ألم مزمن في معظم عظامه نتيجة لقلة كثافتها ومحاولتها لتحمل ثقل الجسم. لكن غالبا ما يكون حدوث الكسر أول عرض يدل على الإصابة. والعظام الأكثر عرضة للكسر في مرضى هشاشة العظام هي الورك والفخذ والساعد والعمود الفقري.
تزودي بالكالسيوم
تنصح الشابة بالبدء بالحفاظ على مخزونها من الكالسيوم عن طريق تناولها ما يتراوح ما بين 1000 و1200 ملغم من الكالسيوم يوميا، سواء من مصدره الطبيعي او العقاقير. ولتوفير فرصة لتعزيز وحفظ مخزونك من الكالسيوم ينصحك الخبراء بالتقليل من المشروبات المحتوية على الكافيين كالقهوة والشاي ومشروبات الطاقة، نتيجة لأثر الكافيين الرافع من نسبة إدرار الكالسيوم مع البول، مما يحرم العظام منه، كما يؤدي لتسريع عملية هضم العظام واستهلاك سريع للكالسيوم.
كما يجب الحرص على تناول المواد الغذائية الغنية بالكالسيوم، مثل حبوب السمسم، الأجبان، القرنبيط، الحليب، اللبن، والخضار الخضراء والتين والدبس والاسماك. والجدير بالذكر، ان ارتفاع نسبة الدهون في الطعام تؤدي إلى تراجع عملية امتصاص الكالسيوم، فيما يسبب انخفاضها خفض امتصاص الفيتامينات المذابة في الدهون كفيتامين دال المهم لتكوين العظام، لذا لابد من تناول الدهون باعتدال مع التزود بالأغذية المدعمة بفيتامين دال.
أنواع العقاقير
عادة ما يوصف للمريض 3 إلى 4 عقاقير لمساعدة العظام على استعادة صحتها وسماكتها صلابتها، من أهم أنواعها «الفوسفانيت» وفيتامين د النشط، بالإضافة إلى عقاري البوليولاس والكالسيتون. كما قد يستعان بعقاقير هرمونية تعمل على زيادة امتصاص فيتامين د والكالسيوم والحفاظ على صحة العظام.
وأحيانا قد يسبب تناول نوع من العقاقير شكوى البعض من الشعور بمغص، بيد ان ذلك لا يعلل توقف المريض عن العلاج. حيث يجب هنا استشارة المعالج ليقوم بتغير نوعية العقار إلى آخر، فلا شيء يعلل عدم الوقاية من مضاعفات هشاشة العظام.
بروتين مسؤول عن الإصابة بالهشاشة
كشف فريق باحثين مكون من الألمان والولايات المتحدة وهولندا، عن وجود آلية تنظم الاتزان بين نسبة نمو العظام وفقدان المعادن داخل العظام. حيث نسبوا وجود عدم توازن بين نوعين من البروتين كسبب لحدوث عدم توازن بين خلايا نمو العظام وخلايا تدمير للعظام. وهو ما يعزز انتشار ونشاط الخلايا المدمرة للعظام. ونتيجة لذلك تمتص الخلايا المدمرة للعظام المزيد من المواد العظمية بدرجة أكثر مما تنتجه الخلايا البنائية للعظام (بمعنى الانخفاض في استعاضة ما يفقد). وبذلك تنتج حالة «هشاشة العظام» التي تتميز بفقد العظام كثافتها، ومن ثم تميل إلى الكسر، فأي سقطة بسيطة يمكن أن تؤدي إلى كسور خطيرة.
وأكد باحثون ألمان من مركز ماكس ديلبروك للطب الجزيئي في برلين، أن التحول الجزيئي الذي ينشط من خلاله مرض هشاشة العظام يؤدي لحدوث كسر الحوض والعمود الفقري والشلل الذي يصيب ملايين السيدات كبار السن حول العالم.
وتشير الإحصائيات إلى توقع إصابة واحدة من كل 3 نساء بهشاشة العظام على مستوى العالم، بينما يصاب رجل واحد من بين كل 12 رجلا.
الفرق بين هشاشة العظام وليونتها
تعريفا، هشاشة العظم هي عبارة عن نقص في كتلة العظام وظهور مسامات كبيرة فيها، بما يجعلها هشة وسهلة الكسر. بينما تعرف ليونة العظام بأنها مرض ينتج من نقص في تكلس العظام بما يجعلها طرية غير صلبة، وقد يصاحبها ضعف في العضلات. ويعتبر داء الكساح، وهو مرض ليونة العظام، شائعا بين الأطفال، وغالبا ما ينتج عن الانخفاض الشديد في نسبة فيتامين دال في الجسم.
بعض الأغذية تلعب دورا مهما في بناء العظام وزيادة قوتها، ومنها:
الموز
يعرف عن الموز فائدته لصحة العظام والعضلات والمفاصل ولتحسين ارتفاع ضغط الدم، ويرجع ذلك لغناه بعنصر البوتاسيوم. وهو عنصر مهم لتقوية الإشارات العصبية وللوقاية من فقد الجسم للكالسيوم، بالإضافة إلى نسبة عالية من الفوسفور الضروري للذاكرة.
وقد اعتبرت عدة دراسات الموز غذاء مهما لتحسين صحة الجهاز العصبي وتقوية كفاءة الجهاز المناعي ولدعم آلية هضم البروتينات. لذا ينصح بتناول موزة يوميا لتوفر البوتاسيوم الذي يحتاجه الجسم، خاصة بعد التمرين.
الخوخ المجفف
هذه الفاكهة المجففة غنية بالنحاس والبورون والكالسيوم، لذا تقي من هشاشة العظام. فيما ان وجود الألياف فيها وعنصر الانيولين يخلق جوا حمضيا مفيدا جدا لصحة الجهاز الهضمي والأمعاء خصوصا، كما يسهم بشكل غير مباشر في زيادة امتصاص الكالسيوم.
السبانخ
بين العديد من خبراء التغذية فوائد السبانخ الصحية نسبة لاحتوائها على نسبة عالية من الحديد والكالسيوم والفوسفور والزنك والسيلينيوم، فهي عناصر تدعم الصحة عموما، خاصة صحة الكبد والدماغ (حيث بينت الدراسة بأنها تقي أو تؤخر من حدوث مرض الخرف).
وتعتبر السبانخ من الأغذية التي تدعم بناء العضلات وتزيد كثافة العظام (بما يحمي من الإصابة بهشاشة العظام وتخفض نسبة الإصابة بالكسور). وكسبب إضافي للتشجيع على تناول هذه الخضار الخضراء، أوضحت دراسة نشرتها مجلة التغذية وجود مادة تسمى «الكارلينويج نيكسانثين» في السبانخ والتي يقترح بأن لها دورا واقيا ومعالجا من سرطان البروستاتا، فيما ان وجود مادة البيتا كاروتين فيها يسهم في مكافحة سرطان القولون.
حليب الشوكولاتة
بعد التمارين الرياضية، ينصح بشرب الحليب بالشوكولاتة منزوع الدهن كشراب منعش ومروي ومسرع لاستعادة النشاط. ويرجع ذلك لاحتوائه على نوعية من البروتين تسمى «وي» whey، تساعد العضلات وتدعمها في فترة الترميم والنقاهة بعد النشاط. كما انه يوفر للجسم عنصري الكالسيوم وفيتامين دال، حيث بينت عدة أبحاث أهميتهما لصحة العظام ومفاصل الجسم. فعلى سبيل المثال، أشارت دراسة نشرتها المجلة العالمية للتغذية الرياضية والتمارين في عام 2006، إلى تفوق فائدة تناول الحليب بالشوكولاتة على فائدة المشروبات الرياضية أو الحبوب من ناحية دعم استعادة العضلات المتعبة نشاطها وتعويض الجسم عن ما فقده من غلوكوز.
كيف تتفادى تدهور الركبة؟
تعتبر الإصابة بخشونة الركبة من الأمراض الشائعة جدا، لا سيما في منطقه الخليج نظرا لعوامل كثيرة تؤدي إلى تفاقم المرض وتطوره لدينا، من أهمها الزيادة في نسبة السمنة والوراثة والأمراض الروماتيزمية. كما تلعب العوامل الهرمونية دورا مهما في هذا المرض.
وغالبا ما تبدأ أعراض خشونة المفاصل بدون إنذار، بحيث لا يشعر بها المريض، بيد أن اكتشافها سهل وذلك من خلال عمل أشعة للمفصل. ومع تقدم مرحلة الخشونة، يبدأ المريض بالشعور بألم شديد عند استخدامه للمفصل المصاب خاصة في الصباح نتيجة التيبس المفصلي. كما وجد علاقة بين الطقس وآلام الركبة لدى البعض، فقد لوحظ بأنه كلما ازداد الجو برودة ورطوبة ازدادت الآلام لديهم.
ولتفادي هذا المرض بشكل عام ينصح بالحفاظ على الوزن الطبيعي، وتجنب جلوس التربيعة وعدم ثني مفصل الركبة لفترات طويلة، حتى لا يتعرض الغضروف للوهن والضعف، مع ممارسة الرياضة بصورة معتدلة للحفاظ على قوة عضلات الركبة والفخذين حتى يوفرا دعما للمفصل، وتناول كميات مناسبة من الكالسيوم حسب العمر. كما يجب علاج أي تشوه في الركبة أو الساق قبل حدوث الخشونة مع الانقطاع والابتعاد عن التدخين والمدخنين نظراً لتأثيره على الأوعية الدموية المغذية للركبة.
التدخين يسبب لها الجوع
ليس مستغربا ان نشير الى كون المدخنين أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وآلام الظهر مقارنة بأقرانهم غير المدخنين. حيث أثبتت الأبحاث تأثير التدخين المباشر وغير المباشر على آلية انتقال المواد المغذية إلى العمود الفقري. فقد وجد انخفاض في عملية الانتقال هذه إلى نصف معدلها الطبيعي من وقت بدء تدخين السيجارة إلى بعدها بثلاث أو أربع ساعات، مما يلحق الضرر بالعمود الفقري وملحقاته نتيجة لانخفاض التروية. بمعنى آخر تنخفض تغذية العظام بمعدل كبير عند تدخين السجائر.
ولا يقتصر تأثير السجائر السلبي على تقليل امتصاص الكالسيوم فقط، بل أيضا لتثبيطه لعمليات بناء العظام، كما يسبب ارتفاع مستوى السموم في جسم المدخنات اضطرابات هرمونية، منها قلة إفراز الهرمونات الأنثوية المقوية للعظام.
ما الزوائد العظمية؟
يرافق تقدم السن عموما حدوث ضمور (انكماش) طبيعي في غضاريف المفاصل جميعا، خاصة مفاصل الركبة وعمود الظهر. غير أن وقت حدوثه وحجم هذا التغير يختلفان من شخص إلى آخر، حيث تلعب الوراثة ونوع العمل والوزن وانقطاع الدورة الشهرية لدى السيدات والتدخين دورا مهما في تحديد سرعة تدهور صحة الغضاريف، وفقدانها لليونتها وسمكها.
ويؤدي انحلال الغضاريف إلى تحولها لنسيج ليفي فتفقد ليونتها ووظيفتها كوسادة تمتص الصدمات بين الفقرات، وتقل المسافة بين الفقرات ويزداد الضغط والاحتكاك فيما بينها وينتج عن ذلك بروز زوائد ونتوءات في أطرافها. وهو نوع غير طبيعي من البروز يشبه الشوكة التي تنمو على حافة العظام الملتقية في المفاصل، والاسم الشائع لهذه التغيرات هو «خشونة المفصل». وتنمو هذه الزوائد العظمية ببطء وثبات لتسبب آلاما وتيبسا وتقلصا في درجة حركة المفصل. وأشيع المفاصل التي تتأثر بالخشونة هو الركبة.
فيما تصاب المفاصل الجانبية الصغيرة على جانبي العمود الفقري أيضا بالخشونة. وقد تتأثر جدران القناة الشوكية وأسطح مفاصل العمود الفقري استجابة للاحتكاك والضغط المتكرر، ليسبب بروز نتوء عظمي منها باتجاه العمود الفقري، مما يضغط على العصب والحبل الشوكي ويسبب إحساس المريض بالألم.
مصادر غنية بالكالسيوم
الحليب وجميع منتجاته.
الأسماك وخصوصا السلمون.
معظم الخضروات والفواكه.
يعتبر اللوز والسمسم من المصادر الغنية بالكالسيوم.
التدخين يسبب لها الجوع
الصودا مضرة
يشير أكثر من بحث الى وجود ارتباط بين نخر العظام والإكثار من تناول مشروبات الصودا أو الكافينية. فقد بينت دراسة محلية ان انتشار تناول المراهقين للقهوة والمشروبات الكافينية سبب انخفاضا في صلابة عظامهم.
كما أثبت بحث من جامعة تافتس، تضمن مجموعة كبيرة من الرجال والنساء، أن اللاتي شربن ثلاثاً او أكثر من علب المشروبات الغازية (الصودا) يوميا، تميزن بانخفاض بمعدل 4 % في كثافة عظام الورك. وارجع ذلك لاحتواء المشروبات الغازية على الكافيين ومعدن الفوسفور العظمي حيث إن حامضه مكوّن أساسي للصودا. وعليه من الممكن تعليل خسارة الكالسيوم من العظام نسبة إلى التنافس بين عنصري الفوسفور والكالسيوم. فيما بين العلماء ان العامل المذنب الآخر هو الكافيين الذي يعرف بتدخّله في امتصاص الكالسيوم.
وتحتوي المشروبات في المعدل ما يعادل 10 ملاعق سكر ما يضر بصحة المصابين بالسكر، بالإضافة إلى أحماض فوسفورية تؤدي إلى هشاشة العظام وضعفها. بينما تحتوي الأنواع الدايت منها على محليات صناعية اقترحت عدة أبحاث ارتباط الإفراط في تناولها مع حدوث اضطرابات هضمية وتخفيض للقدرات الذهنية بل إصابة الكبد بالتليف، وبما يفسر نصح عدة خبراء للصحة بمنع تناول الأطفال لهذه المنتجات (أي منتجات الدايت).
بعض النساء يحتجن للكالسيوم أكثر
تحتاج النساء اللواتي يمارسن رياضة عنيفة أو أولئك اللائي دخلن سن اليأس لتناول كميات أعلى من الكالسيوم الغذائي اليومي من تلك التي تحتاجها النساء غير الرياضيات أو اللواتي تنتظم لديهن الدورات الشهرية. والسبب لرفع المتطلب اليومي من الكالسيوم في هؤلاء النساء هو: هبوط مستوى هرمون الاستروجين في دمائهن بعد سن اليأس أو مع ممارسة الرياضة العنيفة مدة طويلة. ومن المعروف أن الهرمون الأنثوي يحمي العظام من نقص الكالسيوم الذي يؤدي إلى هشاشتها وتنخرها. وأفضل طريقة لتناول جرعات علاجية من الكالسيوم هي بتقسيمها إلى جرعات صغيرة وتناولها على فترات مختلفة.
(القبس)