ونسق التغير الجيني الذي نشر في المجلة العلمية ساينس – Science هذا الاسبوع يقدم دليلاً مذهلاً بأن مجموعة قديمة من المستكشفين غادروا المنطقة التي تعرف الان باسم اثيوبيا، وانهم وذريتهم استوطنوا في شمال افريقيا والشرق الاوسط، واوروبا، وآسيا الوسطى، واستراليا والجزر المحيطة بها والاميركيتين وشرق اسيا.
وهنالك تحليل آخر اجري على بعض من العينات ذاتها من الحمض النووي اكدت تلك النتائج. وقد نشرت هذه النتائج في مجلة "نيتشر – Nature" العلمية الخميس الماضي التي اوضحت انه كلما بعدت المسافة الجغرافية فيما بين السكان واسلافهم الافريقيين، زادت التغيرات في جيناتهم الوراثية.
وقصة هجرة البشر التي كشفت عنها دراسة الحمض النووي تدعم، وفق قول جون لي المتخصص في علوم الوراثة بجامعة ميتشيغان "ما هو معروف من ادلة تم التوصل اليها عبر الدراسات التاريخية واللغوية ودراسات علوم الانسان". وقد اعتمد فريق البحث على حمض نووي استخلص من عينات من الدم جمعها علماء في مجال علم الانسان من جميع انحاء العالم، وذلك ضمن مشروع تنوع الجينوم البشري الذي بدأ في منتصف التسعينات من القرن الماضي لجمع عينات من الجينات الوراثية من بين الاف السكان ومن بينهم بعض القبائل البدائية.
وحلل العلماء المشاركون في الدراستين اكثر من نصف مليون تغيير من بين حوالي ثلاثة مليارات من الاجزاء والتفاصيل التي تشكل الجينوم البشري. وقد بدت تلك التغييرات كتعديلات عشوائية تجمعت مع مرور الزمن اثناء انتقالها من جيل الى جيل. وسيتمكن العلماء من وضع كاتلوج للتنوع الجيني العادي للجامعات المختلفة من السكان وسوف تساعد هاتان الدراستان الباحثين في المجالات الطبية في تحديد دور العوامل الوراثية في الاصابة ببعض الامراض المعينة.
|