كتبت مها العنانى
أعانى من القلق والتوتر والملل وأنا فاشل فى كل شىء فى عملى، ولم أوفق مع زوجتى الأولى ولا الثانية التى لا أصارحها وهى تلومنى دائما، وأنا غير ملتزم بالدين ولا أعرف ما هو الصواب والخطأ، ولكننى حينما أسأل أسدى النصائح لا أريد أن ألتزم بشىء وأنا ناقم على كل شىء فى حياتى، وأدخن بشراهة ونومى كثير ولا أرغب فى حياتى، وما يزعجنى أننى لا أحب أحدا وليس لى مرجعية أعود إليها ولا أحترم أحدا ولا أريد إلا أن أرضى نفسى فماذا أفعل؟
وتجيب على هذا السؤال د.هالة حماد استشارى طب نفسى أطفال ومراهقين وعلاج أسرى قائلة:
هذا المريض يعانى من اضطرابات فى الشخصية، ومن الواضح أنه لا يحب نفسه ولا يقدرها وفاقد الثقة فيها، وأيضا فاقد الثقة فيمن حوله.
وبشكل عام قد ترجع أسباب فقد الثقة فى النفس إلى أن بعض الأطفال يتعرضون لإساءة نفسية وجسدية تجعلهم يشعرون بأن العالم من حولهم غير آمن متمثل فى صورة الأب والأم اللذين يعدان فى الأصل مصدر الأمان، وهذا بالتأكيد أثر بشكل سلبى على علاقته وتفاعله مع الآخرين، وبالتالى أثر على عمله، وهذا كله يؤدى إلى تزايد رغبته فى تدمير ذاته، وهذا يتضح من لجوئه إلى التدخين بشراهة، بالإضافة إلى عدم التزامه بالدين وهذا يوضح تمرده على أى سلطة أو التزام.
وتنصح د.هالة حماد السائل قائلة: لابد من أن يخضع لجلسات علاج نفسى أسبوعية، قد تستمر إلى سنة أو أكثر، والتى تساعده على رؤية ذاته بشكل أكبر وتدعم لديه رغبته فى التغيير، وتساعده أيضا على الاعتياد على تكوين علاقات مع الآخرين.