بتـــــاريخ : 6/25/2012 1:46:05 AM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1536 0


    حكايات النبي يوسف وأنور السادات ومحمد مرسي من السجون إلى رئاسة مصر

    الناقل : فراولة الزملكاوية | العمر :37 | الكاتب الأصلى : هشام يونس | المصدر : gate.ahram.org.eg

    كلمات مفتاحية  :
    محمد مرسي وأنور السادات

    لم يدرك الشاب يوسف ابن النبي يعقوب أنه سيخرج من السجن بعد سنوات ليصبح "عزيز مصر"، كما لم يتصور الضابط أنور السادات، أنه سيخرج من تهمة مقتل أمين عثمان ليصبح رئيسًا بعد مايقرب من ربع قرن، والمؤكد أن محمد مرسي الذي بدأت ثورة 25 يناير وهو في سجون حسني مبارك لم يكن يحلم بأن يصبح رئيسًا للمحروسة ويخلف الرجل الذي اعتقله بعد 17 شهرًا فقط من الثورة.

    في سجون مصر قصص وحكايات تبدأ من أقبية معتمة، لكنها أحيانا ما تنتهي في مقعد وثير على عرش مصر، وهو ما حدث مع النبي يوسف الصديق، وأنور السادات وأخيرًا مع محمد مرسي.

    ظهرت براءة يوسف وأنه لم يراود إمرأة العزيز عن نفسها، لكنهم أرادوا أن يضعوه في السجن، لفترة حتى تهدأ ما اعتبرته حاشية حاكم مصر فضيحة، وفي السجن دخل مع يوسف شابان ورأى كل منهما رؤيا في منامه وقام يوسف بتفسيرهما وقد كان عارفا بتأويل الأحلام.

    كان أحد الشابين وفقًا لتفسير يوسف لرؤياه سيصبح ساقيًا للملك فقال له يوسف "أذكرني عند ربك" لكنه نسي ليظل يوسف في السجن عدة سنوات، إلى أن رأى الملك في منامه رؤيا لم يستطع أحد أن يفسرها، فتذكر قدرة يوسف على تفسير الأحلام، فذهب إليه في السجن وعرف منه تفسير رؤيا الملك، وقدم نصيحة للملك عبر الساقي عن كيفية الخروج من المجاعة التي كانت تفسر رؤياه، وتم استدعاء السجين يوسف بعد أن قرر الملك أن يستخلصه لنفسه ويضمه إلى بلاط الملك بعد أن تأكد من أمانته وأنه كان بريئا في السجن.

    دار حوار بين يوسف والملك الذي قال له "أنت لدينا ذو مكانة" فطلب منه يوسف أن يجعله على "خزائن الأرض" فكان له ما أراد، وجلس يوسف الذي خرج من السجن على عرش مصر.

    في سنة 1941 دخل الضابط أنور السادات السجن لأول مرة بعد أن رصد البوليس السياسي والاحتلال الانجليزي لقاءاته مع الفريق عزيز المصري، الذي كان يميل للألمان في الحرب العالمية الثانية.

    في سنة 1942 اعتقل أنور السادات مرة ثانية في سجن الأجانب فقد كان مناضلًا ضد الاحتلال الانجليزي، الذي شدد قبضته على كل النشطاء في الحركة الوطنية المصرية، وظل السادات يتنقل بين السجون بسبب نشاطه السياسي وتم فصله من الجيش، حتى خرج سنة 1944 وتخفى وظل هاربًا لنحو عام وعمل في عدة مهن، قبل أن تنتهي الحرب العالمية الثانية في سنة 1945، ويظهر للعلن بعد انتهاء الأحكام العرفية.
    انضم السادات الذي كان ضابطًا في سلاح الإشارة بالجيش المصري لعضوية تنظيم عرف باسم "الحرس الحديدي" وشارك في يناير سنة 1946 في عملية اغتيال أمين عثمان وزير المالية الذي كان مواليًا للاحتلال البريطاني ومن أشد مؤيديه حتى أنه قال "العلاقة بين مصر وانجلترا علاقة زواج كاثوليكي".

    اعتقل السادات وظل نحو ثلاث سنوات في السجن بتهمة المشاركة في اغتيال أمين عثمان، واندلعت حرب فلسطين وهو في السجن قبل أن يخرج في أغسطس 1948 بعد أن تمت تبرئته.

    اقترب السادات من الله في السجن واكتسب صلابة إيمانية، واستطاع تعلم اللغة الألمانية، كما نشأت لديه حساسية خاصة تجاه السجون لذلك قام بهدم المعتقلات عندما استتب له الحكم بعد أن وصل إلى كرسي الرئاسة عقب وفاة سلفه جمال عبدالناصر، في سبتمبر 1970.

    أثرت فترات السجن في السادات لذلك كان سجل حكمه (1970-1981) نظيفًا في مجال حقوق الإنسان.
    بعد أن تم اغتيال الرئيس أنور السادات على يد جماعات إسلامية متطرفة في 6 أكتوبر سنة 1981 تولى نائبه حسني مبارك، الذي ظل يحكم نحو ثلاثة عقود، بقبضة حديدية، خاصة في سنواته الأخيره عندما بدأت بطانته تنسج سيناريو توريث ابنه جمال للحكم خلفًا لأبيه.

    في سبيل تنفيذ سيناريو التوريث امتلأت المعتقلات بالمعارضين من النشطاء السياسيين الرافضين لنظام حكم مبارك، وخلال السنوات الأخيره من حكم الرجل الذي أسقطته ثورة يناير، دخلت أعداد كبيرة من قيادات جماعة الإخوان المسلمون للمعتقلات وكان هناك عنبر معروف باسم "عنبر الإخوان" في سجن طرة.

    تولت قيادات الجماعة تجهيز هذا العنبر لاستقبال المعتقلين من الإخوان واستطاعت الجماعة بالتفاهم مع إدارة السجن إدخال مبردات وثلاجات وإعداد دورات المياه لتكون آدمية.

    كان محمد مرسي النائب السابق في مجلس الشعب (2000-2005) عن دائرة الزقازيق بين قيادات الإخوان الذين دخلوا المعتقل عدة مرات منذ 2006 بسبب معارضتهم لنظام مبارك.

    وفي صباح 28 يناير 2011 تم اعتقال محمد مرسي مع عدد من قيادات الإخوان لمنعهم من المشاركة في مظاهرات "جمعة الغضب" وتم تحريرهم بعد فتح السجون في 30 يناير.

    بعد 17 شهرًا من ثورة يناير أجريت أول انتخابات لرئاسة الجمهورية وفاز فيها محمد مرسي على منافسه أحمد شفيق الذي كان آخر رئيس وزراء عينه الرئيس المخلوع حسني مبارك.

    ومن طرائف هذه الانتخابات أن جولة الإعادة التي أجريت بين مرسي وشفيق حفلت بعدد كبير من التعليقات الساخرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها أن من ينجح في جولة الإعادة سيضع منافسه في السجن، في إشارة إلى أن شفيق ينتمي لنظام مبارك الذي اعتاد على اعتقال الإخوان وتلميحًا لأن مرسي إذا تولى الحكم سينتقم من نظام مبارك في شخص شفيق.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()