ولد الجواهري في النجف عام 1900/ ، وفيها نشأ وترعرع ، وهو من أسرة نجفية محافظة تُرف بآل الجواهر ،وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين لأنه نشأ نشأةً دينيه محافظة ، واشترك بسب ذلك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية وهو لابس العمامة ، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لايزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الإنقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين .
أول ديوان للجواهري طبعه بنفسه يتكون هذا الديوان من زهاء أربعة آلاف بيت من الشعر ، ثم أصدر الجواهري عام 1934م ديواناً آخر سماه ( بين الشعور والعاطفة ) وهو ديوان صغير ، ثم جمع قصائده بعد تشذيبها وحذف مالم يرض عنه منها في ديوان شعر مطبوع باسم ( ديوان الجواهري ) أو المجموعة الكاملة
الجواهري في معظم آثاره شاعر مناسبات ولكنه صنو للمتنبي يتخذ المناسبة للتعبير عما يعرض له في الحياة من شتى الخواطر ومختلف الانفعالات ، ثأثر شعره بالقديم فبارى أقطابه حتى سواهم
يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.
هذه النبذة كتبتها من كتاب تاريخ الأدب العربي الحديث / أحمد قبش / دار الجيل بيروت