بعد عامين على إعدام التوربيني الذي اغتصب وقتل 24 طفلاً من أطفال الشوارع، ظهر توربيني جديد يغتصب الأطفال، وكوَّن عصابة من 7 أشخاص يشاركونه في جريمته البشعة، بعد إجبار الأطفال على التسول والحصول على الأموال منهم، وإنفاقها على المخدرات.
وذكرت "بوابة الأهرام": "ظل المجرم على هذا الأمر أكثر من عامين، وبالتحديد منذ إعدام التوربيني الأول وهو يمارس جريمته بنفس الأسلوب، وكأنه لم يعتبر من سابقه، بل أغرب من ذلك أنه يتخذه مثلاً أعلى في قوته وجبروته في الحصول على الأموال من هؤلاء الأطفال الذين ليس لهم مأوى إلا الشارع".
وقالت: "على الرغم من أنهم كانوا يتسولون لم يحصلوا من تلك الأموال سوى الفتات الذي يسد جوعهم فقط، بل إنه كان يتلذذ بعد اغتصابه لهم بالاعتداء عليهم بالضرب، والأكثر من ذلك أنه كان يطعنهم بسكين حتي يذكرهم دائمًا أنه يستطيع قتلهم".
وأضافت "بوابة الأهرام": "أجهزة الأمن استطاعت القضاء على أسطورة التوربيني بمنطقة المهندسين وضبطت أحد شركائه، إلا أن باقي أفراد العصابة مازالوا هاربين، وتوالي أجهزة الأمن جهودها للقبض عليهم".
ورغم أن التوربيني الجديد بدا هادئًا خلال المقابلة الإعلامية معه، وأنه ظل يؤكد أنه بريء ولم يقم باغتصاب أي طفل، ولم يجبر الأطفال على التسول، إلا أنه عندما ووجه بالضحية، والذي ظل يبكي وهو يتذكر اللحظات المؤلمة التي تعرض لها علي يد التوربيني، هنا بدا التوربيني يروي قصته منذ أن كان صبيًّا صغيرًا لم يزد عمره عن ثماني سنوات.
وأوضح أنه كان يحضر من منطقة المنيرة الغربية سيرًا علي الأقدام، عابرًا كوبري أحمد عرابي بالمهندسين ليتسول ويعود كل يوم إلى والديه ومعه عشرات الجنيهات، على الرغم من أن والده العامل البسيط كان لا يجني من عمله الذي كان يخرج من أجله منذ الصباح الباكر ولا يعود منه إلا ليلاً سوى عشرة جنيهات.
وعلى الرغم من أن هذه الجنيهات البسيطة كان والده يريد منه أن يكمل دراسته حتى لا يلقى نفس مصيره في العناء، إلا أنه كان يهرب من المدرسة ويذهب ليمارس هوايته المفضلة في التسول، وهنا بدأ يتعرف على سيد سكسك، الذي كان أول من علمه تدخين المخدرات، وكان يحصل منه على نصف ما يتسوله، وعلى الرغم من أنه كان يكبره بعشرة أعوام إلا أنه كان يحبه، ولكن الحب سرعان ما تبدد عندما جلسا سويًّا بعد يوم من العناء والتعب للحصول على الأموال من التسول؛ أراد اغتصابه، وعندما حاول أن يمنعه ويقاومه لم يستطع، فقرر عدم العودة إليه مرة أخرى، لكن هروبه المستمر من المدرسة جعله يعود إليه، ولكنه اعتدى عليه مرة أخرى.
ومنذ هذه الواقعة وهو يريد أن ينتقم من جميع الأطفال بنفس الأسلوب الذي انتقم منه به سيد، وأضاف بأنه مرت السنوات وهو يتنقل مابين المهندسين والعجوزة والدقي ليمارس نشاطه في التسول، وعندما اشتد عوده بدأ يستغل الأطفال في التسول، بل الأغرب من ذلك أنه كان يستخدمهم في ترويج المخدرات على المدمنين بالحدائق العامة، وحتى يجبرهم على أن يستمروا معه كان لا يعطيهم سوى جنيهين حتى يعودوا إليه في نهاية اليوم، ولم يكن لهم مأوى سوى النوم أسفل كوبري 15 مايو، بل إنه كان يغتصبهم بصفة يومية.
واعترف بأنه اغتصب 18 طفلاً بنفس الأسلوب، لكنه أكد أن معظمهم هربوا من بطشه، ولم يبق منهم إلا ثلاثة مازالوا موجودين بالمنطقة، يستخدمهم في التسول وترويج المخدرات، ويستغل أن معظمهم هاربون من محافظات الوجه البحري، وليس لهم مأوى سوي العمل معه، ولكنه لم يتخيل أبدًا أن تلقي الشرطة القبض عليه بعد مرور هذه السنوات على جريمته.
وبعد نوبة من البكاء قال: لا تحاكموني، ولكن حاكموا الفقر الذي عشت فيه؛ حيث إنني كنت وخمسة من أشقائي ننام في حجرة واحدة ومعنا والدنا، وإننا كنا نستخدم دورات مياه مشتركة مع جيراننا أعلى المنزل المتهالك الذي كنا نعيش فيه، ورأينا أشياء لم نتخيل أن نراها سوى في الأفلام السينمائية، وهو ما جعلني ساخطًا على الحياة التي نعيشها، ولكنني كنت أحاول أن أغير حياتي بالتسول، ولكن المخدرات كانت تلتهم الأموال التي أحصل عليها.