السكـــتـــــــــة الزوجـــــــــية
ما الزاد ذلك خلال فترة حملي ووحمي الشديد كرهت خلالها زوجي كرها شديداً وأصبحت لاأطيق منه حديثاً وكنت أبكي من أدنى تصرف منه وأذهب إلى بيت أهلي حتى أنى طلبت منه الطلاق !
وكنت أخبر أهلي بكل مايدور بيننا من مشاكل جهلاً مني وكان يعلم بذلك . ولكنه لم يقدر ما أنا فيه من الو حام وأنني مرغمة,فكان يعاملني بجفاء ويجرح مشاعري ظنا منه أني أختلق ذلك , إذا حصل بيني وبينه خلاف حول أمر ماأطلب منه أن نجلس سويا ونتفاهم ونتناقش فيرد عليًّ " كلام مسلسلات " !!
ويرفض الحوار ويطلب مني أن أرضخ لأوامره بدون كلام ؟! يمنعني من الزيارات رغم أنه يقضي في عمله أكثر من تسع ساعات , ومضت الأيام وأنجبت ابني عبدا لرحمن الذي ملأ عليًّ حياتي ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن زوجي لا ينطلق معي بكلمة فهو صامت طوال الوقت لاأسمع صوته إلا في طلب أو أمر , لايحادثني لايكلمني البتة .. لاأسمع صوته إلا حديثه مع والدته , إن حدثته رد باختصار وصمت ,حاولت التقرب منه بالهدية دون جدوى والمشاكل مازلت بيننا إلى الآن .. مرض ابني منذ فترة وذهبت به إلى الطبيب برفقة عمي لانشغال زوجي بعمله فعندما عاد لم يسألني عن صحة ابنه بل أسمعه يحادث والدته ويسألها !! وعلاقتي مع أهله ولله الحمد ..
ماذا أفعل معه مللت من صمته وقله اهتمامه؟
أشيروا عليًّ وأرشدوني بارك الله فيكم وأرجو من كل من قرأ كلامي الدعاء لي "
الكثيرات من المتزوجات حديثاً يعانين مما يسمى ب" :صمت الأزواج " أو كما تسميه إحدى الأخوات (السكتة الزوجية )ويبدو أنه أصبح ظاهرة منتشرة ومما يخفف عليك محنتك أن تعلمي أنه في تقرير لمجلة " بونته " الألمانية توضح الإحصائيات أن تسعاً من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج ,وانعدام المشاعر بين الأزواج المرتبطين منذ أكثر
من خمس سنوات , وتشير الأرقام إلى أن 79% من حالات الانفصال تكون بسبب معاناة المرأة من انعدام المشاعر ,وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها, وعدم وجود حوار يربط بينهما.عزيزتي:قرأت مشكلتك بتمعن وشعرت بما تشعرين به من ألم فكونك متألمة من حالك وتشعرين بالوحدة في حياتك ـ مع وجود زوجك ـ شيء محزن..
كما أن حرصك على بذل السبب لتغيير حياتك نحو الأفضل يدل أنك تسرين في الطريق الصحيح لسعادتك..أما الحلول التي يمكن أن تساعدك بها فهي بتذكر سابق حياتك حيث أخطأت كثيرأً في حقه حينما تركت البيت وطلبت منه الطلاق بدون سبب واضح وأفشيت أسرار بيتك لأهلك وهو يعلم! هذه الأخطاء قد يكون لها أثر في نفسه منذ ذلك الوقت كما أن المشاكل التي يفتعلها قد تكون ردة فعل..لذا حاولي :
ـ ابدئي بدعاء خالص وتضرع إلى الله أن يجعلكما قرة عين لبعضكما وأن يحفظ بيتكما.
ـ اجلسي معه وحدثيه أنك عرفت خطأك , وأنك كنت طائشة حين تصرفت مثل هذا التصرف وذكرية بحكمته حين أحسن التصرف , ولم يستعجل الطلاق , فبهذه الطريقة تكونين اعتذرتي وذكرتيه بحكمته التي يجدر أن يستعملها اليوم..
ـ أعرفي مايحبه من مهارات أو مايهمه الاطلاع عليه الأخبار المعلومات أوتصفح الإنترنت..إلخ
واقرئي فيها كثيرا ًـ حتى لو كنت لاتحبينها ـ ثم اسأليه وناقشيه فيها , وأظهري اهتمامك بما يقول وأنك لأول مرة تسمعين هذه المعلومة وأتبعيها بشكر جزيل , وفاجئيه بما يحب من هوايات فإن كان يحب الزراعة اشتري عدة أصيصات جديدة وإن كان يحب القراءة اهديه كتاب في التخصص الذي يعجبه .واسأليه عن أكثر موضوع أعجبه في الكتاب وهكذا حتى يبدأ التوصل بينكما .. ابحثي عما يحبه وشاركيةفي الاهتمام به مهما كان تافهاً مادام لايغضب الله.
ـ ليكن طفلك ( عبدا لرحمن )سفير سلام بينكما, حديثه عن آخر مقالبه,وكلماته الجديدة ولثغتاه ..حدثيه عن مستقبله, وماذا تتمنِّين أن يكون .. حدثيه عن ( أنه يحبّه ويسأل عنه دائماً.. إلخ).. فهذا طريق جيد لفتح قنوات الحديث .
ـ ثقفي نفسك وارفعي مستوي اطلاعك والتحقي بدورات تطورك فهذا يعينك على التفكير السليم وكم أنه يشعر بالتغير الجذري في شخصيتك .
ـ اعلم أن تطبيق هذه الخطوات صعب وشاق على نفس ولكن في سبيل حياة سعيدة يهون كل التعب ولعلها مسألة أسابيع أو شهور قليله وتعود المياه إلى مجاريها فالأمر مضي عليه سنوات ولا تتوقعي بين يوم وليله أن تغيري الواقع .
ـ اضغطي على نفسك واحسبي الأجر من الله في طاعة الزوج وحسن التبعل له وتذكري دائما أنه جنتك ونارك .
ـ اتركي عنك كلام الناس من أنه "لا يستحقك" أو "اطلبي الطلاق" أو" لا تذللي نفسك له" أو" اتركيه وشأنه فسوف يعود لك" الخ فهذه كلمات مدمرة للحياة الزوجية وكما في أحد الأمثال الصينية: هلك البيت الذي يعلو فيه صوت الدجاجة على صوت الديك !!وأنت مأمورة بطاعة وله القوامة عليك, واتركي عنك الندية بين الزوجين التي يتحدثون فيها هنا وهناك, فإن طبقت هذا فستستعدين حتماَ ـبإذن الله ـ لأنك جعلت رضا الله أمام عينيك, ولأنك في النهاية تبحثين عن سعادتك التي ستجدينها في هذا الطريق.
ـ وأخيراَ.. بعد أن تعود المياه إلي مجاريها وتبدأ السعادة ترفرف في بيتك هنا فقط يمكنك أن تشرحي له أعراض الو حام وكيف أن بعض النساء يكرهن أزواجهن.. مدللة علي ذلك بأسلوب عملي, ومستشهدة بابنة خالة أو زوجه أخيه التي أدخلت المستشفي بسبب الو حام.. ويمكن أن توعزي لإحدى قريباته لتفتح هذا الحديث وتتكلم فيه .. الخ كما يمكنك التحدث عن الزيارات وكل ما يجول في خاطرك..كل هذا بعد فترة العلاج المؤقتة أعانك الله، وأقر عينك بما تحبين..
ضيف ومعه مشاركة منقوله من مجلة حياة العدد السابع والثلاثون