الأستاذة أميمة..الحمد لله أنى وجدت من أثق بكلامه ,فلقد سمعت بعض زميلاتى يتكلمن عنكِ ذات مرة,ثم دخلت وقرأت مشكلات كثيرة وردود حضرتك عليها وكلما أقرأ أسلوبك وكلماتك لكل أصحاب المشكلات أشعر أننى أمام قلب كبير وإنسانة جميلة وفعلاً نفسى أقابل حضرتك ,ولن أطيل عليكِ,فأنا طالبة فى الفرقة الثالثة بإحدى الكليات الكبيرة بإحدى الجامعات الخاصة باهظة التكاليف,وكيف لا أكون بها وأنا إبنة لأم من ذوى الأملاك والأموال والعيشة الرغدة, ولكنها تسبب لى أزمة نفسية بكل المقاييس,فأمى وبكل خجل وأسف, من أكبر الراقصات ,وهذه أكبر مشكلة فى حياتى ,فمنذ أن كنت صغيرة السن وأنا أحب أمى كثيراً,ولكن كلما كبرت وكنت أرى أمهات زميلاتى المحترمات يأتين لمجالس الأباء ,أو بالنادى أو أى مكان نتقابل فيه,كنت أغارمنهم وأخجل من أمى,غير أن بعض زميلاتى وزملائى فى أكثر من مشكلة كانوا يعايروننى بأمى الراقصة,كرهت نفسى ,وكلما تحدثت معها وتوسلت إليها أن تترك الرقص,فتغضب ويعلو صوتها وتقول لى :ومين هيأكلنا وأبوكى مات ومحدش بيسأل علينا,أقول لها :ربنا موجود واللى عندنا يكفينا وزيادة.
الرقص يا سيدتى فى دمها,وأنا لاأستطيع إقناعها,وأحاول أن أواظب على الصلاة اللى عمرها ما علمتهانى وأنا أحاول من بعض القنوات الدينية والإنترنت ,تتهكم على,وكلما أجرب أن أرتدى الحجاب,تغضب وتقسم أنها لن تكلمنى ولن تمشى بجوارى وأنا ألبسه,نفسى يا أستاذة أميمة أجعلها تترك الرقص,فانصحينى ماذا أفعل ,ونفسى أقرب من ربنا وحد يساعدنى لأن كل زميلاتى المحترمات عند علمهن بعمل أمى يبتعدن عنى,حاسة أنى مخنوووووقة جداً ونفسى تكوني جنبى,, وأنتِ وقرائك تدعون لأمى ربنا يهديها لأنى بحبها جداً جداً وملناش غير بعض فى الدنيا ولا أستطيع أن أفارقها ,وللعلم ..هى طيبة جداً وأعلم أنها تحبنى هى أكثر مما أحبها ,وتتمنى أن تأتى إلى بالدنيا كلها, لكن نفسى أن تكون أمى محترمة نفسى..قوليلى أعمل إيه؟؟
(الرد)
أضع نفسى مكانك وأشعر بمدى الإحساس الذى تشعرين به,ولكن حبيبتى هونى على نفسك فأنتِ ليس لك أى ذنب فى وضع أمك ومهنتها,ومن منا له يداً فى هذه المقدرات أو فى إختيار أهله أو حتى أبناءه؟؟
فأنتِ لم تختارى أمك,ولذلك فليس عليكِ إلا نصحها وألا تملين فى النصح بإسلوب جميل ولطيف حتى لاتغضب عليكِ,وحتى تتقبل منكِ الكلام والنصيحة ,فهى أمك بالأول والأخر حتى لو كانت مخطئة أوعاصية لربها,فليس عليكِ سوى ذلك مع الدعاء لها دوماً بالهداية ,فكما قال الله تعالى فى القرآن الكريم " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"...
حبيبتى...أنا فرحت بكِ كثيراً ورأيت فيكِ نبتة طيبة ,وإستعداد للصلاح والتقرب إلى الله,فأتمنى أن تظلى على محاولاتك فى إرتداء الحجاب,وسوف أرسل لكِ دروساً فى الصلاة والالتزام بها وفى جميع القيام بالعبادات لخيرة علماؤنا الأفاضل من مصر وخارج مصر,بالإضافة إلى القرآن الكريم كله بأكثر من قراءة لأكبر مقرئينا..
وأرجو أن تقومين بتحميل المقاطع التى سوف أرسلها إليكِ على سيديهات,حتى تستطيعين سماعها كثيراً,,وأتمنى أن تحاولين أن تسمعيها لأمك بأن ترفعين من صوتها ليصل إليها وهى معكِ بالمنزل أو السيارة وكأنك تريدين أنتِ سماعها ولنفسك,لعل الله يجعل بعض الكلمات تقر بقلبها فتغير مجرى حياتها إلى الأفضل..
هذا وإن أردتِ تعلم أى شىء جديد فى الدين فسوف أدلك على أحد علماؤنا بالأزهر لحضور الدروس الإسبوعية له,فسوف تستفيدين كثيراً,وهناك سوف تقابلين صحبة من الأخوات نحسبهن من الصالحات,لتعينك كلاً منهن على الطاعة إن هبطت عزيمتك ,وعليكِ حبيبتى بدوام الاستغفار,والصلاة وقراءة القرأن بقدر إستطاعتك,وكلما سمعتِ القرآن الكريم يتلو كلما تمكنتِ من قراءته,,وإياكِ أن تملين من الدعاء أو تفقدين الثقة بالله أو برحمته,فكلما إقتربتِ من الله أقبل الله عليكِ ,فلقد قال رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ فيما روى عن رب العزة: ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) رواه البخاري... وقتها لن تشعرين إلا بالسعادة والراحة والطمأنينة دائماً فى معية الله ,سيكون الله معكِ أينما كنتِ ,يحفظك بحفظه دوماً إن شاء الله..
ولا تقلقين حبيبتى فأنا أيضاً معكِ إن إحتجتيننى بجوارك ولن أتخلى عنكِ,فكان الله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه.
تنويه هام للقراء:ـ
لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الخميس من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة أو أبياتاً زجلية أو شعرية,ليشارك معى بكلمات هادفة,فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب,مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى.