كنت في جلسة دعوية جمعت بعض المشايخ وأهل العلم وكان من بينهم الدكتور خالد بن إبراهيم الدبيان حيث قص لنا قصة عجيبة.
يقول الدكتور: كان في أحد المحافظات محاضرة في مكتب الجاليات النسائية لإحدى الداعيات وتكلمت عن الصدقة وعظمها وحقها عند الله وقالت لهن في نهاية المحاضرة: هناك من أخواتكن المسلمات الجدد بحاجة إلى دعمكن ووقوفكن معهن.
وإذ بتفاعل من الحضور كلن تبرعت بما معها وبما تجود به نفسها من الأموال وإذ بفتاة بالعشرينات من عمرها أتت ووضعت قلادة يبدو أنها غالية جداً وقالت لها الداعية: يا أختاه إذا ليس معك الآن نقود يمكن أن تأتي بالغد أو أي وقت للمكتب.
قالت: لا. أريد ان أتقرب بهذا العقد الغالي إلى الله، وكان العقد يحمل فصوصاً كثيرة.
وفي اليوم التالي ذهبت الداعية مع زوجها ليبيعوا العقد ويضعون المبلغ مع التبرعات وبعد أن وزن العقد وأخرجت الفصوص طلبت الداعية أن تأخذ الفصوص وتفاجأت عندما رأت الفصوص وقد ألصق عليها بعض الشعر والأظافر وأيقنت أنه سحر وأخذتهن للبيت وأخذت هي وزوجها بالقراءة والنفث عليهن وإخراج الشعر والأظافر.
تقول: تعجبت من هذا العقد. وفي اليوم التالي ذهبت للمكتب وسألت عن صاحبة العقد ولم يعرفها أحد وفكرت أن أعلن عن محاضرة أخرى بشرط أن لا يأتي إليها إلا من حضر المحاضرة الأولى.
وبعد أسبوعين تقريباً أو أكثر أتى موعد المحاضرة وقالت الداعية: من منكن التي تبرعت بالعقد؟! فخرجت تلك الفتاة وقالت أنا.
قالت لها الداعية: أريدك بعد المحاضرة بأمر ضروري وبعد انتهاء المحاضرة قالت لها الفتاة: خير إن شاء الله مالذي حصل؟!
قالت لها الداعية: أنت أخبريني ما الذي حدث معك بعد أن تبرعت بالعقد؟!
قالت بعد أن تذكرت : حدث لي أمر غريب فأنا متزوجة منذ قرابة الخمس سنوات وزوجي لم يستطع أن يقترب مني أبداً وكلما اقترب مني نفر مني بقوة ولكن بعد المحاضرة بيومين ولله الحمد حصل ما نتمنى ولا تعلمين كيف غمرتنا السعادة.
وكنت قبلها كلما قلت له لنذهب نتعا لج كان يخشى أن يفتضح أمره بأنه لم يستطع الدخول علي، وكنت طوال تلك الفترة وأنا صابرة وإياه على حياتنا.
سألتها الداعية : من اين جئت بالعقد ؟ قالت : هو هدية من قريبتي التي تكون ابنة عم زوجي.
فعرفت الداعية ما الذي حصل وسألتها هل هي متزوجة قالت: لا. فحاولت الداعية أن لا تخبرها بما وجدت واخترعت لها حكاية عن العقد بأنه غالي الثمن، ولم تخبرها أنه سحر من ابنة عم الزوج تريد أن تربطه عن زوجته لكي يطلقها ويتزوجها.
سبحان الله! كيف أن الصدقة أنقذت تلك الفتاة من السحر، هذا أثر الصدقة في الدنيا فكيف بما ينتظرها في القبر ويوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( داووا مرضاكم بالصدقة ).