فمن يتخيل ان حياتنا من دون تجارب من دون أخطاء من دون عثرات من دون نكسات من دون حسرات من دون نقمات لاصبحنا أناس لانعلم الصواب نعيش لكي نموت لانعلم أساليب الحياة لانعلم كيف ننجح كيف نكسب كيف نجني ماحصدنا بل كيف نحصد أولا هذه الدنيا يجب ان تفشل فبل تنجح يجب ان تخسر قبل ان تفوز يجب ان تندم قبل ان تفرح اي لكل شيء ثمن حتى وان ظننا يوما بان الدنيا لا ثمن لها فقد أخطأنا فثمن بقائنا فيها هو خسارتنا لها تفرحنا لأجل احزاننا تحزننا لاجل افراحنا فمن اعتقد بان الدنيا هي كما هي فهو مخطىء فالدنيا لا تظل كما هي فالسعيد يرى الدنيا سعيدة وحينما يخسر هذه السعادة الذي ظنها كذلك يرى الدنيا دنيا بل اقل من ذلك فشخص تاهى في صحراء لايوجد فيها سبل العيش تصبح حياته مسالة وقت لا أكثر يرى ماء قد ظن انه ماء ماهو إلا سراب فهذا ينطبق على واقعنا المرير حينا نظن ان الدنيا رائعة بكل تفاصيلها وسرعان مانظنها معيشة ظنكة سراب لا اقل ،،،فكم بطل لزمانه يتباها به الناس تارة مدح تارة فخر تارة يظرب به أمثال في العزة أمثال في الشهامة أمثال في المروءة أمثال في التضحية أنها سراب لا اقل،،،،،اين الملوك الذين كانوا فوق العروش فسال الدنيا عنهم أنها سراب لا أقل،،،،نراها ضوء فتصبح ظلاما دامسا نراها نصرا فتصبح هزيمة نراها عزة فتصبح مذلة فقد قلت بانها سراب في سراب في سراب ،،،،،فمن كان يتوقع بسقوط حكام العرب واحد يتلوه آخراً فمن ابن علي و مبارك و القذافي والقائمة تطول كانوا مضربا لكل معنى الشهامة والنخوة والمقاومة فأصبحت اعناقهم مضرب للسيوف و أسماءهم مضربا للذل والهوان فاصاروا لسان حالهم يقول كقول الشاعر زَالُوا فَمَا بَكَتِ الدُّنْيَا لِفُرْقَتِــــــــــهِمْ *** وَلا تَعَطَّلَتِ الأَعْيَادُ وَالْجُمَـــــــــــــــــعُ أنها سراب في سراب ،،،،الدنيا دنيا لا تظل على حال وعلى مقام تقلبتها اشد تقلبا والما من الجنين في بطن امه من حال الي حال فأين المستقر اين المستقر دَارَتْ عَلَيْهِمْ رَحَى الأَيَّـــامِ فَانْشَـعَبُوا *** أَيْدِي سَبَا وَتَخَلَّتْ عَنْهُمُ الشِّـــــــــــــيَعُ ،،،،في هذا الزمان حل الظلم في غير موضعه فصار الظلم انصاف وصار العدل جورا صار الظالم ناصرا للحق وصار المظلوم عدوا للحياة صار الحرعبد والعبد حرا صار القوي ضعيفا وصار الضعيف قوي صار المستبد منصورا وصار المباد ضالما ضاعت حقوق وواجبات اصبح الأخوة اعداء والأعداء أخوة اصبح الروابط مصالح والمصالح روابط تغيرت معالم كنا نظنها من أكبر المستحيلات بل اللاممكنات ان تصبح ممكنة ان تتغير فقد تغيرت فاصبح الذي كنا نظنه لا يأتي إلا حلما أو كابوس مزعجا صار واقعا مؤلما كان الماضي مؤلما فصار الحاضر اشد ألما الاخوة تفرقوا اصبحوا مع أعدائهم ضد انفسهم إخواتهم بنو عشيرتهم لماذا ؟؟ هل أصبحت الدنيا هكذا ؟؟؟ فمن كان يعتقد ان الدنيا لا ثمن لها فهو اما جاهلا أو متجاهلا لان الثمن اصبح ألما اصبح هاجسا اصبح حزنا اصبح لعنة فثمن من لا ثمن له اصبح غاليا فكيف بثمن الحياة ثمن العيش على حساب موت الآخرين ثمن العزة على حساب مذلة الآخرين ثمن الكرامة على حساب هوان الآخرين ثمن الحرية على حساب عبودية الآخرين فان ثمنه أغلى من ان يحسب بالآلات الحاسبة أو الأجهزة المتطورة ،،،، اختم كلامي ا بتسال محير جداً هل كان من الممكن ان لا تغيرنا الأيام والسنون ؟ ام هذا التغير واقعا لابد منه؟