الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا أله ألا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله . أما بعد:
فحديثنا هذه الأمسية ينطلق من المحاور الآتية:
حديث خاص:
هذا حديث خاص؛ فهو نخبوي، حديث لفئة خاصة من الشباب، وحين يلقى الموضوع داخل أسوار الجامعة ويستمع له طلاب الجامعة فلا بد أن يكون حديثاً حول ما يعنيهم هم.
إننا بحاجة إلى أن نتحدث حديثاً خاصة لفئات شتى من المجتمع: للمرأة، للطفل، للأستاذ، للشاب، لطالب الجامعة، وقد يقف الموقع والمنبر الذي يتحدث المحاضر من خلاله عائقاً دون توجيه الحديث إلى طائفة خاصة ونخبة خاصة، أما وقد كان الحديث هنا داخل أسوار هذه الجامعة فكان هذا دافعاً بالحديث لطالب الجامعة وحده.
إن طالب الجامعة يستحق منا الكثير، يستحق أن نخاطبه، وأن نعني بالحديث عن مشكلاته والبحث عنها وعلاجها، كم هم الآلاف الذين يدرسون لا في هذه الجامعة وحدها، يل في العالم الإسلامي بأسره، وعلى هؤلاء تعقد بإذن الله عز وجل الخناصر والآمال، فهم رجال الأمة في المستقبل، وهم صانعوا مستقبلها، وفي وقت تعيش فيه الأمة مرحلة حرجة، مرحلة حالكة.
إن طالب الجامعة ممن ينبغي أن يسهم أولاً في فهم هذه المرحلة التي تعيشها أمته، وفي إدراك قضيتها ثم في المساهمة بدوره ومسؤوليته.
ومن ثم فحين نعني بتوجيهه والحديث عن مستقبله ومشكلاته، فنحن نصنع الشيء الكثير ونساهم بإذن الله عز وجل في رسم خطوات قد تكون أكثر تفاؤلاً وأكثر صحة لمستقبل طالما تنتظره الأمة