بتـــــاريخ : 8/27/2013 12:01:23 AM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1565 0


    لماذا يميل المراهقون إلى التصرفات المتهورة والخطيرة؟

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : فلسطين اون لاين | المصدر : felesteen.ps

    كلمات مفتاحية  :
    تربيه نفس مراهق

    لماذا يميل المراهقون إلى التصرفات المتهورة والخطيرة؟

    أجمع الكثير من الآباء والأمهات على أن أبناءهم وبناتهم تطرأ عليهم الكثير من التغيرات الفكرية والعقلية في مرحلة المراهقة، فيبدون كما لو كانوا يحملون داخل رؤوسهم عقلًا يختلف عن باقي البشر، ويغلب على معظمهم الميل إلى عمل تصرفات غريبة وخطيرة في بعض الأحيان لمجرد التميز أو لفت الانتباه.

    فعلى سبيل المثال: يحكي أحد الآباء أن ابنه المراهق وأصدقاءه أقاموا في إحدى المرات مسابقة يفوز فيها من يستطيع تناول ملعقة كبيرة من القرفة المطحونة _وهو الأمر الذي يمكن أن يكون خطيرًا ومضرًا بالصحة_ فقط من باب التحدي وإثبات القدرات. وهذا يجعلنا نتساءل: "كيف تعمل عقول هؤلاء الأشخاص الذين يمكنهم التفكير في تحد غريب سخيف إلى هذا الحد؟!".

    لكن تعجب الكبار من تصرفات المراهقين وأسلوب تفكيرهم الغريب سرعان ما يتبدد، بمجرد أن يتذكر كل منهم ما كان هو نفسه يفعله من تصرفات غبية وسخيفة وخطرة أحيانًا في نفس المرحلة السنية التي يمر بها الأبناء الآن (كتسلق ظهر شاحنة كبيرة تسير مسرعة على الطريق مثلًا).

    وإذا تساءلنا عن السبب خلف أي تصرفات غير منطقية أو مبررة يقوم بها المراهقون؛ فسنجد أن الإجابة ببساطة هي الرغبة المستمرة في التجديد والإحساس بالإثارة والمتعة، إضافة إلى لفت انتباه الكبار، والإعلان عن امتلاك شخصية مستقلة عن الوالدين.

    ولكن إذا تأملنا قليلًا في تلك التصرفات غير المألوفة والمتهورة التي يفعلها الكثير من المراهقين؛ فسنجد أن بعض هذه التصرفات يؤكد امتلاكهم لشجاعة غير اعتيادية، فضلًا عن أن إقدامهم على بعض الأمور المتهورة التي قد تعرض حياتهم للخطر يؤكد عدم إدراكهم الكامل لتبعات تصرفاتهم، وعدم تقديرهم بعد لقيمة الحياة، وعدم تحليهم بالمسئولية تجاه الوالدين والأقارب، فهم لا يتخيلون كم الألم والحزن الذي تصاب عائلاتهم به لو أصاب أيًّا منهم مكروه، لا قدر الله.

    ويؤكد خبراء الطب النفسي بالفعل أن مخ المراهق يختلف عن نظيره لدى الكبار أو لدى الأطفال، فهم يمتلكون القدرة -مثل الأطفال- على التعلم والتقاط المعلومات الجديدة بسرعة، مع وجود قدرة أكبر على التفكير واتخاذ القرارات نتيجة حدوث نضج تدريجي في أجزاء المخ المختلفة.

    لكن المشكلة هي أن هذا النضج يبدأ في الأجزاء الخلفية للمخ ويتجه تدريجًا نحو الأجزاء الأمامية منه، فيكون الفص الأمامي من المخ هو آخر الأجزاء التي يصيبها التطور والنضوج عندما يبلغ الإنسان سن الرشد. وهنا يكمن تفسير كل التصرفات الغريبة التي يقدم عليها المراهقون؛ فالفص الأمامي من المخ هو المسئول عن الحكم على الأمور وتقديرها وتكوين رؤية محددة في المواقف المختلفة.

    وبهذا يكون المراهق شخصًا ذكيًّا سريع البديهة، لديه القدرة على التعلم بسرعة مهما كان حجم ما عليه دراسته، لكنه _يا للأسف_ يفتقر إلى القدرة على حسن التصرف أو الحكم بشكل صحيح على المواقف والأمور، واستيعاب تبعاتها، فيتصرف في معظم الأحيان بتهور واندفاع مهما كان حجم الخطر فيما سيفعله.

    ومع التقدم في السن، وازدياد نضوج الفص الأمامي للمخ، يكف المراهق تدريجًا عن أفعاله الطائشة، وتقل شجاعته الفائقة غير المقننة؛ نتيجة ازدياد إدراكه تدريجًا لتبعات هذه التصرفات، وبالتالي تزداد حكمته وحسن تقديره للأمور شيئًا فشيئًا حتى يصل إلى سن الرشد، ويتجاوز طيش المراهقة إلى الأبد.

    كلمات مفتاحية  :
    تربيه نفس مراهق

    تعليقات الزوار ()