لم يتردد سوسو بالمشاركة في المسابقة التي أعلن عنها مولانا وسيدنا السلطان،المتعلقة باختيار أفضل مطرب، وقد أطلق مولانا السلطان على هذه المسابقة اسم- المطرب الذهبي- وخصص مولانا السلطان كثيراً من الجوائز والحوافز حتى يكون هنالك تسابق مميز بين جموع المشاركين، وكان مولانا السلطان قد أوعز إلى شيخه الوفيّ المخلص أن يروج لهذه المسابقة، وأن يعطيها الصفة الشرعية، وما كان من جناب مولانا شيخ السلطان إلا أنه أخذ يهيّج الناس على المشاركة باعتبار أنها طاعة لأولي الأمر، وتحقيق للمصلحة الوطنية العليا،ودعم للمشاريع الخيرية في البلاد، كمشروع التطبيع بين المسلمين والكافرين، وجمعية حقوق المرأة وحرياتها، ولجان حرية الرأي، وأندية الرقص والدبكة المختلطة وغيرها.
ولم يكن مطربنا سوسو المشارك الوحيد في هذه المسابقة، بل هنالك الكثير من الصبايا والشباب الذين وجدوا في هذه المسابقة فرصة ذهبية لطرق أبواب النجومية والشهرة وتوديع الفقر ومقدماته ومتعلقاته،خاصة الفتيات اللواتي يحلمن بفارس الأحلام الذي كثيرا ما أرّق منامهم، وأقلق أفكارهم ، وكذلك الشباب الذين يحلمون بمستقبل باهر، وأداء ساخر- عفواً ساحر- إلا أن سوسو بخبرته وإبداعاته وتجاربه العديدة، ومواهبه المتعددة استطاع أن يبرز من بين نخبة المتسابقين، حتى إنه لفت انتباه سيدنا ومولانا السلطان –أطال الله في بلائه- عفواً –عمره- وأخذ جنابه يجشّع ويجشّع المطرب الذي أصبح من المؤكد أن يكون هو المطرب الذهبي، وهذا ما أكده الشيخ الغبي-عفواً الوفي- من خلال تصريحاته ومداخلاته الكثيرة في معظم محطات الخلاعة- عفواً الإذاعة والتلفزيون-
ومضت أيام عصيبة على مطربنا سوسو، فمنذ وقت طويل وهو ينافس ويقدم أجمل ما عنده، حتى يكون هو الفائز، وكلما قدّم سوسو عرضاً جديداً كلما ازداد الناس إعجاباً بسوسو ، وهكذا أخذ سوسو يصعد ويصعد، ويطرب الجمهور بصوته العذب، والناس يصفقون له ويصفقون، وينفقون الأموال الكثيرة على سهراته وتحدياته، حتى وصل عاهرنا- عفوا مطربنا- إلى اليوم المشهود الذي تكون فيه التصفية النهائية، ويعلن فيه رسمياً عن المطرب الذهبي لهذا العام.
وقد أعدّ سوسو لهذا اليوم عدته، وحضر وهو واثق بالفوز، وقد حضر مئات الآلاف من معجبيه ليشهدوا فوزه العظيم ، وقد كان مولانا السلطان أول الحاضرين،إذ كان طوال فترة المسابقة من المعجبين والمشجعين لسوسو، وكان في مرافقة مولانا السلطان شيخه الوفيّ المخلص الذي هدّه التعب خلال فترة المسابقة إذ كان يروج لها ويحث الناس على متابعتها، فهي كما قلت، تحقيق للمصلحة الوطنية العليا، وإبراز للمواهب الشابة التي يفتخر السلطان والبلاد بها، وبعد أن أنهى المشاركون أدوارهم، وقف الحكم على المنصة الرئيسة ليعلن وبوضوح عن فوز سوسو واعتباره المطرب الذهبي، وهكذا صفق له الناس بشدة، وصفق له مولانا السلطان، وصفق له الشيخ الوفيّ، كما تميّز الشيخ عن غيره بالتشجيع إذ أخذ يكبر ويكبر، ويصفق ويصفق فرحاً بما حقق سوسو، ولأنه صدق بتكهنه وكانت النتيجة كما توقع، وقام المشرف العام على المسابقة بالترحيب بمولانا السلطان ، وقد طلب منه أن يتقدم تكرماً لإعطاء سوسو الكأس الكبير الذي يتوج به كأفضل مطرب على الإطلاق، وهكذا تقدم مولانا السلطان مبتهجاً مسروراً، وقد أمسك بيد سوسو وأخذ يهزها بشدة تعبيراً عن رضاه عنه، ثم ما كان منه إلا أن عانقه وقدم له الكأس بكل فرح وسرور، ثم أمر شيخه الوفيّ أن يلقي خطبة عصماء يشيد فيها بإبداعات سوسو ومواهبه، وهكذا اعتلى شيخ السلطان المنصة وأخذ يترجل ويأتي بكلمات أدهشت من سحرها الحضور، كلمات مجّد بها سوسو، ورفع من شأنه، وأنزله منزلة الفاتحين الأبطال،وكأنه شخصية إسلامية بارزة، وما أن أنهى الشيخ كلماته حتى حمل الناس سوسو وأخذوا يطفون به القاعة، وخرجوا بعد ذلك إلى الشوارع وسوسو على
أكتافهم وهم يصفقون له ويهتفون، كأنما أعاد سوسو المسلمين إلى سابق عزهم ومجدهم، وقد شغلت معظم المواقع الإخبارية بأمجاد سوسو وإنجازاته الضخمة، وأقام مولانا السلطان الحفلات تلو الحفلات تكريماً لسوسو، فقد أصبح سوسو بلا شك الشخصية الوطنية الأبرز، وما أن أنهى مولانا السلطان إقامة الحفلات والرقصات حتى استدعى سوسو إلى ديوانه العاهر- عفواً العامر- وكان قد أعدّ له مفاجأة كبيرة وضعها في غلاف جميل، ثم أمر مولانا السلطان سوسو بأن يتقدم إلى مكان التكريم، وبعد أن رحب الناس به وصفقوا له، قام السلطان من مقامه، وتوجه مباشرة صوب سوسو، وصافحه بشدة، ثم أعطاه المغلف، وأمره أن يفتحه على أعين الناس، ففتح سوسو المغلف الجميل ويا عظيم فرحته إذ وجد داخل المغلف جواز سفر دبلوماسي يخصه، وما أن علم الجمهور بهذه الهدية حتى كبّروا وصفقوا وأخذوا يصفقون طويلاً طويلا، ومن بينهم شيخ السلطان، وما أن توقف الناس عن التصفيق بعد أن غلبهم الإرهاق ، أخذ يبين مولانا السلطان الأهداف السامية التي منح لأجلها سوسو هذه الهدية القيّمة، ومما قاله: حتى يكون سوسو سفيراً لنا في شتى البلاد، لذا عليه أن يدخل ما شاء من البلاد بسهولة ويسر، فهو محطة افتخارنا وعزتنا.
وما أن أنهى مولانا السلطان حديثه ،توجه مباشرة إلى الشيخ وسلمه غلافاً آخر، ومن شدة فرح الشيخ بهذا الغلاف أخذ يكبر ويكبر ويصفق ويصفق، ومن غير شعور تعجل فتح الغلاف قبل أن يأذن له مولاه السلطان، ويا لدهشته فقد وجد في المغلف رسالة كتب عليها: أيها الشيخ الهرم: قد بلغني أن عدداً من إتباعك يتغامزون ويتلامزون بالحكم، وهذا ما يستجلب سخطي، فإما تضع حداً لذلك، وإما أقعدتك بدون رحمة على الخازوق- قيل الخازوق أداة تعذيب بشعة كان الحكام قديماً يعذبون الناس بها حتى الموت- وعندما قرأ شيخنا الفاضل هذه الكلمات حتى أحمر وجه، واشتد غضبه وقال في نفسه للسلطان: يلعن أبو ................ فانتبه السلطان إلى حركاته وصرخ به قائلاً ماذا قلت أيها .... فقال الشيخ: كلا يا سيدي
رفع الله شأنك وحفظ سلطانك، لم أقل إلا سمعاً وطاعة لمولانا السلطان.