من المحتمل جدا أنك لم تسمع أبدا بأخطر مرض عرفته البشرية طوال آلاف السنين. في حقيقة الأمر، حتى أطباء القرن 21 أنفسهم لم يدرسوه بالشكل الكافي، كما أن المقررات الطبية الحالية أصبحت تمر عليه مرور الكرام. السر في ذلك أن آخر حالة من هذا المرض قد تم التغلب عليها سنة 1977 في الصومال. وفي سنة 1980، أعلنت المنظمة العلمية للصحة أنها نجحت في القضاء عليه تماما.
و بذلك تخلصت البشرية من مرض وبائي فتاك، قتل عبر أكثر من 12.000 سنة ما لا يقل على 300 مليون إنسان. ومن لم يفتك به، تسبب له في تشوهات جلدية مستديمة خصوصا على مستوى الوجه، و كذلك تشوهات في الأطراف، و فقدان البصر.
إنه مرض الجذام الذي يسببه نوع من الفيروسات ينتقل حصريا بين بني البشر عبر التنفس و اللمس المباشر أو عبر الثياب الملوثة.
لم يتم أبدا اكتشاف علاج للمصابين بمرض الجذام. و ركزت استراتيجية القضاء عليه على عزل المرضى عن المجتمع و مراقبة حالتهم الصحية، و كذلك على تلقيح جميع الأشخاص الذين كانوا قريبين من مكان ظهور المرض، عوض التطعيم الشامل الذي لم يعطي نتائج مُرضية.