فترة الاختبارات فترة مهمّة من الناحية التربوية، إذ تظهر فيها بعض المظاهر السلبية على مستوى الممارسة عند بعض الطلاب، وهو أمر يجب تداركه والعمل على علاجه حتى لا يتنامى، فالتغاضي والسكوت عن هذه السلوكيات المنحرفة قد يولد لها ثباتاً فتصبح ممارسة على مستوى القِيَم المتداولة بين أبنائنا.
وعلى وجه العموم فإنّ هذه المظاهر المزعجة تكشف عن خلل تربوي على صعيد تربيتنا الأسرية والمدرسية، وهو أمر يشكل خطورة على أبنائنا من الناحية التربوية، وإن لم يتم تداركه فقد تمتد آثاره لتنعكس على الأسرة والمجتمع.
أهم مظاهر هذه السلوكيات على وجه المثال:
1) قصر الطاعات كالصلاة والدعاء على زمن الاختبارات فقط، وإهمالها فيما بعد.
2) الغشّ واستعمال الأساليب الملتوية لتحصيل النجاح.
3) استعمال الأدوية والأقراص المنبهة، والتي قد تكون أول خطوة في دركات الإدمان.
4) سوء تعامل بعض الطلاب مع المراقبين.
وحرصاً منّا في موقع المربي على معالجة هذا الواقع طلبنا من الأستاذ الداعية محمد الهبدان أن يزودنا ببعض الأفكار النيرة والخطوات العملية لمعالجة هذا الواقع، وحرصنا أيضاً على أن نطلب منه أن يسرد لنا تجربة خاضها بصورة عمليّة للحدّ من بعض هذه السلوكيات، فكانت هذه الحصيلة:
أولاً: الأفكار والخطوات العملية:
1) إعداد عرض (فيديو أو فلاش) لما يحدث في أيام الاختبارات من خطوات سلبية وإيجابية مع تعليقات وتوجيهات، ومن ثم توزيعها على المدارس ليتم عرضها على الطلاب.
2) كتابة رسالة أو مطوية عن مخاطر مرحلة الاختبارات يخاطب فيها الطالب، ويوجه إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة.
3) تنبيه الخطباء إلى خطورة مرحلة الاختبارات ووضع العناصر التي يحتاجون إلى التذكير بها.
4) إعداد حلقات في قناة المجد وغيرها لبعض التربويين للحديث عن الموضوع.
5) حث المعلمين بكافة التخصصات والمشرفين لمتابعة الطلاب في هذه المرحلة الخطيرة والحرص على التوجيه أثناء الدرس وبعد الصلاة.
6) حثّ الطلاب على الاستفادة من المساجد والبقاء فيها ومن ثم إقامة دروس تربوية فيها بين الأذان والإقامة ليستفيد منها الطلاب في ربطهم بالله تعالى.
ثانياً: من تجاربي العملية:
من عادتي أن أتقدم للدخول إلى القاعة قبل الطلاب ثم أجلس في أحد الكراسي وبعد أن يتوافد الطلاب يحصل أن بعضهم يخبر زملاءه أو بعضهم ببعض وسائل الغش فأحدهم يسر إلى زميله أنه قد كتب أبيات شعر على يده، وآخر كتب على (السروال) فيفاجأ بالمعلم فوق رأسه!! وأحياناً يتأخر الطالب ليكون آخر من يخرج من القاعة، وعندما يتساهل المراقب لعدم وجود طالب آخر فإذا به يفاجأ أن معه (براشيم) فلينتبه لذلك.
والله أعلم..
وكتبه
الشيخ محمد بن عبد الله الهبدان