بتـــــاريخ : 9/7/2008 7:53:31 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1253 0


    آباء وأمهات مع وقف التنفيذ!

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أحمد مثنى | المصدر : www.almurabbi.com

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة رجل امراة

    تأملت حال واقعنا التربوي؛ وسط زحمة تحديات كثيرة تؤثر سلباً على مسيرة التربية، ليس أقلها هذا الانفتاح الذي يسري في المجتمع دون أن يحس به أحد، إلا عندما تلفحه ناره الحامية، التي تستعر يوما بعد يوم.

    وقد ساعد على ذلك الطوفان الإعلامي البري والفضائي المنخلع من ربقة أي مدلول أخلاقي؛ فالقاموس الأخلاقي لا وجود له في ساحة الإعلام.

    حيث يفتقر (الشرف الإعلامي) المزعوم شرف الكلمة بنفس المقدار الذي يفقد فيه النفس الأخلاقي؛ حيث لا يملك سوى رئة ملوثة بكربونات أخلاقية سامة يرسلها تدريجيا مع كل حركة شهيق أو زفير، لنكتشف بعد فوات الأوان أن الجو الاجتماعي الذي نعيش فيه تنتشر فيه ملوثات فكرية وأخلاقية غير معهودة من قبل؛ تصيب مجتمعاتنا بحمى التغريب حيث ذوبان الهوية وانتكاسة الفطرة؛ وهي تلهث بإصرار داخل جحر الضب غير مدركة للظلام الذي يحيط بها من كل جانب بعد أن نبذت النور الأخلاقي وراءها ظهرياً.

    ومن ثم لا ينبغي أن تأخذك الحيرة وأنت ترى هذا الواقع بما فيه من فساد أخلاقي يكاد يغلب؛ خاصة إذا علمت أنّ كثيراً من أفراد المجتمع انسحبوا من مواجهته بما ينبغي، مؤثرين السلامة الوهمية، تاركين مسئولياتهم التربوية رهينة هذا الواقع، دون شعور بأن الأبناء يغرقون في مستنقع آسن.

    وفد ترى أحدهم يُعرض عن سفينة النجاة لأنه أصلاً لم تصل إلى مسامعه صرخة الأبوة الحانية؛ ذات اللفظ الذي يعبر عن عاطفة جياشة في قلب كل أب، وذلك حين تخرج هذه الصرخة من فم الأب: (يا بني) هلم إلي.

    بل قد تجد منهم من لم يعرف يوماً قط لذة هذه الكلمة المعبرة؛ لأن الأب في زماننا هذا – إلا من رحم الله - قد جفت مشاعره ونضبت عواطفه، فهو يعيش فقراً عاطفياً رغم غناه المادي الرهيب الذي لم يكن له أثر في البيت إلا أن زاد العيش فيه غمّاً وهمّاً ونكداً!.

    فماذا يغني الغنى المادي إذا كانت القلوب فقيرة من مشاعر الحب والحنان، أو أصاب النفوس جدب في أخلاقها فاستوطن فيها الشح وتخطفتها سهام الهوى من كل جانب؟! وذلك مع كل سهم من أسهم (البورصة ) الطائشة، حيث يمم هذا الأب وجهه تاركاً محراب التربية يتقدم فيه من ليس أهلاً له من خادم ذي أفكار غريبة، أو أم أصبح همها هي الأخرى متابعة الموضة أولاً بأول؛ أو لا تراها إلا خارجة من مركز التقبيح هذا (عفواً التجميل) لتدخل آخر شاهدة على نفسها بالقبح الأخلاقي الذي تحاول أن تغطيه بديكور تجميلي لمنظرها الخارجي، في محاولة يائسة لمسابقة الدهر؛ أو تراها في الأسواق بكرة وعشيا؛ متخلية عن مهمتها الرئيسة في البيت؛ قد حرمت البنت منها نظرة الأمومة الحانية كما حرم الابن معنى كلمة (أمي)؛ فهما (أي الولد والبنت) بين يدي من لا يؤتمن حتى على رعي التيس!.

    إنّه زمن العجائب؛ حين يكون التيس أهم من الولد؛ لينزعا كلاهما وسام التربية يتقلده من لا يليق به؛ وما مثل هذا إلا كمن قلد قرداً (أكرمكم الله) قلادة من ألماس؛ فانظر - حينئذ - إلى منظر القلادة على رقبة هذا القرد، ليعيش البيت المسلم فراغاً تربوياً يكاد يأتي على البيت من قواعده؛ بل قد أتى.

    فأي مؤامرة هذه يا ترى، والتي حيكت على البيت المسلم ليكون الأبناء هم الضحية التي يتقرب بها الأب بنفس راضية مطمئنة؛ ليعيش موهما نفسه أنه أب!.

    نعم، إنه أب، ولكن مع وقف التنفيذ!.

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة رجل امراة

    تعليقات الزوار ()