إذا الغَمَامُ حَدَاهُ البَارِقُ السّارِي، |
وانهَلّ في دِيمَةٍ وطْفَاءَ، مِدْرَارِ |
وَحاكَ إشْرَاقُهُ طَوْراً، وَظُلْمَتُهُ |
ما حاكَ مِنْ نَمَطَيْ رَوْضٍ وأنْوَارِ |
فَجَادَ أرْضَكِ من غَرْبِ السّماوَةِ من |
أرْضٍ وَدارَكِ، بالعَلْياءِ، من دارِ |
وإنْ بَخُلْتِ فَلا وَصْلٌ، وَلا صِلَةٌ |
إلا اهتِدَاءِ خَيَالٍ مِنكِ زَوّارِ |
قَدْ لأُشكِلَ القَمَرُ السّارِي عليّ فَما |
بَيّنْتُ طَلْعَتَهُ مِنْ طَيفِكِ السّارِي |
إذْ ضَارَعَ البدرَ في حُسْنٍ وَفي صفةٍ، |
وَطالَعَ البَدرَ في وَقْتٍ، وَمِقدارِ |
لَيْلٌ تَقَضّى وما أدرَكتُ مأرَبَتي |
مِنَ اللّقَاءِ، وَلاَ قَضّيتُ أوْطَاري |
إمّا اطّرَقْتُ إلى حُبّيكِ فَرْطَ هَوًى، |
ثأنْ يَكَثّرَ من وَجدي وَتَذكاري |
فَطَالما امتَدّ في غَيّ الصِّبَا سَنَني، |
واشتَدّ في الحبّ تَغرِيرِي وأخطارِي |
هَوىً أُعَفّى علىآثارِهِ بِهَوىً، |
كَمُطْفىءٍ من لَهِيبِ النّارِ بالنّارِ |
قَدْ ضَاعَفَ الله للدّنْيا مَحاسِنَهَا |
بمِلْكِ مُنتَخَبٍ، للمِلْكِ مُختَارِ |
مُقابَلٌ في بَني العَبّاسِ، إن نُسبوا |
في أنْجُمٍ شُهِرَتْ مِنهُمْ وأقْمَارِ |
يُرِيكَ شَمْسَ الضّحَى لألاءُ غُرّتِهِ |
إذا تَبَلّجَ في بِشْرٍ وإسْفَارِ |
أوْلَى الرّعِيّةَ نُعْمَى بَعدَ مَبأسَةِ |
تَمّتْ عَلَيْهِمْ، وَيُسراً بَعد إعسارِ |
أنْقَذْتَهُمْ، يا أمِينَ الله، مُفتَلِتاً، |
وَهُمْ عَلَى جُرُفٍ منْ أمرِهمْ، هارِ |
أعطَيْتَهُمْ بابنِ يَزْدادَ الرّضَا فأوُوا |
مِنْهُ إلى قائِمٍ بالعَدْلِ، أمّارِ |
رَدَّ المَظالِمَ فانتاشَ الضّعيفَ، وَقَدْ |
غَصّتْ بهِ لَهَواتُ الضّيغَمِ الضّارِي |
يأسُو الجِرَاحَةَ مِنْ قَوْمٍ وَقد دميَتْ |
مِنهُمْ غَوَاشِمُ أنْيَابٍ، وأظْفَارِ |
يرضيك والي تدبير ومبتغياً |
نصحاً ومعجل إيراد وإصدار |
فالله يَحْفَظُ عَبْدَ الله، إنّ لَهُ |
فَضْلَ السّماحِ وَزَندَ السُّؤددِ الوَارِي |
زَكَتْ صَنَائِعُهُ عِندي، وأنْعَمُهُ، |
كَما زَكَتْ مِدَحي فيهِ وأشْعَاري |
إيهاً أبَا صَالحٍ! والبَحرُ مُنتَسِبٌ |
إلى نَوَالِكَ، في سَيحٍ وإغْزَارِ |
حَكَى عَطاؤكَ جَدْوَاهُ وَجَمّتَهُ، |
فَيْضاً بِفَيْضٍ، وَتَيّاراً بِتَيّارِ |
أأرْهَبُ الدّهرَ، أو أخشَى تَصَرّفَهُ، |
والمُستَعِينُ معِينِي فيهُ، أوْ جارِي |
وأنتَ ما أنتَ في رِفْدي وَحَيّطَتي |
قِدْماً وإيجابِ تَقْدِيمي وإيثَاري |
فكَيفَ تُهمِلُ أسبابي وَتَغفُلُ عَنْ |
حَظّي وَتَرْضَى بإسْلامي وإخْفَاري |
تأتَّ في رَسْميَ الجَارِي بِعَارِفَةٍ، |
كَمَا تأتّيتَ لي في رِزْقِيَ الجَارِي |