لا تختلف حدود مصر حاليا عن تلك التي رسمها الملك مينا قبل أكثر من 5100 عام للدولة حين أسس الاسرة الفرعونية الاولى على طبقات من خبرات متنوعة أثمرت بناء الاهرام وغيرها من "المعجزات" والعجائب في مراحل تالية.
وفي محاولته لترتيب سياقات التاريخ القديم يعيد الباحث الكندي سيمسون نايوفتس اكتشاف مصر باعتبارها أصل الشجرة في التاريخ البشري مشيرا الى أن المصريين القدماء تجاوزوا "كل حضارة أخرى" انطلاقا من قدرتهم على تغيير جوهر مجتمعهم وديانتهم وخلقهم قوالب جديدة منذ أسسوا "أولى دول العالم بحلول عام 3100 قبل الميلاد وبحلول عام 2600 قبل الميلاد أقيم أول نظام اداري وخدمة مدنية قومي مركزي في التاريخ في العاصمة منف."
وأشار في كتابه "مصر أصل الشجرة" الى أن منف هي "أول عاصمة وأول مدينة مقدسة في تاريخ البشرية وكانت أول مدينة تتركز فيها حكومة الدولة بكاملها كما كانت أول مدينة تلخص ديانة الشعب بكامله." وأضاف أن منف كانت أكثر مدن مصر "كوزموبوليتانية حيث كان بها الالاف من الاجانب وأثناء عصر الدولة الحديثة (نحو 1567 - 1085 قبل الميلاد) كان التجار والصناع السوريون والكنعانيون يشيدون المباني في منف لالهتهم بعل وعنات وعشتارت."
وقال ان مصر شهدت منذ حوالي عام 3100 قبل الميلاد وهو تاريخ توحيد البلاد واعلان قيام الدولة فترات من التغير الديني والسياسي والتقني والثقافي والاقتصادي واستمر ذلك حوالي 2000 عام "وأصبحت مصر إلى جانب سومر (بالعراق) مجتمعا متعلما مستقرا ومتقدما... وبدأ عصر اقتصاديات الفائض والمجتمعات المنظمة. وحينذاك أصبحت مصر منطقة للتنمية الاساسية والطليعة والمحرك وروح البشرية." ونوه إلى أن التصور المعقد عن السحر والاساطير وفر للمصريين "أدوات فعالة لبناء الدين والدولة الاحدث والاكثر حيوية في ذلك الوقت."
ونشر كتاب "مصر أصل الشجرة" بجزأيه عامي 2003 و2004 في الولايات المتحدة. وصدرت الطبعة العربية التي أنجزها المترجم المصري أحمد محمود عن المجلس الاعلى للثقافة ومكتبة الشروق الدولية بالقاهرة هذا الاسبوع وتقع في 835 صفحة كبيرة القطع ويحمل الجزء الاول عنوان "السياقات" والثاني عنوان "النتائج.. مسح حديث لارض قديمة".
وعلى غير عادته في ترجماته السابقة أهدى محمود مترجم الكتاب هذا العمل إلى المصريين "على اختلاف معتقداتهم واتجاهاتهم السياسية.. أهدي هذا الكتاب الذي يتحدث في بعض أجزائه عن توحيد أرض مصر وشعبها لتصبح أول دولة في التاريخ وعن كيفية اختراع المصري القديم الاساطير لتوطيد هذه الوحدة وبث السلام والوئام والمصالحة بين أبنائها راجيا لمن يفكرون في عكس ذلك الاتجاه بعد خمسة الاف عام من توحيد الارضين الهدى الى سبيل الرشاد." ويناقش الكتاب السياقات الفنية والتكنولوجية المبكرة والعرقية والجغرافية والدينية اضافة الى فصول منها (أنساق الالهة والشياطين ونظريات نشوء الكون والاساطير والسحر) و(السياق الاجتماعي للنسق السياسي الديني المصري) و(تعدد الالهة والثيوقراطية والتنافس السياسي الديني وظهور الهة التوحيد الرئيسية) و(أوج النفوذ المصري وما أعقبه من اضمحلال) و(مصر مجتمع محوري وحلقة وصل وتأثير.. الخيالي والحقيقي).
وتخرج نايوفتس في جامعة كونكورديا بمونتريال وتخصص في أنساق المعتقدات الدينية كما عمل رئيسا لتحرير اذاعة فرنسا الدولية في باريس حيث كتب وأذاع موضوعات عن أساليب الحياة والدين والسياسة. وقارن المؤلف بين مصر القديمة وبلاد اليونان على سبيل المثال مشيرا الى أن اليونانيين كانت "تروعهم الحقوق التي تتمتع بها المرأة المصرية. وربما كان الروع وعدم الفهم هو ما جعل اليونانيين والرومان يشيعون عن المرأة المصرية أنها متحررة جنسيا أو خليعة أو مشاكسة." وأشار إلى أن المجتمع المصري كان محافظا وكان الزواج غالبا من امرأة واحدة كما كان "الاخلاص الجنسي من الاعمدة الاساسية لنسق المرأة العقلي." وقال نايوفتس ان السحر كان جزءا من القوانين الالهية في عقيدة المصريين "ولم يحدث من قبل أن تجمع ذلك الكم الهائل من الالهة والالهات على شكل حيوانات وبشر وتلك التي لها أجسام بشر ورؤوس حيوانات في ذلك النسق الثوري المعقد والناشئ وهو تعدد الهة أصيل أو حقيقي يقوم على حاجات المجتمع الزراعي المستقر." وأضاف أن سومر ومن بعدها مصر غيرت مجرى التاريخ باختراع الكتابة "وبعد ذلك اخترعت مصر بالرموز الهيروغليفية ما هو بالتأكيد أكثر أشكال الكتابة جمالية في تاريخ البشرية. فقد كانت الكتابة عند المصريين لغة الالهة السحرية. ولم يحدث من قبل أن استخدم الفن وخاصة العمارة بهذه الطريقة الثورية والمدهشة... ومنذ بناء أول هرم (خوفو) حوالي عام 2660 قبل الميلاد تحققت ثورة عمارة الحجارة المنحوتة مما مكن العمارة المصرية من التفوق على البشرية لالاف السنين وكذلك من بناء معابد مازالت حتى وقتنا هذا أكبر معابد شيدها أي شعب من الشعوب." وأشار الى أنه منذ عام 1458 قبل الميلاد أصبحت مصر "أعظم امبراطورية في العالم حيث ظلت كذلك مدة تزيد على المئتي سنة."
ويؤرخ علماء اثار مصريون وأجانب بعام 1567 قبل الميلاد لبداية ما يعرف في علوم المصريات بعصر الامبراطورية (نحو 1567 - 1200 قبل الميلاد) بداية من أحمس الذي يشتهر بأنه محرر مصر من الغزاة الهكسوس وأسس الاسرة الثامنة عشرة.
ورغم اعتراف نايوفتس بأن الحروف الهيروغليفية في مصر القديمة كانت نوعا من الفن فانه يشير الى أن وسيلة التعبير لم تكن الكلمات بل الفن الذي يشمل النحت والعمارة والرسم حيث كان "من المستحيل أن توجد العمارة والفن المصريان بدون اليقين الديني المتحمس والصناع والعمال المتحمسين الذين يحركهم الدافع الديني." وأضاف أن عشرات الالوف من الفنانين والصناع والعمال شاركوا في ابداع الفن والعمارة بما يسمح بالاحاطة "الى حد كبير" بالمجتمع المصري القديم وأساليب حياته ومعتقداته وشعائره "وان وجدنا صعوبات كبيرة في فهم الكثير منها."
وقال نايوفتس انه كافح لسنوات طويلة كي يشق طريقه في "المتاهة المصرية." وأضاف أن علماء المصريات والمؤرخين "حققوا نتائج رائعة بحق غير أن سعيهم لبناء المعنى الجوهري للديانة المصرية كان مخيبا للامال في النهاية... لا أحد بما في ذلك أبرز علماء المصريات والمؤرخين قد أدرك جوهر مصر القديمة ومعناها ادراكا تاما. ويبدو من غير المرجح أن يحقق أحد ذلك بطريقة مرضية. من المؤكد أنه من غير المرجح أن تكون لدينا صورة واضحة عن مصر كتلك التي لدينا عن بلاد اليونان القديمة."
مصر سر الاسرار
(2)
نحن امام حضارة موغلة في القدم و اذا كان الباحث الكندي سيمسون نايوفتس يعيد اكتشاف مصر باعتبارها أصل الشجرة في التاريخ البشري فنحن نعيد اكتشاف مصر القديمة بالاخذ بالاسباب التي ادت بمصر الي ان تكون في هذه المكانة فهل كانت هذه الاسباب هي عبقرية المكان ام عبقرية الشعب ام هبة النيل ام منحة من الله بان تقوم بهذا الدور ام اجتمعت كل هذه الاسباب في بوتقة ادت بنا في النهاية الي ظهور حضارة عبقرية في نشاتها و تطورها و استمرارها و كذلك في اندثارها حتي باتت من اكثر الحضارات غموضا في التاريخ
حضارة قدماء المصريين بطول نهر النيل بشمال شرق أفريقيا منذ سنة3000 ق.م. إلى سنة30 ق.م. وهي أطول حضارة مكوثا بالعالم القديم, ويقصد بالحضارة المصرية القديمة من الناحية الجغرافية تلك الحضارة التي نبعت بالوادي ودلتا النيل حيث كان يعيش المصريون القدماء. ومن الناحية الثقافية تشير كلمة الحضارة للغتهم وعباداتهم وعاداتهم وتنظيمهم لحياتهم وإدارة شئونهم الحياتية والإدارية ومفهومهم للطبيعة من حولهم وتعاملهم مع الشعوب المجاورة. ويعتبر نهر النيل الذي يدور حوله حضارة قدماء المصريين بنبع من فوق هضاب الحبشة بشرق أفريقيا ومنابع النيل بجنوب السودان متجها من السودان شمالا لمصر ليأتي الفيضان كل عام ليعذي التربة بالطمي. وهذه الظاهرة الفيضانية الطبيعية جعلت إقتصاد مصر في تنام متجدد معتمدا أساسا علي الزراعة. ومما ساعد عل ظهور الحضارة أيضا خلو السماء من الغيوم وسطوع الشمس المشرفة تقريبا طوال العام لتمد المصريين القدماء يالدفء والضوء. كما أن مصر محمية من الجيران بالصحراء بالغرب والبحر من الشمال والشرق ووجود الشلالات (الجنادل) جنوبابالنوبة علي النيل مما جعلها أرضا شبه مهجورة. وفي هذه الأرض ظهر إثنان من عجائب الدنيا السبع. وهما الأهرامات بالجيزة وفنار الإسكندرية. وهذا الإستقرار المكاني جعل قدماء المصريين يبدعون حضارتهم ومدنيتهم فوق أرضهم. فأوجدوا العلوم والآداب والتقاليد والعادات والكتابات والقصص والأساطير وتركوا من بعدهم نسجيلات جدارية ومخطوطية على البردي لتأصيل هذه الحضارة المبتكرة . فشيدوا البنايات الضخمة كالأهرامات والمعابد والمقابر التي تحدت الزمن. علاوة علي المخطوطات والرسومات والنقوشات والصور الملونة والتي ظلت حتي اليوم . وكانوا يعالجون نبات البردي ليصنعوا منه اطماره الرقيقة وكتبوا عليها تاريخهم وعلومهم وعاداتهم وتقاليده لتكون رسالة لأحفادهم وللعالم أجمع. فكانوا يكتبون عليها باللغة الهيروغليفية وهي كتابة تصويرية التي فيها الرمز يعبر عن صورة معروفة. وابتدعوا مفاهيم في الحساب والهندسة ودرسوا الطب و طب الأسنان وعملوا لهم التقويم الزمني حسب ملاحظاتهم للشمس والنجوم ورغم أن قدماء المصريين كانوا يعبدون آلهة عديدة إلا ان كانت هناك دعوي للتوحيد و كذلك بالتاكيد انبياء مصداقا لقوله تعالي "و كم انزلنا من نبي في لرولين" و قوله تعالي " و ان من امة الا خلا فيها نذير" كما اندعوة التوحيد الإلهي ظهرت علي يد الملك إخناتون رغم ما لنا عليها من تحفظات لانها كانت دعوة يغلب عليها الشرك بالله. كما أنهم أول من صوروابتدع عقيدة الحياة الأخروية. وهذه المفاهيم لم تكن موجودة لدي بقية الشعوب. وبنوا المقابر المزينة والمزخرفة وقاموا بتأثيثها ليعيشوا بها عيشة أبدية. وكانت مصر القوة العظمي بالعالم القديم وكان تأثيرها السياسي في أحيان كثيرة يمتد نفوذه لدول الجوار شرقا في آسيا وغربا بأ فريقيا. وجنوبا بالنوبة وبلاد بونت بالصومال. وكان قدماء المصريين يطلقون علي أرضهم كيمت Kemet أي الأرض السوداء لأن النيل يمدها بالطمي وكان يطلق عليها أيضا ديشرت Deshret أي الأرض الحمراء إشارة للون رمال الصحراء بهاالتي تحترق تحت أشعة الشمس. وكانت وفرة مياه الفيضان قد جعلهم يفيمون شبكة للري والزراعة وصنعوا القوارب للملاحة والنقل وصيد الأسماك من النهر. وأعطتهم الأرض المعادن والجواهر النفيسة كالذهب والفضة والنحاس. وكانوا يتبادلون السلع مع دول الجوار.وتاريخ مصر نجده يبدأ منذ سنة 8000ق.م في منطقة جنوب شرق مصر عند الحدود السودانية الشمالية الشرقية. وقد جاءها قوم رعاة وكانت هذه المنطقة منطقة جذب حيث كان بها سهول حشائشية للرعي ومناخها مضياف وكان بها بحيرات من مياه الأمطارالموسمية. وآثارهم تدل علي أنهم كانوا مستوطنين هناك يرعون الماشية. وخلفوا من بعدهم بنايات ضخمة في سنة 6000ق.م. وسلالة هؤلاء بعد 2000سنة قد نزحوا لوادي النيل وأقاموا الحضارة المصرية القديمة ولاسيما بعدما أقفرات هذه المنطقة الرعوية وتغير مناخها. واستقروا سنة 4000ق.م. بمصر العليا ولاسيما في نيخن القديمة ونجادة وأبيدوس وقد بدأت الزراعة في بلدة البداري منذ ستة5000 ق.م. وكلن الفيوم مستوطنين يزرعون قبل البداري بألف سنة. وكانت مدينة مرميد بالدلتا علي حدودها الغربية منذ سنة 4500ق.م. وفي مديتة بوتو ظهرت صناعة الفخار المزخرف يختلف عن طراز الفخار في مصر العليا. وكان هناك إختلاف بين المصريين القدماء مابين مصر العليا ومصر السفلي في العقيدة وطريقة دفن الموتي والعمارة .وجاء الملك مينا عام 3100ق.م. ووحد القطرين (مصر العليا ومصر السفلي). وكان يضع علي رأسه التاجين الأبيض يرمز للوجه القبلي والأحمر للوجه البحري . وجعل الملك مينا منف Memphis العاصمة الموحدة و كانت تقع غرب النيل عند الجيزة وأبيدوس المقبرة الملكية والتي إنتقلت لسقارة إبان عصر المملكة القديمة .أنظر: أهرام. وكان عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات( 5000ق.م. – 3000ق.م.) لا يتعدي مئات الالآف وأثناء المملكة القديمة (2575ق.م. –2134 ق.م.) بلغ عددهم 2مليون نسمة وإبان المملكة الوسطي (2040 ق.م. – 1640 ق.م.) زاد العدد وأثناء المملكة الحديثة (1550 ق.م. – 1070 ق.م.) بلغ العدد من 3 إلى 4 مليون نسمة. وفي العصر الهيليني (332ق.م. - 30 ق.م.) بلغ العدد 7 مليون نسمة. وبعدها دخلت مصر العصر الروماني. وكان المصريون يجاورون النهر. لأنها مجتمع زراعي وكانت منف وطيبة مركزين هامين عندما كانت كل منهما العاصمة.
والتعليم والكتابة كان مستقلا في مصر القديمة وكانت الكتابة والقراءة محدودتين بين نسبة صغيرة من الصفوة الحاكمة أو الكتبة في الجهاز الإداري. وكان أبناء الأسرة الملكية والصفوة الحاكمة يتعلمون بالقصر. وبقية أبناء الشعب كانوا يتعلمون في مدارس المعابد أو بالمنزول . وكان تعليم البنات قاصرا علي الكتابة والقراءة بالبيت. وكان المدرسون صارمين وكانوا يستعملون الضرب .
أهرامات مصروكانت الكنب المدرسية تعلم القراءة والكتابة وكتابة الرسائل والنصوص الأخري. وكانت المخطوطات تحفظ في بيت الحياة وهو دار الحفظ في كل معبد وأشبه بالمكتبة. وكان المتعلمون في مصر القديمة يدرسون الحساب والهندسة والكسور والجمع والطب. ووجدت كتب في الطب الباطني والجراحة والعلاج الصيدلاني والبيطرة و طب الأسنان. وكانت كل الكتب تنسخ بما فيها كتب الأدب والنصوص الدينية. ثم تطورت الهيروغليفية للهيراطقية ثم للديموطقية ثم للقبطية . وكان لقدماء المصريين تقويمهم الزمني منذ مرحلة مبكرة وكان يعتمد علي ملاحطانهم للشمس والنجوم بالسماء ومواعيد فيضان النيل في كل عام . وكانوا يستعملون تقويمهم في تسجيلأ الأحداث التاريخية وجدولة أعيادهم ونأريخ القرارات الملكية. وكان أول محاولة لصنع تقويم عام 8000ق.م. عندما صنع الدوائر الحجرية في ركن بأقصي جنوب غربي مصر حاليا. وكانت تستخدم لمراقبة النجوم وحركاتها. وقسموا اليوم 24ساعة (12 نهار و12 ليل )والأسبوع 10 أيام والشهر 3 أسابيع أو 30 يوم. والسنة 12 شهر. وكانت تقسم لثلاثة فصول كل فصل 4 شهور . وكانت السنة تعادل 360 يوم. وكان قدماء المصريين يضيفون بعدها 5أيام كل يوم من هذه الأيام الخمسة تشير لعيد ميلاد إله. و بهذا تكون السنة الفرعونية كاملة 365 يوم .وهي تقريبا تقارب السنة الشمسية حاليا ماعدا ربع يوم الفرق في كل سنة شمسيةولم يكن يعرفون إضافة يوم كل 4سنوات . وقام قدماء المصريين بالغديد من الأعمال الإبداعية المبتكرة والمذهلة للعالم سواء في التحنيط والمويبقي والنحت والأدب والرسم والعمارة والدراما . وبعد توحيدها أيام مبنا أصبحت العقيدة الدينية لها سمات رسمية من التعددية قي الآلهة والإلهيات وكانت البيئة لها تأثيرها علي الفكر الديني والعبادات الفرعونية حيث إتخذت الآلهة أشكالا بشرية او حيوانية أو خليطا منها . وهذه الأشكال جسد فيها قدماء المصريين قوي الطبيعة وعناصرها .وتأليف الأساطير والقصص حول آلهتهم وعالمهم لفهم التداخل المعقد في الكون من حولهم. ولعبت العقيدة الدينية دورا كبيرا في حياتهم وكان لها تأثيرها علي فنونهم وعلي فكرهم عن الحياة الأخروية وفكرة البعث والنشور وعلاقاتهم بحكامهم . وكان الفن التشكيلي كالنحت والرسم بالأبعاد الثنائية علي جدران المعابد والمقابر وأكفان الموتي وتوابيت الموتي وورق البردي. وكان الفنانون المصريون يجسمون الصور الشخصية بملامحها التعبيرية متحطين معدل الزمن والفراغ في هذه الصور اتعبر عن الخلود من خلال الرسومات الهيروغليفية التي تصاحبها وتكون جزءا من العمل الفني الرائع . وكان يوضع إسم صاحب التمثال علي القاعدة أو بجانبه . والأهرامات نجدها تعبر عن عظمةالعمارة لدي قدماء المصريين . وهذه الأوابد الضخمة مقابر لها أربع جدران مثلثة تتلاقي في نقطة بالقمة وهي تمثل التل البدائي أصل الحياة في أساطير الخلق أو تمثل أشعة الشمس القوية . ولقد بنوا حوالي 100 هرم كملاذ وبيت راحة لحكامهم بعد الموت . وكانت المعابد مربعة الشكل باتجاه شرق غرب علي خط شروق وغروب الشمس .وكان قدماء المصريين يعتقدون أن نموذج المعبد الذي يبنيه البشر يمكن أن يكون بيئة طبيعية مناسبة للآلهة وقد إستفاد الأغريق من قدماء المصريين في النحت والعمارة والفلسفة والإلهيات فلقد كان المصريون القدماء سادة فنون الأعمال الحجرية والمعدنية وصنع الزجاج العادي والملون. وكشف التنقيب عن آثار عصر ماقبل التاريخ بمصر منذ 6000سنة ق.م. وجود مواقع أثرية علي حدود مصر الجنوبية مع السودان حيث عثر بها علي أماكن دفن وإقامة الأعباد والإحتفالات ومقابر للماشية مما يدل علي تقديسها. وعثر بالمقابر البشرية علي مشغولات يدوية وأسلحة وأوان ترجع لهذه الحقبة مما يدل علي وجود عقيدة ما بعد الموت. وكانت عقيدة قدماء المصريين تقوم علي الشمس ممثلةفي عقيدة رع وحورس وأتون وخبري. والقمر ممثلا في عقيدة توت وخونسو والأرض ممثلة في عقيدة جيب. وكانت نوت ربة السماء وشوو تفنوت إلها الريحوالرطوبة. وأوزوريس وإيزيس حكام العالم السفلي. ومعظم هذه الآلهة دارت حولهم الأساطير. وأصبح رع وآمون بعد إندماجهما يمثلان هقيدة آمون رع كملك الآلهة. وكان هناك آلهة محلية تعبد خاصة بكل إقليم بمصر. وكان الملك الكاهن الأكبر يمارس الطقوس في الأعياد والكهنة كانوا يؤدونها في الأيام العادية بالمعابد. وكان عامة الشعب لايدخلونها إلا لخدمتها. وكان المصريون يهتمون بالحياة بعد الموت ويقيمون المقابر ويزينونها ويجهزونا بالصور والأثاث. وكانوا بعد الموت يهتمون بتحنيط الميت . وكانوا يضعون في الأكفان التعاويذ والأحجبة حول المومياء. وكانوا يكتبون نصوصا سحرية فوق قماشه أو علي جدران المقبرة وأوراق البردي لتدفن معه . وكانت هذه النصوص للحماية ومرشدا له في العالم السفلي.
قناع توت عنخ آمون الذهبيوفي مصر القديمة كان الملك هو الحاكم المطلق والقائد الروحي والصلة بين الشعب والآلهة . وكان يعاونه الوزير والجهاز الإداري ويتبعه الكهان. وكان الملك قائد الجيش وقواده وكان الجيش جنوده من المرتزقة الأجانب. وكان الحكم وراثيا بين الأبناء في معظم الوقت بإستثناء حورمحب (1319 ق.م.)الذي كان قائدا و رمسيس الأول الذي خلفه لم يكن من الدم الملكي . وقلما كانت إمرأة تحكم مصر ماعدا حتشبسوت التي حكمت في الأسرة 18 بعد وفاة زوجها تحتمس الثاني عام 1479ق.م. وتقاسمت الحكم مع تحتمس الثالث . وكان المصريون يعتقدون أن مركز الملك إلهي والملك إله. وبعد موته تؤدي له الطقوس ليظل إله. وكان يلقب عادة بمالك وملك الأرضين مصر العليا ومصر السفلي (الدلتا بالشمال والوادي بالجنوب. وكان إقتصاد مصر قوم علي الزراعة معتمدة علي النيل الذي كان يمد مصر بالمياه والمحاصيل المتنوعة كالحبوب ولاسيما الشعير والقمح والفاكهة والخضروات. وممعظم الأراضي الزراعية كانت ملكا للملك والمعابد. وكان الشادوف وسيلة الري بعد إنحسار الفيضان.
مصر سر الاسرار 3
قدمت مصر للإنسانية كنوزا ثمينة من مختلف الأشكال المعمارية؛ فهي بحق بين أكثر أقطار العالم إبداعا في هذا الفن، كما ونوعا. ويمكن تقسيم الأعمال المعمارية في مصر القديمة عامة إلى نوعين، وفق مادة البناء. والنوع الأول هو لمنشآت بالطوب اللبن، وهو الذي استخدم في بناء منازل المصريين؛ منذ العصر القديم وإلى الوقت الحاضر في بعض القرى. والنوع الآخر لمنشآت بنيت بالحجر. وبمصر ثروة كبيرة من الأحجار؛ تشمل البازلت والحجر الجيري والمرمرالمصرى (الألباستر) والجرانيت وغيرها. وكانت الدولة تشرف على أعمال المحاجر لاستخراج تلك الأحجار؛ لأنها كانت تنطوي على تنظيم بعثات تقيم قريبا من المحجر، إلى أن يكتمل العمل المطلوب. واستخدمت في تلك الأعمال أدوات عديدة؛ منها المطارق والفؤوس والموازين والمكاييل والزوايا والمناقل وميزان البناء (الشاقول) ومثلث البناء وأدوات تسوية الحوائط. واحتفظ التصميم المعماري بأهميته منذ العصور القديمة ؛ إذ كان ضروريا قبل الشروع في الأعمال الإنشائية. ولقد عثر على تصميمات معمارية مسجلة على بقايا قطع فخارية أو أحجار. ونتيجة لتواصل الأنشطة الإنشائية عبر العصور، فإن مصر كان بها حرفيون متخصصون أصحاب مهارة في الأعمال الإنشائية بتقنياتها المعقدة. وكانت حرف البناء تورث من جيل إلى جيل. وأمدت تلك الأجيال، عبر العصور، العالم بأشكال معمارية فريدة ومتنوعة؛ وأهمها تلك المشروعات التي كانت تدعمها الدولة، مثل المقابر الملكية والمعابد والسدود وغيرها. ولقد بدأ الاهتمام بالمقابر الملكية في مرحلة مبكرة من الحضارة المصرية؛ خاصة وأنها كانت تتمتع بهبة العمارة المتفردة في الدولتين القديمة والوسطى، وهي تتمثل في الأهرام التي يبلغ إجمالي المكتشف منها نحو 110 هرما. وإضافة إلى المقابر، فإن أماكن العبادة قد حظيت باهتمام خاص في مصر. وقد خصصت لها الدولة أفضل المواد. ولم تزل أرض مصر تحتضن المعابد الفرعونية والبطلمية، كما تزخر بالكنائس والمساجد.
وكانت هناك، إلى جانب العمارة الدينية والجنائزية، العمارة الحربية التي تمثلت في القلاع والأبراج؛ التي تبقى منها أمثلة يرجع تاريخ أقدمها إلى الدولة الوسطى في العصور الفرعونية. كما ازدهرت العمارة المدنية متعددة الأغراض في العصر اليوناني؛ ومن أبرزها فنار الإسكندرية، ثالث عجائب الدنيا العظمى في العالم القديم. وقد أقيم الفنار في عهد بطليموس الأول، ثم أكمل في عهد بطليموس الثاني. وبلغ ارتفاع الفنار حينئذ 150 مترا، واستخدم لإرشاد السفن ليل نهار حتى القرن الخامس عشر الميلادي. والمسرح الروماني في كوم الدكة بالإسكندرية، مثال آخر؛ وقد اكتشفته البعثة البولندية الأثرية في أوائل الستينيات من القرن العشرين.
وقد حظيت العمارة متعددة الأغراض باهتمام خاص في عهود خلافة حكام المسلمين؛ ممثلة في إقامة المساجد والمدارس والقلاع والقصور والحصون والمنازل. وازدهرت العمارة العسكرية في عهد الأيوبيين، بإقامة القلاع مثل قلعة صلاح الدين وقلعة المظفر. كما حظي شكل جديد من العمارة أيضا بالاهتمام، وهو عمارة الصدقة؛ مثل بيوت الفقراء والضيافة (التكايا) والأسبلة العامة. وازدهرت مثل هذه العمارة خلال حكم المماليك؛ الذي شهد إقامة الكثير من المنازل والقصور وبيوت الضيافة والتكايا والوكالات والمدارس والأسبلة. وليس من شك في أن القاهرة التاريخية بقيت مدينة العمارة المتألقة؛ حتى نهاية الحكم العثماني؛ حيث كانت تحيطها الأسوار، ببوابات تحكم: لا يبقى منها إلى اليوم سوى باب النصر وباب الفتوح وباب زويلة.