نعمة).. أو كما أحب أن أدعوها (نونا).. خطواتها متثاقلة في زمن مسرع.. ابتسامتها بشوشة، ووجها صبوح، تراها فتظن أنها والهموم لا يمكن أن يلتقيا أبداً.. تحمل على عاتقها سبعة وثلاثين عاماً، وسبعة أطفال، وإيجار منزل، وجحود زوج، واجتهاد في العمل بدوام أربع عشرة ساعة في اليوم، وأجر زهيد.
(نعمة).. رقم في هذه الدنيا.. ومثيلاتها كثر: يصبرن على المر حتى يرين زهراتهن تتفتح.. تنمو..وتثمر.. يتعففن عن السؤال حتى يرضعن أولادهن الفخر والعزة والكرامة.
يسرن سيراً بطيئاً، ولكنهن مملوءات بالعزم والأصرار، ومن حولهن تسير الجموع، ولكن.. كل يلهو بنفسه، وعيناه منغلقتان عن عالمه، وأذناه لا تسمعان إلا صدى صوته.. ليت شعري - وذلك النبي الوضيء صلى الله عليه وسلم وجاره: يؤذيه، ويتفنن في ابتكار صنوف الأذى، ويتلذذ بعذابه، ثم ينقطع الأذى؛ فيجزع النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن يعلم أن مكروهاً أصاب جاره؛ فيتفقده، فيجده مريضاً؛ فيزوره ! فتكون تلك الزيارة مثل الإضاءة لقلب الجار، تنقله من ظلمات الضلالة إلى نور الهداية.
فياصاحبات الكفوف النضيرة =تَصَبَّرْنَ أنتن نعم الذخيرة
تَبِتْنَ بدمع وعـين كسيـرة =وقلب يضيق بهم وحيرة
وزَفَرَاتُكُـَّن تشـق الليالي =ناشــد ربـاً عليـاً كبـيراً
وتَبْتَسِمْنَ إن لاح فلذة كبد =يغني بلحن رقيق الوتيرة
فينزاح غم وترتاح نفس =وتغدو الليالي شموساً منيرة
فياصاحبات الكفوف النضيرة تَصَبَّرْنَ أنتن نعم iiالذخيرة
تَبِتْنَ بدمع وعين iiكسيرة وقلب يضيق بهم iiوحيرة
وزَفَرَاتُكَُّن تشق iiالليالي ناشد رباً علياً كبيراً
وتَبْتَسِمْنَ إن لاح فلذة iiكبد يغني بلحن رقيق iiالوتيرة
فينزاح غم وترتاح iiنفس وتغدو الليالي شموساً منيرة