كيف تبدأ الولادة؟.. وما علاماتها؟؟
موعد الولادة على وجه التحديد لا يعلمه إلا الله سُبحانه وتعالى ، لكن لا شكّ أنّ للولادة علامات واضحة تؤكّد اقتراب موعدها الوشيك، ومن أهمّ تلك العلامات الواضحة نذكر:
1) شدّة انقباض الرّحم (الطلق) :
خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل تبدأ انقباضات الرّحم، وتزداد شدّتها تدريجيًا مع تقدّم الحمل واقتراب مرحلة الولادة.. وتّسمّى هذه الانقباضات (انقباضات براكستون هيكس) .. وهذه الانقباضات تختلف عن انقباضات الولادة في أنّها تتم على فترات مُتباعدة نسبيًا ، وتستمرّ لفترة بسيطة . أمّا انقباضات الولادة فتمتاز بأنّها تتكرّر على فترات قصيرة وبشكلٍ مُنتظم، وتستمرّ لمدّة أطول، وتزداد في قوّتها تدريجيًا، وتؤدّي لاتّساع عنق الرّحم الذي سيمرّ منه الجنين.. وهذا ما يُمكن أن تتأكّد منه الطبيبة. فنتيجة للتغيّرات الكيميائيّة التي تحدث بعضلات الرّحم عند اقتراب الولادة، يستمرّ انقباضها بعنف ، وهو ما يجعل عضلة الرّحم أشبه بعضلة القلب لا يكفّ عن الانقباض. ويجب على الحامل متى أحسّت بمثل هذه الانقباضات أن ترقد على السرير.. ويُمكنها ببساطة أن تُدرك ما إذا كانت هذه الانقباضات تُشير لاقتراب الولادة أم لا من خلال مُتابعتها لها على مدى ساعة واحدة.. فإن لاحظت أنّ قوّتها تتصاعد تدريجيًا ، وتحدث بانتظام كلّ ثماني دقائق أو أقل ابتداء من بداية الانقباض فإنّها تنبئ إلى حدٍ كبير باقتراب الولادة.. ويجب على الحامل الإسراع باستشارة الطبيبة المُباشرة لها.
وبابتداء عمليّة الولادة تزداد هذه الانقباضات في قوّتها، وتتكرر بانتظام كلّ 2-3دقائق، ويُطلق عليها اسم "الطلق".. وربّما كان سبب هذه التسمية اللغوية أنّها تطلق سراح الجنين من داخل رحم أمّه.
2) نزول المياه (تمزّق جيب المياه) :
عندها ينزل سائل مائي من المهبل نتيجة تمزّق الكيس الجنيني حول الجنين، أو ما يُسمّى كذلك ب(جيب المياه) . وهذا السائل قد ينزل دُفعة واحدة أو ينزل طوال المرحلتين الأولى والثانية للولادة. وعادة يبدأ نزوله مع بداية انقباضات الولادة التي سبق وصفها.
ولذلك فإنّ خروج هذه المياه دليل قوي على اقتراب موعد الولادة.. وعلى الحامل في هذه الحالة أن ترقد في الفراش، وتُسرع باستشارة الطبيب.
وعادة تحدث الولادة خلال بضع ساعات منذ خروج المياه بافتراض أنّ تمزّق أغشية الجراب جاء في موعده الصحيح، أي باكتمال الحمل مدته الطبيعيّة ، أمّا إذا حدث ذلك في وقتٍ مبكّر نسبيًا فإنّ الولادة تحدث عادة خلال 48-72ساعة.. وهذه الفترة تُعتبر من الفترات الحرجة ، لأنّ حدوث تمزّق للأغشية دون ولادة مُباشرة أمرٌ يُعرّض الأم وجنينها للعدوى بالميكروبات، حيث يسهل نفاذها إلى الرّحم.. وبناء عليه يجب على الحامل أن تقيم بالمستشفى تحت عناية مركّزة من الأطبّاء لمُلاحظة حدوث أيّ عدوى والاطمئنان على سلامة الجنين.
ويُمكن للحامل أن تتأكّد من خروج المياه من خلال المواصفات التالية:
(تمتاز بلون شفّاف رائق ، لكنّه قد يختلط أحيانًا ببضع نقاط من الدّم خلال مروره بعنق الرّحم، كما تمتاز برائحة كرائحة حبّات اللوز)
3) سقوط السدادة المُخاطيّة:
وهذه عبارة عن سقوط كتلة من المُخاط مٌلطّخة بالدّم من عنق الرّحم.. وهي بمثابة السدادة التي يعني سقوطها اتساع عنق الرّحم تمهيدًا لبدء الولادة. وبمجرّد أن يحدث ذلك تبدأ الولادة في الإعلان عن نفسها خلال الساعات القليلة التالية التي تتراوح بين 5-8ساعات على وجه التقريب..