الوهج الذي كان ينبعث من عينيه الواسعتين يعطي دلالة على استحقاقه منصب حارس القلوب .. الخيوط الفضية التي كانت تملأ عباءته كفيلة بإضفاء الودّ والسكينة لعشاق الليل ..
تلك الشفافية التي اعترت قلبيهما وملأت جوانحهما لم تكن تحدث لولا تفرّد العينين الواسعتين باحتضانهما .. قال لها : هل يمكن أن يكون الوجود جميلاً لولا عينيك ؟قالت : أظنّ أنّ حارس القلوب زاد هماً وألقاً . قال : اتفق معك, إلا أنّ الخيول تتعب وهي تركض في شواطىء عينيك . قالت : مثلما ترى هذا الاتساع ..
أي شيء ذي قيمة عندي .. ألا وهو الصدق الذي يتلبّس حديثك . قال : كنت متيقنا أنّ القمر سيكون جميلاً وهو محدّق في عينيك إلا أنني لم أدرك أن للحاظ عينيك خطورة إلى هذا الحد ..
فلحاظك علّمتني أنّ الحبّ قاتل ومقتول . قالت : من الجنون أن يقوم المرء على قتل نفسه فأنت أنا . قال : لماذا تصرّين على وجود القمر ؟ قالت : لأنّ حديث العشاق دون القمر حديث مملّ.. وقتها ضحك القمر, ووضع أمام وجهه ملاءة بيضاء .. كانت تندى بقطرات ندية .