بتـــــاريخ : 9/20/2008 11:21:46 AM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 8853 0


    مفهوم التربية البيئية ومبررات وجود مناهج للتربية البيئية في مرحلة المدارس الابتدائية

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور غالب محمد رشيد الأسدي | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    مفهوم التربية البيئية

     

    التربية عملية تنمية للاتجاهات والمفاهيم والمهارات والقدرات عند الافراد في اتجاه معين، لتحقيق أهداف محددة. لذلك فالتربية تسعى دائما الى التعرف على حاجات ومشكلات الفرد والمجتمعات وايجاد الحلول الواقعية لها بمختلف الوسائل.
     
    أما التربية البيئية فتتعلق بمعرفة الانسان وتنمية معلوماته ومهاراته فيما يتعلق بالظواهر البيئية المختلفة ومقوماتها، وكذلك تنمية قدرات الفرد على معالجة الاضرار التي لحقت بالبيئة، فضلا عن الحفاظ على البيئة وحمايتها، لذا فان التربية البيئية تتناول الجوانب التربوية التي تتعلق ببقاء الانسان واستمرار رفاهيته ووجوده على هذا الكوكب فضلا عن الجوانب التي تعالج كيفية تعامل الانسان مع البيئة ومصادرها بطريقة تكفل له حسن استغلالها وتؤدي الى استمرار التوازن بينه وبين تلك المصادر لاستمراروجوده وتمتعه بمستويات طيبة من المعيشة والرفاهية.
     
    بصفة عامة يمكن تعريف التربية البيئية بانها عملية تكوين القيم والاتجاهات والمهارات والمدركات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الانسان وحضارته بمحيطه الحيوي الفيزياوي، وتوضيح ضرورة العمل من اجل المحافظة على مصادر البيئة ومكوناتها وضرورة حسن استغلالها لصالح الإنسان.
     
    ان طبيعة الحياة التي نعيشها اليوم من انتشار البناء و العمران ودخول الوسائل الحديثة والمخترعات والمكتشفات الميكانيكية والالكترونية، وتأثر جميع مناحي الحياة بها يتطلب منا كتربويين ان ننظر الى اثر هذه الاساليب والادوات الحضارية ووسائل التقدم العلمي والحضاري في حياة الانسان وعلاقاته الاجتماعية بما فيها من قيم وعادات وتقاليد ومعايير اجتماعية. فمن المفترض ان تلك الوسائل تؤدي الى زيادة رفاهية وسعادة الانسان وليس الى زيادة متاعبه وشقاءه من خلال التلوث والتخريب البيئي الذي ادى في جميع الاحوال الى اثار سلبية جمة على الحياة الطبيعية من حول الإنسان، فضلا عن اثارها البعيدة المدى على بقاء الانسان ومصادر رزقه التي تعتمد الى حد كبير على مصادر البيئة الطبيعية التي توفر له المأكل والمسكن والمناخ المناسب لديمومتهما. وبالتالي فان الامر اصبح في امس الحاجة لتربية النشء الجديد وتنبيههم لمخاطر الملوثات المختلفة على البيئة التي يعيش فيها الانسان ولايتحقق ذلك الا عن طريق اعداد المناهج الدراسية أولا، ومن ثم التفكير الجدي في ايجاد طرائق ووسائل تدريسية وتربوية مناسبة لنقل الافكار التربوية ذات العلاقة لهذا الجيل.
     
    في واقع الحال هنالك العديد من الاساليب لتحقيق اهداف التربية البيئية في التعليم العام ( وهو ما موجود في مناهجنا الدراسية على المستوى النظري، والذي ينقصه التطبيق الفعال والتجديد المناسب، بسبب التغييرات الكبيرة والثورية في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والصناعية والعمرانية والحضارية) يتناول الأول منها ربط المناهج التقليدية لمختلف المواد بنواحي البيئة عن طريق ادخال المعلومات البيئية ذات الصلة بموضوعات الدراسة، وهذا يعتمد الى حد كبير على جهود المشرف التربوي والمعلم في طريقة التوجيه والتدريس. أما المدخل الثاني للتربية البيئية فيتناول اعداد وحدة او فصل او جزء عن البيئة يصمم تصميما خاصا داخل احدى المواد الدراسية. ويتناول المدخل الثالث اعداد برامج دراسية متكاملة للتربية البيئية، فتحديد نوعية المدخل يعتمد الى حد كبير على السياسات التربوية ونظام التعليم والمناهج القائمة وطريقة التدريس المتبعة.
     
    إن الأهداف العامة للتربية البيئية في المناهج التي يمكن اعتمادها في اي نوع من انواع المناهج المذكورة انفا تتضمن بشكل رئيس:
    1-    مساعدة التلاميذ على فهم موقع الانسان في اطاره البيئي والالمام بعناصر العلاقات المتبادلة التي تؤثر على ارتباط الانسان بالبيئة.
    2-    إيضاح دور العلوم والتقنيات والمكتشفات الحديثة وما لها من اثار سلبية في حالة عدم استخدامها بشكل صحيح ومناسب ومعاونة التلاميذ وما يترتب على ذلك من اختلال توازن العلاقات بين الانسان وبيئته، وما يترتب على ذلك من نتائج قد تؤثر على حياة الإنسان.
    3-    توضيح فكرة التفاعل بين العوامل الاقتصادية والاجتماعية والحضارية والقوى الطبيعية، ومساعدة التلاميذ على ادراك تصور متكامل للانسان في اطار بيئته.
    4-    تكوين وعي بيئي لدى التلاميذ وتزويدهم بالمهارات والخبرات والاتجاهات الضرورية التي تجعلهم يتفاعلون ويتعاملون ايجابيا مع البيئة.
    5-    تأكيد أهمية التعاون بين الافراد والجماعات والهيئات للنهوض بمستوى المعيشة والرفاهية وحماية البيئة.
     
    إن من الضروري ان يكون المعلمون الذين يدرسون مناهج مستقلة او مناهج قريبة او ذات علاقة بالبيئة ان تكون لديهم القدرة والامكانية العلمية المناسب لتدريس مادة مهمة املتها الضروف الحالية، وبررت وجودها التربوي في المناهج التعليمة في مدارسنا، فضلا عن المعرفة بالاساليب والطرائق التدريسيةوالتربوية المناسبة لتدريس موضوع التربية البيئية، وإلا فلا مناص من وضع برامج لتدريب المعلمين يشرف عليها ويديرها مختصون بالعلوم ذات العلاقة بالبيئة، ولديهم خبرة او معرفة باحدث الاساليب والطرائق التربوية في ايصال المادة للطلبة او الدارسين. والهدف العام من هذه الخلفية او القاعدة المسبقة هو وجود المعلم المؤهل الذي يمكن الاعتماد عليه في تدريس مادة التربية البيئية. هذا البرنامج التدريبي يمكن ان يتضمن:
    1-    تحديد واضح لاهداف التدريب.
    2-    تحديد الأوقات التي ينفذ فيها البرنامج خلال العام الدراسي بحيث تكون مناسبة للمتدربين وظروف عملهم.
    3-    يجب أن يشمل البرنامج التدريبي للتربية البيئية معلمي مختلف المواد، سيما مواد التربية الاسلامية والعلوم المواد الاجتماعية.
    4-    الوقوف على اصل الدراسة البيئية والوسائل التعليمية والتطبيقية التي تلزم المتدرب للقيام بهذه الدراسة، والمهارات الضرورية اللازمة واختبارها وتحليلها وتقويمها وكتابة التقارير.
    5-    الدراسة الواقعية للبيئة المحلية للاطلاع على الاثار السلبية التي تتعرض لها البيئة واسباب التلوث البيئي، حتى يكتسب المتدرب الميل والاهتمام ويؤمن باهمية الدراسة البيئية.
    6-    التدريب على متابعة التلاميذ في اثناء قيامهم بالدراسة البيئية وتقويم مجهوداتهم في اثناء العمل.
    7-    إعداد وسائل تقويم لقياس مدى فعالية التربية البيئية المتضمنة في البرامج والمواد التربوية.
     
    إن عملية وضع مناهج للتربية البيئية في ضوء اهداف عامة ذات علاقة بالاهداف التربوية حاجة تربوية ملحة في الوقت الحاضر، ومن ثم اعداد وتدريب المعلمين القادرين على تدريس وتعليم المادة العلمية شرطان اساسيان لضمان تلبية الحاجات التي تفرضها طبيعة الحياة الراهنة التي يعيشها الانسان واعداد مستقبلي للتعريف باساليب التعامل مع المحيط البيئي، كي نتمكن من المحافظة على المصادر البيئية أولا، وحسن استغلالها ثانيا، والتقليل من الاثار السلبية للتلوث البيئي الذي يرافق الانتاج الصناعي الهائل والذي يتوقع ان يكون في المستقبل اوسع واكبر. وبالتالي فان هذه المبررات كافية ان تلفت عناية واهتمام وتخطيط التربويين والمختصين في الميدان البيئي بغض النظر عن تخصصاتهم العلمية او طبيعة اعمالهم المهنية أن يولوها اهتماما كبيرا وجديا للوصول الى مرحلة من الثقة بان الاهداف التربوية تمس فعلا الحاجة المستمرة والمتغيرة للمجتمع في التعامل مع المشاكل التي تواجهه
    كلمات مفتاحية  :
    مفهوم التربية البيئية

    تعليقات الزوار ()