بتـــــاريخ : 9/20/2008 9:09:47 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1258 0


    الخلل الاجتماعي عند الشباب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمد سيف الأنصاري | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    الخلل الاجتماعي الشباب

    هذا الشاب سلوكياته مرتبكة، وهذه الشابة عدوانية وترغب فيتدمير كل ما حولها. إنه نوع من الارتباك السلوكي يمكن ملاحظته بسهولة عند بعضالشباب ويطلق عليه (الخلل الاجتماعي) لأن السبب الرئيسي فيه التنشئةالاجتماعية.


    والشباب المختلفون اجتماعيا نراهم دائما معادين للمجتمع. دائمافي قلق، ليس لديهم أي ولاء لوالديهم، أو أي من الأفراد المحيطين بهم،ونراهم دائما عاجزين على السيطرة على أنفسهم باحتشام، لا يظهر عليهم الاستفادةمن تجاربهم السابقة، لا يحترمون حقوق الآخرين، ومصدر شكوىدائمة.

    باختصار نرى الشباب المختلين اجتماعيا يسببون لغيرهم الكثير منالمعاناة. وهو يختلف عن (العصبي) تماما، لأن العصبي لا يسمح لغرائزهبالتعبير عن نفسها نحو الخارج، ولكنه يحولها إلى داخله. بينما المختلاجتماعيا يحولها إلى الخارج في صور تزعج الآخرين وخاصة الوالدينوالأهل.

    ومن أهم السمات التي نلاحظها في الشباب المختل اجتماعيا بصرفالنظر عن مدى أخطائه وأفعاله بالنسبة للآخرين، انه هو نفسه لا يشعر بالذنبحيالها، حيث يبدو كأنه فقد (الأنا الأعلى) أو ما نسميه الضمير. ومن أمثلةتصرفات الشباب المختل اجتماعيا: الاعتداء على والديهم، الكذب، استغلالالضعفاء، القتل ببرود.

    وأجمع فريق من علماء التحليل النفسي على تصنيفالشباب المختل اجتماعيا إلى نوعين:

    النوع الأول: هو الشباب المصاب بالخللالاجتماعي الكامن، أو السلبي. ونرى هذا الفريق من الشباب يسلك باعتدال معظمالوقت اعتمادا على قبول النصح من الآخرين، ولكنه لا يعمل بها أبدا، وأحيانايربط نفسه بشخصية أقوى يتقبلها كمثل أعلى، ومع ذلك لا يأخذ منها شيئا، أيأن الخلل الاجتماعي يظل كامنا بداخله إلا أحيانا.

    النوع الثاني: هو الشابالمصاب بالخلل الاجتماعي الفعال، وهم لا يخضعون للضوابط الداخلية أوالخارجية، حتى ولو حاولوا كبح أنفسهم ولو مؤقتا. وهذه النوعية يختار أفرادهاعدم التحكم في أنفسهم في اللحظة التي يكونون فيها خارج نطاق سيطرة الكبارالذين يتوقعون منهم السلوك الطيب.

    ومن أمثلة تصرفات وسلوكيات الشباب المصاببالخلل الاجتماعي بداية من النوم أثناء العمل أو الدراسة، مرورا بتعمد توريطالآخرين، أو الاستهتار في قيادة السيارة، أو النصب على البسطاء، أوالاعتداءات الجنسية على الصغار.

    وهؤلاء جميعا لا يهتمون بمدى الخطر الذييسببونه للآخرين. ويعتمد مدى انتشار الأضرار الناتجة عن الشباب المصاب بالخللالاجتماعي، على مدى ذكائهم، أو مدى الفرص المتاحة أمامهم لممارسة سلوكياتهمهذه. وهذا الخلل الاجتماعي هو الطريق الرئيسي لانحراف هؤلاء الشباب. فالشابالفقير الذي يعاني من الخلل الاجتماعي قد يتخصص في الاحتيال على الناس،أما إذا كان فقيرا وليس ذكيا فإنه يلجأ إلى القيام بعمليات مضحكة ينقصهاالإبداع، أو قيادة السيارة بطريقة جنونية، أو اللجوء لممارسات ضرب الأبرياء،أو تعمد تخريب ممتلكات الآخرين.

    والشباب المصابون بخلل اجتماعي يسلكونتقريبا سلوكا سيئا في طفولتهم وأثناء الدراسة، وإذا التحقوا بمدرسة ذات إدارةحازمة، فإنهم قد يطردون منها، ويتسمون باستدانة الأموال، والمتاجرة بأسماءعائلاتهم الشهيرة - إذا كانت كذلك - أو يستغلون الناس بالحديث اللبق،ويهربون دائما من العقاب ويسببون الأسى لكل من يتصل بهم. وهم يحتاجون رعايةالآباء ومساعدة الأخصائي الاجتماعي والنفسي.

    ويظن البعض أن الشبابالمصابين بالخلل الاجتماعي ولدوا هكذا. والحقيقة غير ذلك تماما، حيث ثبت أنبعض حالات الخلل الاجتماعي كانت بسبب ذلك التشجيع الذي لاقاه هؤلاء الشباب منوالديهم عندما بدأوا بأعمال غير عادية مثل ضرب الأم أو الأب منذ مراحل الطفولةالأولى على سبيل اللعب، وكانت بعض الأسر تستمتع بجموح أطفالهم وعصيان أبنائهموخروجهم عن سيطرتهم، وتبدأ المشكلة في مراحل الشباب بالأولى عندما يسلكالأبناء سلوكا سيئا، ومن سوء الحظ أن يتحول السلوك السيء إلى سلوك مدمر يعبرعن الخلل الاجتماعي.

    ويحتاج الشباب الذين يعانون من الخلل الاجتماعي إلىتعاون كل من يهمه الأمر لإصلاح حال الشباب، وذلك بتعاون الوالدين في هذاالإطار وليس بدونهما.
     
     

     

    * مدير مركز شباب المعالي
     
     

     

    كلمات مفتاحية  :
    الخلل الاجتماعي الشباب

    تعليقات الزوار ()