بتـــــاريخ : 9/20/2008 9:17:55 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 391 0

    موضوعات متعلقة


    الإزعاج.. ثقافة أم سلوك اجتماعي؟

    الناقل : mahmoud | العمر :36 | الكاتب الأصلى : بثينة خليفة | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    الإزعاج

     

    ونحن نقرأ ما تطالعنا به صحافتنا المحلية من الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الداخلية والمتمثلة في تقديم أفضل الخدمات الامنية والاجتماعية للمجتمع البحريني، لا سيما تلك الخطط المرورية لمواجهة ازدحام العام الدراسي الجديد والتي تتضمن تنظيم حركة المرور ومساعدة الاطفال في عبور الشارع مع الاستعانة بحراس المدارس التابعين لوزارة التربية والتعليم والبالغ عددهم 600 حارس.
     
    نأمل جل ما نأمل من المواطن البحريني العزيز (ذكرا كان ام انثى) ان يكون أكثر رقيا وحرصا في استخدامه لبوق السيارة.. فلا يستخدمه دونما داع، ولا ينس يديه على البوق دقائق معدودات مسببا بذلك ازعاجا وارباكا من شأن ان يجعل منه محط سخط وغضب الآخرين. فاذا ما اتفقنا بان الاصوات جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وهي احدى اهم السمات التي تميزها.. فهي تمدنا بالمتعة والاستماع من خلال سماعنا للموسيقى او لاصوات الطيور، كما انها وسيلة ناطقة للاتصال بين كافة البشر، وتعتبر اداة لتحذير الانسان وتنبيهه والتي نجدها متمثلة في اجراس الباب، صفارات الانذار..
     
    كما تخبرنا بوجود خلل ما مثل الخلل في السيارات. ندرك تماما بانها باتت في مجتمعاتنا الحديثة مصدر ازعاج لنا، وبالتالي فهي تندرج تحت اسم ضوضاء (التلوث السمعي). ومن أمثلة ذلك التلوث السمعي الضوضاء الناجمة عن الطرق والشوارع وجميع وسائل النقل، وعليه فان المسئولية الاولى والاخيرة تقع على عاتق السائق والتي تتمثل في ضمان سلامة سيارته وعدم وجود اعطال بها تسبب اصواتا عالية، كما عليه ان تكون قيادته سلسة لتجنب الحوادث وعدم ازعاج الاخرين.. وكم جميل لو عمد إلى استعراض قدراته القيادية بعيدا عن المناطق السكنية، خاصة في وقت الليل.
     
    نتفق جميعا بان التلوث السمعي مرتبط ارتباطا بالمجتمعات المدنية المتقدمة حيث التوسع في استخدام الآلات ووسائل التكنولوجيا الحديثة، غير ان المجتمعات الاوروبية هي ابعد ما تكون عن احداث مثل تلك الفوضى والضوضاء السمعية، فهل مجتمعاتنا العربية اكثر تقدما عن المجتمعات الاوروبية؟! يقول البعض (من أمن العقوبة أساء الادب)، منوهين بضرورة دفع الغرامات كأحد الحلول الفعّالة لتجنب احداث مثل تلك الفوضى والازعاج.. اما نحن فنقول يبدو ان البعض لا يزال يعيش مرحلة الطفولة الحضارية ويظهر ذلك جليا في طريقة احياء المناسبات او ممارسة بعض الطقوس التراثية او الدينية، والا كيف تفسرون استعمال ابواق السيارات بشكل مزعج في مراسيم الزفاف والتفحيط والتصرفات الجنونية؟
     
    الغريب في ذلك حتى احياء الطقوس الدينية اصبح مصدر ازعاج وضجيج، خصوصا اذا كنت تسكن بالجوار من مسجد، فلا اغلاق النوافذ يجدي ولا حشو الاذن بالقطن، فلماذا يلجأ كثير من الخطباء إلى استعمال الصوت المرتفع وكأنه يشحذ الهمم ويعبئ الجيوش استعدادا للجهاد؟ هل نحن امة تعاني من الصمم وامراض السمع ولا نستطيع ان نفهم الا من خلال ارتفاع الاصوات؟
     
    ان الهدوء له قيمة حضارية والصوت المرتفع لغة الحمقى والمتخلفين. في الغرب وخصوصا في الكنائس لا تستعمل مكبرات الصوت، حيث تعزف الاناشيد مع الموسيقى الجميلة والمواعظ الهادفة تحت اضواء الشموع الخافتة في اجواء روحية بعيدة عن الانفعال الصوتي. الا ينبغي بنا ان نتعلم كيفية احياء طقوسنا الدينية في اجواء روحية بعيدة عن الازعاج والهمجية الرعناء حتى نعطي انطباعا جيدا عن ديننا ومجتمعنا. اليس الارهاب الموجود في عقول البعض ما هو الا نتيجة هذه الخطب الهوجاء المنفعلة، وان البداية كانت انفعال صوتي ساهم في احداث خلل في انسجة المخ لمن كان يستمع إلى تلك الخطب الرعناء وتأجيج روح الحماس المتطرف. في النهاية الازعاج ارهاب صوتي خطير يجب مكافحته مهما كانت مبرراته.
     
    نحن امام ظاهرة سلبية يجب ان تناقش بعناية من اجل الوقوف على هذا الخلل ثم محاولة تقويمه اذا امكن. ويبقى السؤال مطروح للجميع: هل الازعاج ثقافة أم سلوك اجتماعي؟
    كلمات مفتاحية  :
    الإزعاج

    تعليقات الزوار ()