شبكة النبأ المعلوماتية الاثنين 19 إبريل 2004 - 29 صفر 1425هج عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) في رسالة الحقوق: (وأما حق ولدك فأن تعلم أنه مضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل، والمعونة له على طاعته. فاعمل في أمره عمل من يعمل أنه مثاب على الإحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه..) لا يخفى على أحد الآن أن مسؤولية الآباء لا تنحصر في إدارة المعيشة المادية للأطفال، بل عليهم أن يقوموا بتربيتهم تربية صالحة تأهلهم للصلاح في المجتمع وليس أمعة ونشازاً بل في نظر الإسلام تأديب الأطفال وتربيتهم أهم من الاهتمام باحتياجاتهم الجسدية. فعن الإمام علي (عليه السلام) لا ميراث كالأدب وفي قول آخر: (ما سألت ربي أولاداً نضر الوجه.. ولا سألته ولداص حسن القامة. ولكن سألت ربي أولاداً مطيعين لله، وجلين منه.. حتى إذا نظرت إليه وهو مطيع لله..قرّت عيني..) وأمثال هذه الأحاديث عن النبي وأهل بيته قد ورد بكثرة. فليست تربية الأطفال تربية صحيحة واجباً وطنياً وإنسانياً فحسب، بل إنها فريضة روحية مقدسة، وواجب شرعي لا يمكن الإفلات منه. كل هذا أمر في غاية الأهمية ولكن ظروف الحياة قد تغير وساعات العمل قد ازدادت وقوانين الشركات والوظائف تبدلت فأي تقاعس أو تأخير معناه نهاية العمل ومن بعده التسول في الشارع أو القعود في البيت. بل الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله، والجمع بين العمل الشاق وتربية الأولاد الأكثر انهاكاً في غالب الأحيان غير ممكن. إنصافاً الجمع بينهما بقليل من التؤدة والدعة ومزيج من التفكير الهادئ وحساب الوقت بثوان ودقائق والاستفادة من كل جزء من الثانية. وفيه خير الدنيا والآخرة. وهناك بعض الإرشادات من المختصين إذا ما طبقت بالشكل الصحيح آتت أكلها غير خاسر. والمقترحات هي: 1) استغلال فترة الغداء، وتجميع الأسرة، بالحديث عن المواقف التي تواجه الأم والأب، وشرح طريقة تصرفهم تجاه كل موقف منها. 2) الاستفادة من المسافات الطويلة التي يقطعها أفراد الأسرة معًا في السيارة، بسماع قصة من الأب، أو عمل مسابقات أو الحديث في موضوعات متنوعة. 3) استغلال عطلة نهاية الأسبوع للخروج العائلي وللأحاديث العائلية. 4) السفر فرصة لبث القيم والحديث عن التقاليد والأخلاق الإسلامية الأصيلة. 5) الجد والجدة.. العمات أو الخالات.. وبالأخص غير المتزوجات (المتفرغات) من الممكن الاستعانة بهم للمشاركة في العملية التربوية. 6) عندما يكون الآباء قدوةً لأبنائهم يختصر ذلك الوقت التربوي الكبير الذي يقضيه الآباء الآخرون في زرع القيم. 7) تعويد الأبناء على القراءة يُسهِّل وصول المعاني التربوية إلى الأبناء. 8) الأُنس بقراءة القرآن، عندما يكون خُلُقًا متأصِّلاً في الأبناء، بجعل القرآن النبع الأساسي لاستقاء الأخلاق. 9) إعطاء هدية لصاحب المواقف الأخلاقية العالية، ومكافأته أمام الآخرين يدعو إلى تأصيل هذه الأخلاق وتحويلها إلى سبب راقٍ للتنافس بين الأبناء. 10) قصص قبل النوم: سبب أيضًا لغرس القيم والأخلاق، وإشاعة جو الحنان والحب أيضًا في الأسرة؛ بسبب هذا الاحتضان بين الآباء وأبنائهم أثناء سرد القصة. 11) تخصيص مكان من المنزل لعمل مكتبة تضم العديد من الكتب والمراجع. 12) تشجيع كل ابن على اقتناء مجموعة من الكتب وتكوين مكتبة خاصة به. 13) شراء أشرطة الكمبيوتر التي تزرع القيم، وتعوِّد الأبناء على استخدامها. 14) ترديد الأناشيد والأشعار التي تحث على العمل ومجاهدة النفس والصبر.. وغيرها من المعاني الراقية