بتـــــاريخ : 9/21/2008 7:22:31 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1674 0


    إشاعة ثقافة المصارحة في البيوت

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.quran-radio.com

    كلمات مفتاحية  :

    إشاعة ثقافة المصارحة في البيوت

    (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ))
    (( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل من أهل بيته )) ابن حبان عن الحسن ابن علي
    الأسرة المسلمة هي مفتاح الهزائم والانتصارات ، فبتغيير الأسرة يتغير العالم.

    ونتكلم في هذه الحلقة عن موضوع مهم أيضا يتعلق بالأسرة وهو  :


    الوضوح والمصارحة  بين جميع أطراف البيت.


    إن أكبر ميزة امتاز بها الإسلام عن بقية الشرائع السماوية هو الوضوح بكل شيء ، فلا يوجد في الإسلام شيء غامض ولا يوجد في الإسلام معلومات محجوبة عن مجموعة وهي مسموحة لمجموعة أخرى ، فلا ضبابية في الإسلام ، وإنما الصفة الملازمة للإسلام هي وضوح الرؤية في كل شيء .
    فالمسلم واضح في علاقاته كلها .. فعلاقته مع ربه علاقة عبودية
    وعلاقته مع نبيّه علاقة محبة واتباع
    وعلاقته مع المسلمين علاقة أخوة
    علاقته مع أسرته علاقة رعاية وإنفاق وإشراف
    علاقته مع أهل الكتاب علاقة واضحة..
    وليس هنالك أوضح من قوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَـتَهُ )) . واستدل العلماء بهذه الآية أن النبي بلغ كل ما أنزل إليه .
    وإذا كان الوضوح هو الصفة الملازمة للإسلام فكذلك يجب أن يكون الوضوح والمصارحة هي الصفة الملازمة للأسرة التي هي نواة المجتمع المسلم..
    وإن كثيراً من الناس يبنون حياتهم على الغموض فتفاجأ الزوجة أو يفاجأ الزوج بأمورلم تكن بالحسبان وبالتالي تحصل المشاكل.
    ولقد أعطانا القرآن الكريم مثلاً راقياً جداً في المصارحة ، وهذا المثال الرائع قد نمر عليه في القرآن الكريم دون أن نقف على دلالته وعلى أهميته ولاسيما في هذه الحياة الصعبة ..
    وذلك في قصة موسى عليه السلام مع إحدى ابنتي الرجل الصالح عندما قالت هذه الفتاة (( يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ )) فما كان جواب الأب إلا أنه قال (( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ )) .
    إن هذا مثال واضح عن الصراحة والمصارحة ، فالفتاة لم تخف إعجابها بموسى عليه السلام والأب فهم من هذه المصارحة أن الفتاة أعجبت بموسى بأمانته وقوته . ولم تكن المصارحة حرجا على الطرفين ما دامت مضبوطة بضوابط الإسلام العامة.
    إنها أعلى درجات المصارحة و عندما يضرب الإسلام أعلى الدرجات في المصارحة فيعني هذا أن أدنى الدرجات أولى بذلك ولكن المسلمين عن الصراط لناكبون .
    إن المسلمين لا يتصارحون في أدنى من هذه الأمور في البيت لذلك تجد أن صديق ابني يعلم عن ابني أكثر مني ، وصديقة ابنتي تعلم عن ابنتي أكثر مني ، وصديقة زوجتي تعلم عن زوجتي أكثر مني ..
    إن الخطوة الأولى في المصارحة تكون من الآباء لا من الأبناء فالولد والبنت لن يستطيعا أن يصارحا الأب او الأم في بداية الأمر ، فلابد من أن تكون الخطوة الأولى من الوالدين في البيت حتى يتعود الأولاد على المصارحة .
    إن الزمن أفرز هذه الأخطاء الاجتماعية الكبيرة في حياتنا نتيجة عدم المصارحة والوضوح في البيوت وبالتالي أفرزت هذه المآسي التي ترونها ..
    إن للمصارحة في البيت فوائد عديدة ..
    1. الجرأة والقدرة على الحوار : فكم من شاب نشأ وصار في مصاف الرجال وهو لا يستطيع أن يتكلم ولا يعرف كيف يتكلم ، فالمصارحة تجعل الشاب يميل إلى الجرأة والدفاع عن فكرته وما يريد .
    2. القدرة على تمييز الخطأ من الصواب : فبالمصارحة تطرح الأمور على بساط البحث وبالتالي يميز الخطأ من الصواب.
    3. زيادة الثقة بين الآباء والأبناء .
    4. زيادة الترابط الأسري .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()