بتـــــاريخ : 9/21/2008 10:20:23 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 500 0


    الثورة المعلوماتية وتأهيل الكوادر التعليمية

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : السيد عبدالله | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    الثورة المعلوماتية

    تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تطوير برامجها التعليمية وطرائق التدريس بما يعزز العملية التعليمية، وقد حققت المملكة بفضل هذا التوجه الأسبقية في مجال إدخال البرمجيات على طرائق التعليم، كما شهدت الثمانينيات تجربة ادخال تقنية المعلومات في المكتبة لتحويلها إلى مركز مصادر تعلم، و أعطت الوزارة الأولوية لهذه التقنية الحديثة في التعليم، وأ خضعت هذه البرمجيات لاختبارات وتقييم قبل أن توضع في إطار مرجعي. ويؤكد المسئولون على (أن التطور العلمي والتكنلوجي، والتوسع في استخدام تقنية المعلومات في التعليم بشكل خاص، والحياة بشكل عام كان السبب وراء اهتمام التربويين بتحويل المكتبات المدرسية إلى مراكز مصادر للتعلم الذاتي. وقد صممت العديد من البرامج فيها بحيث يشارك المتدرب في تحصيل المهارات الخاصة بتأسيس هذه المراكز وتطويرها وتقويمها، و يعتمد نجاح البرنامج التدريبي فيها على تفاعل عوامل عديدة أبرزها توفير فرص التطبيق والمشاركة للمتدربين وتفاعلهم مع مواد التدريب ونشاطاته). ومن التوجهات الأساسية لتطوير التعليم في البحرين واجراءاتها في تحسين مستوى تحصيل الطلبة (التوسع في استخدام التقنيات التربوية الحديثة في العملية التربوية لتحسين عمليات التعليم والتعلم وبخاصة ما يتعلق باستخدام الحاسوب وغيره من الوسائل التعليمية التعلمية). ومن التوجهات أيضاً تطوير نظم المعلومات في وزارة التربية والتعليم ومدارسها واستثمارها وتطويرها وربطها بشبكة المعلومات الدولية واستخدامها في مختلف العمليات التعليمية والتعلمية، وفي توحيد البيانات وتوثيقها ونشرها، والمساهمة في بناء شبكة المعلومات المركزية وتوفير قاعدة البيانات التعليمية على مستوى الإدارات التعليمية ومدارس وزارة التربية والتعليم، وقد تمد بعضها إلى أولياء الأمور في أماكن عملهم وسكنهم. إن أنظمة المعلومات وصناعتها واستثمارها علوم وليدة للثورة المعلوماتية، وتخزين المعلومات وتناقلها وتبادلها لم يكن حكرا على صانعيها وخازنيها، بل أصبحت هذه العمليات صناعة مربحة ذات مردود مرتفع يؤثر على الدخل القومي في الكثير من الدول، لذلك باتت الدول المصدرة والدول المستهلكة تتنافس كل منها في البيع والشراء وإعادة الإنتاج والتصدير، وأصبح توظيف المعلومة وأمنها وسلامتها وحسن استغلالها لا يتمثل في إدراكها ومعرفتها، وإنما في عملية التعامل مع وعاء المعلومة وجهاز تشغيله وآلية توظيفه، وانتقاء المعلومة وتحليلها ونقدها واستثمارها والتكيف مع دلالاتها وما يرشح عنها من أفكار وما تحمل من مؤهلات إيجابية وسلبية وما تنقل معها من (فيروسات) تحتاج لتطهير ومعالجة أو حفظ لوقت الحاجة، وقواعد وقائية، وأسلحة مضادة للفكر، ولمهارة الاستخدام والتعامل وهو ما يحتاج لمعلم فني كفء يتميز بالجرأة والمغامرة والحماس. ولم يكن صندوق المعلومات بما يحويه من آلاف بل ملايين الكتب حكرا على الفئة الأكثر مالا أو علما أو سياسة، بل أصبح في متناول كل يد، ويستطيع مالكه مقارنة ما لديه من مقررات وأوعية معلومات بما يمكن أن يحقق هذا الصندوق قياسا بالكم والنوع والزمن ليجد نفسه لا يملك شيئاً ولو كان حبراً ، مما يتطلب التعامل مع هذا الواقع بمناهج ومقررات دراسية جديدة وباستيراتيجية تعلم وتعليم مغايرة تماما لما تعودنا عليه في مدارسنا من اجترار للمعلومة وحفظها وتخزينها في الذاكرة، كما يتطلب أن يكون المدرس اليوم غير مدرس الأمس الذي أدمن استنشاق رائحة الكتاب والطبشور وتصلب على السبورة، وإذا ما شئنا أن نعد المعلم ونمهنه من جديد فإن تكلفة إعادة تعليمه وتمهينه خلاف ما درج عليه يتطلب أموالا وجهودا يمكن استثمارها في توظيف معلم جديد تتلمذ وتعايش مع مقررات الثورة المعلوماتية وأنظمتها، ووظف الكثير من منجزاتها في دراسته، ولم يجتز امتحان التخرج إلا عبر مروره باستيراتيجيات التعليم والتعلم الحديثة والمتطورة. وبدلا من أن يمتحن في مخزون الكتب المدرسية يمكن أن يمتحن في كيفية استثماره لأنظمة المعلومات والتعامل معها وتوظيفها في عمليات التعليم والتعلم _ يرجى في هذا السياق مقارنة تلاعب الأطفال بأنظمة الحاسوب بتردد بعض المعلمين في استخدامه وخوفهم من توظيفه في العملية التعليمية ويمتحن في قاعات الدرس والبحث والمختبرات التكنلوجية في ظروف مهيئة تناسبه لا في قاعات التدريب النظري أثناء المهنة وفي ظروف قاهرة تجبره عليها المدرسة أو وزارة التربية أو إدارة التدريب، حتى بات المتدربون من قدامى المدرسين يلعنون حظوظهم، و يعلنون مواقفهم واتجاهاتهم السلبية وشكواهم وتذمرهم المستمرين من الأعباء التي إضافتها البرامج التدريبية عليهم، مما اقتضى ذلك مناداة الباحثين على تحويل هذه الاتجاهات وأوصت إحدى الدراسات التي أجراها مركز البحوث والتطوير في وزارة التربية والتعليم بالبحرين في ابريل 2001م بما يلي: 1. التنسيق المسبق مع إدارات المدارس لبرمجة الأعباء التدريسية للمتدربين بطريقة تجنب تراكم الأعباء وازدحامها أيام التدريب. 2. دراسة إمكانية تفريغ المتدربين ليوم كامل أسبوعيا أو على الأقل تخفيض العبء الدراسي والإداري للمتدربين. 3. إعادة النظر بمدة البرنامج التدريبي و(اختصار مدة التدريب) وأوقات التدريب الحالية والمباعدة بين أيام التدريب وجعلها (مرة واحدة أسبوعيا) وتكثيف التدريب أثناء عطلة نهاية الفصل الدراسي. ويبدو أن مدد البرامج يجب أن تتم معالجتها لا في ضوء ما كشفت عنه النتائج من عدم حماسة المتدربين فقط، وإنما أيضا في ضوء محدودية مردودها في الإرتقاء بالكفاءة العلمية للمتدربين من ناحية وانقطاع صلتها بحاجات المعلمين المهنية. ولعل برنامج اللغة الإنجليزية يقدم مثالا صارخا في هذا الإتجاه من حيث طول مدة البرنامج وقلة مردوده. 4. ربط التدريب بالترقية الوظيفية ضمن بطاقة متكاملة للنمو المهني للمعلم بحيث يغدو الالتحاق بالتدريب واستكمال متطلباته مكونا أساسيا في نمو المعلم المهني وتكريس إنهاء كل برنامج تدريبي رسميا في تقديرات معنوية (على هيئة نقاط تحسب في استكمال ترقية وظيفية مثلا) ومادية كما جاء في دراسةالنجار، تيسير. دراسة تقويمية لفاعلية البرامج التدريبية في المواد الأساسية وكثيراً ما عبر المدرسون عبر الصحافة المحلية عن شكواهم وتذمرهم وقدموا مقترحاتهم للتخفيف من عناء المعلم أثناء الدورات التدريبية التي اشاروا فيها إلى نفاذ طاقتهم مما جعلهم لا يستوعبون شيئاً أثناء الدورة فضلاً عن معاناة التكفل بأطفالهم ورعايتهم طيلة غياب الأم في الدورة، والشجار بين الأزواج بسبب هذه الدورات وأوردوا ضمن المقترحات تخفيف نصابهم، وإتاحة الفرصة لهم للمذاكرة وعقد الدورات صباحاً مما يستلزم احلال عناصر محلهم لتغطية الجزء المسقط من نصابهم. فهل تطمح وزارة التربية والتعليم في تدريب معلم خبر الوعظ والتلقين مثقلاً بأعباء تدريسية وأنشطة متعددة يعاني ظروفاً قاسية يلقي بثقله على الآخرين (نتيجة لظروفه المشار إليها أعلاه) شاكياً متذمراً، ويرمي الآخرون أثقالهم على طلابه الذين أخذ منهم عنوة، وبغير أرادته ليجدوا أنفسهم مع عنصر بشري دخيل لا يهمه من أمرهم شيئاً، يتذمر من حظه الذي أغرى الإدارة فيه لسد فراغ أو قتل وقت الطلبة الذين هم في أمس الحاجة إليه. ومع ذلك فنحن نقف مع الوزارة في توجهاتها للتأكد الدوري من استمرار صلاحية المعلم وتدريبه ولكن ذلك يستلزم معرفة قدراته على التفاعل والمشاركة مع المادة التدريبية وأنشطتها كما أسلفنا وحيث أن المادة التدريبية وأجهزتها تتطلب قدراً من التفرغ للتعامل والتفاعل معها..... لذلك نثير هذا التساؤل ونتركه ساحة للنقاش وإبداء الرأي من ذوي الشأن وأصحاب الخبرة، والتجارب الجديدة. أليس الأجدى توجيه هذه الدورات لخريج عبر أنظمة تعليمية تقنية متطورة، متحمس للعطاء، مندفع لأثبات ذاته، قادر على تطوير كفاءته، راغب في تحسين أدائه، قابل بالجمع بين التعليم والتدريب دون شكوى أو تذمر؟!

    كلمات مفتاحية  :
    الثورة المعلوماتية

    تعليقات الزوار ()