بتـــــاريخ : 9/21/2008 10:54:14 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1253 0


    الفشل المدرسي.. أسباب مركبة ومتداخلة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمد الصدوقي | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    الفشل المدرسي اسبابه

     

    من الظواهر المقلقة التي يكادجل الفاعلين التربويين والأسر، يجمعون على تصاعد حدة خطورتها في مدرستنا المغربية،ظاهرة الفشل المدرسي والتدني المستمر لمستوى المتعلمين. غير أنه في المقابل،لانلاحظ استنفارا مدرسيا ومجتمعيا كبيرا لتشخيص ومعالجة هذه الظاهرة الخطيرة، التيتهدد وظيفة المدرسة، ومستقبل أطفالنا والمجتمع عامة الذي يراهن على التنميةالبشرية.
     
    الظاهرة التربوية هي ظاهرة مركبة، وعليه فإن أسباب الفشل المدرسي هيأسباب مركبة ومتداخلة، وأن أي تشخيص وعلاج أحادي وتجزيئي لها ـ كما يقع غالبا فيمنظومتنا التربوية ـ يبقى بدون جدوى، ولا يعطي النتائج الايجابية المرجوة · هنا،سنحاول تشخيص بعض المتغيرات/الأسباب التي تغذي ظاهرة الفشل المدرسي في مدرستناالمغربية، وذلك من خلال مقاربة سوسيو ـ تربوية ونفسية ما أمكن، لأهمالمتغيرات/العناصر التي تفتعل وتتفاعل في المنظومة المدرسية: المتعلم، المدرس،الجهاز الإداري والتربوي، الفضاءات والخدمات المدرسية، الأسرة، المجتمع.. فمن بينأهم العوامل التي تساهم في الفشل الدراسي لدى المتعلم/ة: الصعوبات النمائيةوالفزيولوجية (المخلفات السلبية للمراحل النمائية السابقة، عدم فعالية واكتساب بعضالقدرات العقلية، الفقر الغذائي، بعض المشاكل الصحية، العوائق الاجتماعيةوالثقافية للأسرة، الأمية، الفقر، اللاتوازن الأسري، عدم وجود الجو المنزلي المناسبللعمل الدراسي، صعوبات بيداغوجية وديداكتيكية، كثرة المواد واللغات الدراسية، عدمكفاية الغلاف الزمني للمواد، غياب التواصل الديداكتيكي الفعال مع المدرس...).
     
    كمانجد عدة عوامل سلبية لدى المدرس/ة تنعكس سلبا على فعاليته، وبالتالي تساهم في الفشلالدراسي، منها: غياب الاستقرار الاجتماعي (هزالة الأجرة أمام التصاعد الصاروخيللأسعار ومتطلبات الحياة، الانفصال الأسري، المعاناة اليومية مع النقل، غياب جلالخدمات الاجتماعية والثقافية والترفيهية، خصوصا لدى العاملين في المجال القروي،شبه غياب لشروط العمل المهنية المريحة والحديثة، عدم تعميم الوسائط والوسائلالديداكتيكية الحديثة والكافية، الاكتظاظ والأقسام المشتركة التي أصبحت قاعدةلتغطية الخصاص والتقليص المستمر للمناصب المالية، كثرة المواد وساعات العمل،التواصل الإداري والعمودي وغير الديمقراطي أحيانا، غياب الكفاءة والفعاليةالبيداغوجية المرجوة، ويزداد هذا العامل سلبية أكثر مع الغياب الشبه التام للتكوينالمستمر الذي يجب أن يصاحب المستجدات التربوية والإصلاحية الحديثة). هذا، بالإضافةإلى معاناة جل المدرسين والمؤطرين مع ضبابية وسرعة الإصلاح الجديد للبرامج والمناهجوالكتب المعتمد على مقاربة بيداغوجيا الكفايات.
     
    كما نلاحظ شبه غياب أو عدم كفايةوجودة أشكال الدعم المدرسية النفسية والاجتماعية والثقافية، حيث تقتصر فقط علىالدعم المعرفي لوحده لمعالجة التعثرات الدراسية والفشل المدرسي للتلميذ. كما لاتهتم بالدعم البيداغوجي للمدرسين وبتشخيص أسباب التعثرات في الطرق والمناهجوالبرامج والكتب المدرسية· ويمكن أن نضيف تراجع الدور التربوي للأسرة في الدعمالمنزلي والتتبع المدرسي لأبنائها، ووجود قطيعة تربوية وتواصلية بين المدرسةوالأسرة· ونظن أن اكبر مشكل يهدد نجاعة المدرسة، ويذكي الفشل والهدر المدرسيين، هوتراجع صورة ووظيفة المدرسة، سواء لدى المتعلمين أو الأسر على السواء، حيث تواجهكدائما تساؤلاتهم الاستنكارية حول جدوى الدراسة إذا كان المصير هو البطالة، وبالتاليهدر الوقت والمال هباء؟!
     
    وفي الأخير، نظن بأن القضاء على ظاهرة الفشل المدرسيوتراجع المستوى الدراسي للمتعلمين، هي مهمة معقدة ومركبة، ولكنها ليست مستحيلة، إذاوجدت الإرادات المواطنة الحقيقية والمخلصة، لكل الشركاء والفاعلين التربويين، وعلىرأسهم الدولة التي هي المسؤول الأول عن توفير المناخ المادي والاجتماعي والتربويالمناسب للرفع الحقيقي لتحدي جعل التربية والتكوين ثاني أولوية وطنية بعد الوحدةالترابية، ورهانات التعميم والجودة والتحديث.. ورغم ما نسجله من مجهودات رسمية فيهذا المجال، فإنه يجب الرفع من وتيرة التعبئة المجتمعية والرسمية الحقيقية لإعادةالفعالية المرجوة للمدرسة، والثقة في جدية وأهمية الوظيفة المجتمعية للمدرسة فيالرقي المعرفي والاجتماعي والاقتصادي والحضاري بالأفراد وبالمجتمع على السواء.
    كلمات مفتاحية  :
    الفشل المدرسي اسبابه

    تعليقات الزوار ()