بتـــــاريخ : 9/21/2008 11:41:04 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 933 0


    لماذا نعيش

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أ.أحمد صلاح | المصدر : www.yanabeea.net

    كلمات مفتاحية  :
    الحياهنعيش الزواج الموت الواقع

     

    يشغل ذهن الإنسان عموماً والطالب خصوصاً مجموعة من الأسئلة والتي يمكن أن نطلق عليها ( الأسئلة الصعبة ) في حياة الإنسان مثل ، ما الفائدة من التعليم إذا كان هناك وسائل أخرى لكسب الرزق أفضل ، وماهى الكلية التي سأدخلها ، وهل علاقة الفتى بالفتاة حلال أم حرام ، وكيف أواجه معيشة الحياة الصعبة في ظل أزمة السكن والغلاء الفاحش للأسعار ومشكلة البطالة .

     

        أسئلة كثيرة وصعبة ولكن العامل المشترك فيها أنك آجلاً أو عاجلاً ستجيب عليها بنفسك مع مرور الزمن وتتابع الأحداث ، وتغير المواقف وأن الإجابة ستصلك بطريقة أو بأخرى لأنك ستمر بها حتماً كل حسب ظروفه .

     

        إلا أن السؤال الذى يمكن أن نصفه بأنه الأصعب على الإطلاق وهو السؤال الوحيد الذي تمر بجزء من إجابته في حياتك فقط بينما يتبقى الجزء الآخر من الإجابة بعد مماتك .. هو ..

     

        لماذا أعيش ؟

     

        وما الهدف من الحياة ؟

     

       ولماذا خلقت من الأساس ؟ وهل المعقول أنني خلقت كي أتعلم ، وأتخرج ، وأعمل ، وأتزوج ، وأنجب ثم أموت .

     

        ولن نقول أن هذا السؤال يلح على الإنسان في حياته إلحاحاً يؤرقه ويزعجه ويجعله يبحث عن الإجابة ، فلا يفعل ذلك إلا ندرة من البشر الذين لا يستسلمون للواقع ويشغلون ذهنهم بالبحث والتفكير للوصول إلى حقائق الحياة .

     

        إلا أن مثل هذا السؤال يمر على الذهن حتماً في وقت من الأوقات ..

     

        والمعظم الأعم من البشر يتجاهلون البحث عن الإجابة بالتفكير أو حتى السؤال . ويستسلمون للتعامل مع واقع الحياة كما رأوها ورآهم من قبلهم و يبدأون في التفكير في أسباب محمسة للحياة .

     

        وابتكار هدف يسعى كل فرد إلى تحقيقه .

     

        وليس صحيحاً أن هناك إنسان بلا هدف ، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش اللحظة القادمة إلا إذا كان هناك ما يدعوه لكي يعيش هذه اللحظة ، وفقدان الهدف يعنى فقدان الأمل وهو ما يعنى اليأس الذي يؤدى إلى الاكتئاب الشديد أو الانتحار في بعض الأحيان .

     

        ولذلك فإن البحث عن هدف للحياة ضرورة حتمية لكل فرد .

     

    كيف يضع الطلبة أهدافهم ؟

     

        يضع الطالب أهدافه في الحياة كالآتي :

     

    1.       الطالب المتفوق علمياً غير الملتزم دينياً يضع هدفه دخول إحدى كليات القمة كالطب أو الهندسة ، وربما يفكر في التفوق داخل الكلية نفسها ليصبح معيداً أو حاصلاً على شهادة الدكتوراه . وهذا الهدف يؤدى به بالتبعية لكي يضع هدف الشهرة في حسبانه كعالم شهير مثل أحمد زويل أو مجدى يعقوب أو يحلم بصوره في الجرائد أو في برامج التليفزيون . وربما يتوقف هدفه عند حلم التفوق العلمي والبحث عن عمل يتناسب مع مكانته العلمية ويحقق له دخلاً مناسباً لاستمرار حياته بعد الزواج .

     

    2.       الطالب المتوسط علمياً غير الملتزم دينياً ، يعتبر الانتهاء من عملية التعليم هدفاً في حد ذاته قيماً . ليبدأ بعدها حياته العادية في البحث عن عمل مناسب ليتزوج ويعيش حياة مستقرة هادئة بين زوجته وأولاده من ناحية وأصدقائه خارج البيت من ناحية أخرى .

     

    3.       الطالب الضعيف علمياً ، ودينياً ، يجعل هدفه في الحياة اللاهدف فكل طلبه من الحياة هو المتعة بكل أنواعها يتساوى في ذلك المتعة الحلال والحرام لديه وهى تعتبر إشعالها بين إهمال المذاكرة والشغب داخل الحصص المدرسية ثم معاكسة الفتيات في الخارج وإقامة علاقات عاطفية ومتابعة مباريات كرة القدم بشغف وبتعصب والاهتمام بها اهتماماً مبالغاً فيه والرغبة في الحصول على المال لإنفاقها على متعه الشخصية ، وهى طائفة تخرج للمجتمع لتفسده أخلاقياً وتدمره دينياً .

     

    4.       الطالب الضعيف علمياً والملتزم دينياً إلى حد ما ، يشترك مع الصنف الثالث في رغبته في الراحة والمتعة ولكن بعيداً عن المحرمات .

     

    5.       الطالب المتفوق علمياً والملتزم دينياً ، يتفق مع الصنف الأول في الرغبة الأولى بينما يضع رغبته الثانية الفوز بالجنة .

     

    إلا أن هذه الأصناف الست يوجد حالات قليلة أو ربما نادرة نجملها فيما يلى :

     

    1.       الطالب الذي يضع هدفاً له أن يكون ممثلاً شهيراً أو لاعب كرة أو ضابط طيران أو شرطة .. هي في الأغلب الأعم ليست أهدافاً حقيقية ، إنما يمكن إدراجها تحت بند أحلام اليقظة التي كثيراً ما تحدث نتيجة عملي المراهقة التي يمر بها الطالب في هذه المرحلة ، ومع ذلك فإننا لا ننكر أنها قد تكون أهدافاً ويمكن تحقيقها في بعض الحالات .

     

    2.       من الحالات النادرة جداً أن يضع طالب ما هدفه الأول إرضاء الله والفوز بالجنة وجعل كل ما في حياته في خدمة هذا الهدف وهو نموذج موجود بالفعل ولكن كما قلنا نادر الوجود .

     

    كيف حدد الإسلام هدف المسلم من الحياة :

     

        يقول الله عز وجل في سورة الملك { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (الملك:2)    ويقول عز من قائل { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162)  }   ويقول تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30) }   ويقول تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56) }

     

    من هذه الآيات نستطيع أن نحدد الهدف من الحياة كالآتي :

     

    1.       أن الله خلق الإنسان لعبادته .

     

    2.       أن الله خلق البشر ليختبر أعمالهم في الدنيا ويجازيهم عليها في الآخرة .

     

    3.       أن الله يريد من الإنسان أن تكون صلاته وعبادته وحياته ومماته لله وحده .

     

    4.       أن الله يريد من الإنسان أن يكون خليفته في الأرض ، فينفذ أوامره أولاً ، ويطمئن أن البشر من حوله ينفذوها ثانياً .

     

    وهناك يقفز السؤال المباشر ..

     

    وهل يريد الله منا أن نجلس في المساجد نتعبد ونصلى ونقرأ القرآن ولا نتعلم ونترك أشغالنا وأعمالنا ونهجر الحياة .

     

        وهذا خطأ جسيم يقع فيه المسلمون في فهم دينهم .

     

    1-      الخطأ الأول في مفهوم معنى العبادة

     

    فالشائع أن العبادة هى إقامة الصلاة والصيام وقراءة القرآن والاعتكاف في المسجد ......إلخ

     

        وما عدا ذلك فهو من أمور الدنيا التى ليس لها علاقة بالله .

     

    والصحيح أن الصلاة والصيام وغيرهما .. يطلق عليها ( عبادات ) والعبادات هى جزء من العبادة أما العبادة فهى ( كل عمل يرجى به التقرب إلى الله ) .

     

    -        فالمذاكرة إذا بغى بها وجه الله فهى عبادة .

     

    -        والرياضة إذا بغى بها وجه الله فهى عبادة .

     

    -        وبر الوالدين وزيارة الأقارب والأصدقاء إذا بغى بها وجه الله فهى عبادة .

     

    -        وأوقات المرح إذا بغى بها وجه الله فهى عبادة .

     

    -        والنوم والطعام والشراب إذا بغى بها وجه الله فهى عبادة .

     

    وأى عمل تقوم به ويمكن أن تقوم به إذا كانت نيتك فيه إرضاء الله ونيل ثوابه فهى عبادة .

     

       إذن العبادة ليست في المسجد فقط وإنما عبادة الله تكون في كل مكان وفي أى وقت طالما أن المقصود بها وجه الله عز وجل .

     

    2-      الخطأ الثانى الذى يقع فيه المسلمون اعتقادهم الشديد الخطورة أن الدين الإسلامى ليس له دخل بشئون الحياة اليومية ، وأنه منعزل عن حياتنا فلا ينبغى أن نتحدث فيه ونحن في النادى أو في المدرسة أو في الشارع اعتقاداً منا أنه لا ينظم حياتنا ولا يهيمن عليها وليس به قواعد وقوانين خاصة بهذه الشئون في حياتنا .

     

    والصحيح .. أن الإسلام لم يترك صغيرة ولا كبيرة في شئون الإنسان وفي شأن الدنيا والآخرة وفي كل عصر من كل العصور مهما طال الزمن وامتد ولكل البشر عربياً كان أم أجنبياً ، إلا ذكرها بتفصيل دقيق ليس فيه ثغرة ولا شك . ولم يترك إلا أموراً ترك الإنسان حر التفكير والتصرف فيها بناء على قواعد ثابتة وصفها ولا حياد عنها .

     

        فالإسلام دين شامل شمل جميع جوانب الحياة من سياسة واقتصاد وعلاقات اجتماعية ورياضة وفن وثقافة وتعليم وأدب وذوق .

     

    ولأن يسأل سائل ..

     

        ما هى تلك النية التى تحول أعمالنا اليوم إلى عبادة مثل المذاكرة والنوم والرياضة والطعام والشراب ... إلخ .

     

        وربما تتعدد النوايا الحسنة في عمل واحد إلا أننا نقترح النوايا الآتية :

     

    1.       المذاكرة :

     

     1 – تنفيذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " .

     

     2- الفوز بالجنة لقوله صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهل الله له طريقاً إلى الجنة "

     

     3 – خدمة المسلمين ونفع الغير – فكلما كان المسلم متفوقاً في دراسته . كلما كان متمكناً من عمله بعد التخرج سواء في الهندسة أو الطب أو التدريس أو تعلم حرفة كالسباكة والكهرباء ... إلخ . كلما كان نافعاً لغيره من المسلمين ف شئون حياتهم وكلما كان بليداً مهملاً في دراسته كلمافي تخصصه لا ينفع الآخرين بل يضرهم .                                                         4 – تحسين صورة الإسلام في وجوه زملائك ، الذين ينظرون إلى المتدينين دائماً نظرة تخلف ودروشة وجهل .

     

    2.       الطعام والشراب : التقوى على عبادة الله ، لأن العبادة من صلاة وصيام وباقى أعمال اليوم من مذاكرة وخدمة المنزل .. إلخ تحتاج إلى بدن قوى يتحمل المشقة .

     

    3.       النوم : أخذ قسط من الراحة لصلاة الفجر أو صلاة القيام أو القيام بواجبات اليوم التالى في سبيل الله .

     

    4.       لعب الكرة : تقوية البدن استجابة لحديث النبى صلى الله عليه وسلم " المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " .

     

    5.       المرح مع الأصدقاء : التسرية عن النفس لتنشيطها للقيام بالواجبات المكلف بها من قبل الله عز وجل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ساعة وساعة   " وليس المقصود هنا ساعة حلال وساعة حرام ، إنما المقصود وقت للجد ووقت للترويح .

     

    وهكذا باقى أعمال اليوم .. يسبقها نية حسنة ، فتتحول إلى عبادة .

     

            الإخلاص في النية لا يأتى من أول يوم ولا أول شهر ، إنما يأتى بالتدريب النفسى عليها حتى يتحقق الإخلاص ( راجع درس النية ) .

     

            إن رؤية الطريق الصحيح - طريق الله – لهو هداية لا يعطيها الله إلا لمن بحث عنها ورغب فيها وبات يحلم بالجنة والنعيم ولكنه حلم المستيقظ الواعى الذى يعرف أن لكل شئ ثمن ، فكما أن للتفوق ثمن ، والثراء والغنى ثمن ، فإن للجنة وهى أعظم من الدنيا ملايين المرات – لتحتاج إلى ثمن وجهد ومشقة .

            فاعرف طريقك أخى الطالب .. واعرف لماذا خلقت ولماذا تحيا وعلى أى شئ تموت .


    كلمات مفتاحية  :
    الحياهنعيش الزواج الموت الواقع

    تعليقات الزوار ()