متى تطالع وأين؟ قواعد عملية مفيدة للبدء بالمطالعة
أوقات المطالعة:
من الممكن أنك ظننت عندما طالعك عنوان (أوقات المطالعة) أنني سأقوم بتحديد أوقات محددة تتقيد بها عندما ترغب في مطالعة كتاب ما، لكن في الحقيقة إن ما سأقدمه لك بالدرجة الأولى، هو بعض المعايير التي تساعدك في تحديد الأوقات المناسبة بحسب الظروف والأجواء المحيطة بك.
وسأعرض عليك الأوقات المفيدة للمطالعة التي حددت من خلال التجربة إلا أنها أوقات عامة لا تراعي وتناسب كافة الظروف.
المعيار الأول:
هو معيار أساسي يتلخص في أن يكون الذهن وخاطر الشخص الذي يريد أن يطالع خالياً من أي تشويش فكري أو علمي.
فمن غير المفيد أن تطالع مباشرة بعد الانتهاء من مناقشات ومباحثات علمية بعيدة عن الموضوع الذي تود قراءته، أو بعد أن تكون حضرت ثلاث أو أربع دروس متتالية، لأن في هذه الحالة يكون الذهن متعباً ومشوشاً بكثير من الأفكار والمواضيع.
المعيار الثاني:
يتلخص في أن لا تكون متعباً من الناحية الجسدية بحيث تشعر أنك بحاجة للنوم أو الاستلقاء على الفراش، لأنه في هذه الحالة لن يكون تركيزك مئة بالمئة في ما تطالع.
الأوقات العامة:
إليك هذه الأوقات العامة للمطالعة التي حددت بناء على التجربة:
1 ـ الساعة الأخيرة من النهار والتي تمتد تقريباً في فصل الصيف من الساعة الثالثة إلى السابعة مساء، وفي فصل الشتاء من الثانية حتى الخامسة.
2 ـ ساعات الليل التي تسبق السحر والتي تمتد تقريباً من بعد العشاء إلى منتصف الليل.
مكان المطالعة:
ما هو أفضل مكان للمطالعة؟
قد يجيب البعض بأنه المكان الذي جُهِّز وأعدّ بشكل مناسب لأجل ذلك، وعادة ما يكون المكتبة العامة أو الغرفة المخصصة للدرس في المنزل.
هذا صحيح لكن لا ينبغي أن تتحول هذه القناعة إلى حجة تمنعك من المطالعة في الأماكن الأخرى، وهنا ننصحك أن تصطحب معك كتابك من فترة إلى أخرى وتطالع خارج الغرفة أو المكان الذي اعتدت على القراءة فيه، كأن تذهب مثلاً إلى قرب شاطئ البحر أو إلى الطبيعة أو حتى إلى الحديقة.
- وإذا كنت تريد أن تطالع موضوعاً مهماً وحساساً وتريد أن يبقى في ذاكرتك لمدة طويلة ينصح أحد المتخصصين في عالم ترويج وتطوير عملية المطالعة باختيار مكان تكون ظروفه وأجواؤه مذكرة بالشيء الذي طالعته، ويقترح كمثال على ذلك الخروج في ليلة ماطرة حاملاً مظلتك وبيدك مصباح قوي، مختاراً مكاناً معيناً تطالع فيه لفترة قصيرة، ويعلل اقتراحه هذا بأن ما يُقرأ في هذا الجو يرتبط بشكل وثيق به، بحيث عندما تتذكر ذلك الجو الماطر مثلاً ينتقل ذهنك مباشرة ليتذكر ما قرأه حينها.
- عليك أيضاً اجتناب الأماكن التي يوجد فيها صوت موسيقى صاخبة أو كل صوت يدفعك إلى الإنصات إليه بحيث تجد نفسك تنساق معه شيئاً فشيئاً، فإن كل ذلك يشتت قدرتك على التركيز.
- حاول قدر الإمكان أن لا تجلس في الغرف التي اعتدت على أخذ الراحة فيها أو الأكل أو مشاهدة التلفاز، فهذه الغرف تدعوك لأخذ قسط إضافي من الراحة أو اللهو..
- ينبغي عليك أن تسمح للهواء بالدخول إلى الغرفة التي تطالع فيها، لأن توجه الحواس يرتبط إلى حد كبير بالوضعية الجسدية والروحية للإنسان.
لذا فالغرفة التي لا توجد فيها الكمية اللازمة من الأوكسجين تقلل من الاستعداد الجسدي، وقد ثبت بالتجربة أن غرفة المطالعة ينبغي أن لا تكون فيها نسبة الرطوبة أعلى من 50 بالمائة.
- حاول أن تكون الغرفة التي تطالع فيها ذات إضاءة مناسبة تساعدك على زيادة مدة القراءة، فالإضاءة الخفيفة تجهد عينيك عند تقصي الكلمات، كما أن الضوء الوهاج يؤدي إلى النتيجة نفسها، فضلاً عن أنه يؤدي إلى حالات صداع، ويحسن أن تجعل النور عن يسارك وإلى الخلف.
- من المفيد أن تجلس وفي مقابلك نافذة أو إلى جانبك باب وذلك لتريح نظرك من فترة إلى أخرى بالنظر إلى مجالس أوسع.
قواعد علمية مفيدة للبدء بالمطالعة:
1 ـ من المفترض أن يكون وجه الطاولة غير عاكس للضوء وإذا كان كذلك حاول وضع قطعة قماش داكنة اللون أو أي شيء آخر يمنع انعكاس الضوء لأن ذلك يؤدي إلى تمركزه في عين المطالع ويسبب بالتالي التعب المبكر.
2 ـ عند جلوسك للمطالعة إبدأ بالقراءة مباشرة من دون أن تشغل نظرك بالنظر إلى هذا الشيء أو ذاك، لأنه عند شروعك في عملية المطالعة تتوجه الحواس بشكل سريع إلى ما هو موجود بين يديك، على عكس ما إذا نظرت إلى هذا الجانب أو ذاك الجانب، عندها لن تتوجه حواسك بشكل تام إلى ما تقرأه بسبب انشغال الخيال بما انطبع فيه من صور أخرى مختلفة.
3 ـ قبل البدء بالمطالعة هيِّئ ما يمكن أن تحتاجه لقراءة الكتاب الذي بين يديك، من قبيل قاموس لغة، دفتر ملاحظات، قلم لوضع الإشارة على الأمور المهمة أو غير المفهومة، لأن كثرة القيام أثناء المطالعة تؤدي إلى تشتت الذهن ونسيان الفكرة التي كنت تقرأها.
4 ـ من العوامل التي تساعدك على توجه الحواس بشكل جيد أثناء المطالعة هي القراءة جلوساً، فكلما قلّت الحركة ازدادت الحواس توجهاً، ومن الخطأ أن تقرأ وأنت في حالة حركة؛ وحسب آراء الأطباء فإن ذلك يؤذي العين كثيراً.
5 ـ إن تناول الطعام الثقيل على المعدة يسبب تدفق الدم إليها بشكل كبير مما يؤدي إلى تقليل كمية الدم التي تصل إلى الدماغ وبقية أعضاء الجسد، وهذا الأمر يجعل جسدك يميل لأخذ قسط من الراحة، ويضعف استعدادك الذهني عن قراءة أي نوع من الكتب.
6 ـ إن الارتخاء على الكرسي أثناء المطالعة أو اختيار الاستلقاء على الفراش يمنعك من تحقيق مطالعة جدية، نعم ينبغي أن تكون مرتاحاً في وضعية جلوسك لكن لا إلى مستوى تفقد معه القدرة المطلوبة للاستمرار في المطالعة المفيدة.
7 ـ في فصل الصيف، لا تضع المروحة في مقابلك أو قربك وذلك لأنها تجهد العينين وتؤذيهما وكذلك الأمر بالنسبة إلى المكيف.
8 ـ لا تبعد الصفحة إلى امتداد ذراعيك، ولا تجعلها تحت أنفك، بل ينبغي أن تكون المسافة الفاصلة بينك وبين الكتاب من 30 إلى 40 سنتيمتر.
انتبه:
عندما تود شراء كتاب لا تأخذ رأي كل شخص:
ـ بل اقتصر بذلك على الأشخاص المختصين والبعيدين عن الأغراض التجارية والنفسية.
ـ قبل شرائك لأي كتاب طالع فهرسه وحياة مؤلفه إن وُجِدَت، ولا تكتفي فقط بعنوانه، فهناك الكثير من العناوين البراقة والجذابة التي من الممكن أن تجذبك، وهنا لا يصح العمل وفق المثل القائل (المكتوب يعرف من عنوانه).