باستخدام الفن الإسلامي ، تلك الثروة المهدرة والتي تعرّض لها غير ما واحد من الدعاة, من مثل الشيخ والأستاذ محمد أحمد الراشد في مجلة المنار( عدد 60 إلى 62 ) يمكن لنا نشر القيم والأخلاق والمفاهيم الإسلامية ، وما يتعلق بالحضارة الإسلامية وتاريخها ، وما إلى ذلك من قضايانا المعاصرة, بطرق متعددة منها :
صبغ منتجاتنا التي غالباً ما يستعملها الناس في حياتهم اليومية مثل علب المناديل ، أدوات طاولة الطعام , الملابس , أغلفة الدفاتر الدراسية...الخ بصبغة إسلامية , أي إعطاء كل منتج هوية عربية إسلامية .
مثال: يتواجد في السوق مناديل مثل كلينكس , فاين , فلورا , زينه .. الخ من المسميّات التي قد لا تعني شيئا للمستهلك.
لكن ما ذا لو أقنعنا التجار والمصانع المحلية بإنتاج علب مناديل تأخذ أحد الأسماء التالية:
مناديل الأسلمة , مناديل بنك التنمية , مناديل الاقتصاد الإسلامي , مناديل الابتسامة , مناديل عالمي الممتع , مناديا الفجر , مناديل فلسطين , مناديل صلاح الدين (أي شخصية تاريخية إسلامية), مناديل الكرم , مناديل العفة , مناديل الخشوع , مناديل التنمية , مناديل موهبة , مناديل أفغانستان , مناديل التقنية الإسلامية , مناديل الطفل , مناديل الجمعة , مناديل العيدين , مناديل الأم , مناديل الأقصى , مناديل الشيشان , مناديل بغداد , مناديل النفط , مناديل الطاقة , مناديل الحور العين , مناديل القبر , مناديل الموت , مناديل الربا , مناديل الشجاعة , مناديل الإصلاح , مناديل الندوة , مناديل الحرمين , مناديل الرابطة , مناديل المجد , مناديل كشمير , مناديل الإسعافات الأولية , مناديل الزوجين , مناديل الصلاة , مناديل الزكاة , مناديل الطالب , مناديل العريسين , مناديل الدعوة , مناديل (اسم لمجلة إسلامية) , مناديل حطين (أي موقعة تاريخية من تاريخ المسلمين) , مناديل البناء , مناديل الحوار , مناديل الأسنان , مناديل المسجد , مناديل الأناقة , مناديل الوالدين , مناديل البحر الأحمر , مناديل الجاليات , مناديل عمرو خالد , مناديل ابن باز , مناديل (عالم معاصر ما) , مناديل الإدارة في الإسلام , مناديل الحليب , مناديل (خُلق من أخلاق الإسلام) , مناديل العائلة الممتدة , مناديل (اسم لأي مشروع خيري)...... الخ
وعلي غلاف العلبة, باستخدام الفن الإسلامي , يمكن وضع الصور الهادفة التي تتعلق بهذا المسمى ، وكذلك نبذه هادفة عن هذا المسمى في جوانب العلبة وعلى قاعدتها , مع محاولة عدم ذكر آيات أو اسم الجلالة أو محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى لو امتهنت فلا ضير .
يمكن تعميم الفكرة على جميع منتجاتنا التي يتداولها الناس بشكل يومي , مثل أغلفة البطاطس الناشفة , وعلب العصيرات , و صحون الوجبات الغذائية , وملابس الأطفال ، وستائر المنازل , وغيرها مما يناسب هذه العملية .
بهذا ندفع الناس عندما تزوغ أبصارهم هنا وهناك إلى أن تقع على شيئا نافعاً معلماً تربوياً .
أما فيما يتعلق بألعاب الأطفال الناطقة ،فيمكن لتجارنا الأعزاء الذين يحبون أمتهم ومجتمعاتها أن يتعاقدوا مع الشركات ألمصنعه لهذه الألعاب على صناعة هذا النوع من الألعاب الذي يحمل جملا موجهه لطفل. مثل: الصلاة الصلاة, لا ترفع صوتك على والديك, أختك تحبك فأحببها, ثيابك ثيابك لا توسخها, اغسل يديك قبل الطعام, فرش أسنانك قبل النوم وبعده , أكيد أنت تعرف الفاتحة , دروسك دروسك , اترك غرفتك نظيفة...الخ من الجمل التي نرغب زراعتها في أطفالنا ؛ لنجني منها الثمار اليانعة .
ويمكن للمسئولين أن يضعوا هذه الشروط على المنتجين والمستوردين للبضائع من خارج الديار , كمواصفات ومقاييس تربوية , على غرار المواصفات والمقاييس المادية .
وهذه العملية تتواكب مع عدة استراتجيات في التعليم :
1-التعليم التعاوني
ففي هذه العملية تعاون بين المنتج والتربوي لتربية وتعليم المستهلك .
2-التعليم المستمر
فهذه السلع التعليمية مصاحبة للمستهلك بشكل شبه مستمر .
3-التعليم للجميع
فهذا النوع من التعليم يمس جميع طبقات المجتمع صغيرهم وكبيرهم , غنيهم وفقير هم , عالمهم وجاهلهم , ذكورهم وإناثهم , أبيضهم وأسمرهم وأسودهم .
4-البذور التعليمية
حيث أن هذا الغرس ترجي ثماره في المستقبل القريب , كما هي الحال مع الفلاح عندما يرمي البذور في حقله .
5- الصحبة
أن هذه السلع تتميز بالصحبة لمقتنيها "وخير جليس في الزمان كتاب" , فمعظم السلع جليس للناس , فإن كانت تحمل جملاً وصوراً موجهة نافعة كانت جليس صالح صامت , وان كانت غير ذلك فقد تكون جليس سوء. لذا فأنا اعتقد انه قد ينطبق عليها حديث " الجليس السوء والجليس الصالح " .
هناك عدة خطوات لتيسير هذه العملية وتدشينها في مجتمعاتنا :
1-نسخ هذه الفكرة ثم إرسالها للفاكسات والعناوين الإلكترونية الموجودة على المنتجات التي تقع في أيدينا , فكل منتج يتداوله الناس مكتوب عليه عنوان المنتج أو المصنع . كما يمكن إرسالها كمشاركة في أي برنامج إذاعي أو تلفزيوني تربوي .
2-مخاطبة المسئولين في هيئة الموصفات والمقاييس , ودفعهم إلى تبني هذه الفكرة. أي إضافة شرط على الإنتاج أو الاستيراد , بحيث لا يستورد إلا ما يتوافق مع معطيات حضارتنا الإسلامية وعقيدتها الربانية .
وبشكل أوضح إضافة هذه الفكرة كمواصفات ومقاييس تربوية , على غرار المواصفات والمقاييس المادية .
3-الدفع بهذه الفكرة إلى جميع المواقع في الشبكة التي نزورها .
4-يمكن للفنانات التشكيليات والفنانون التشكيليون المساهمة بعمل كتلوجات لأنواع من السلع المختلفة وقد رصعن بفكرة منتجاتنا ودورها التربوي . لكي ترسل هذه الكتلوجات إلى أصحاب المصانع وعلى ضوئها يصممون للمجتمع المنتجات التربوية .
مثال (1) : مناديل الأسنان
يمكن قص ورق مقوي على شكل علبة مناديل ثم نضع في جوانب العلبة أسنان لامعة وبجانبها فرشة ومعجون وسواك , وفي الجانب الأخر أسنان مسوسة وبجانبها كاكاو, وحلويات..الخ وفي قاع العلبة يكتب نبذه عن الاعتناء بالأسنان , متي نراجع الطبيب , متي نفرش أسناننا , إحصائيات عن تسوس الأسنان في البيئة من حولنا وفي البيئات الأخرى .. نبذه عن شجر السواك وأين يتواجد , ماذا يقول الطب الحديث عن السواك وشجرته ..
مثال (2): مناديل عالِم ما
يمكن ترصيع جوانب العلبة بصور لأغلفة بعض الكتيبات التي ألّفها , أسعارها. وفي قاع العلبة يمكن ذكر مختصر لحياة تلك الشخصية وما هو برنامجه اليومي منذ الصباح الباكر وحتى خلوده إلى النوم .
مثال (3): مناديل ( اسم لأي مشروع خيري)
يمكن استثمار جوانب العلبة وقاعدتها بوضع صور عن المشروع , موقعه , جملا تحث على التبرع لهذا المشروع , رقم حساب هذا المشروع في المصرف, بعض مقولات العلماء عن هذا المشروع, نبذه بسيطة عن القائمين على هذا المشروع .
5-يمكن لأي موقع فنان تشكيلي أن يخصص ركنا من موقعه لصور منتجات وقد صبغت بصباغات تربوية تعليمية ؛ ليستفيد من ذلك أصحاب الإنتاج ولنكون مساهمين بفنوننا التشكيلية في بناء مجتمعاتنا وحراستها من كل دخيل عليها .
6-يمكن لأساتذة التربية الفنية في مدارسنا شرح هذه الفكرة لتلاميذهم والدفع بهم لربط بين السلع وبين التربية والتعليم, برسوماتهم الفنية على صور سلع متنوعة