تزودنا أول دراسة واسعة النطاق، على بروتينات أدمغة القرود المدمنة على الكوكايين، بمعلومات جديدة عن الطريقة التي تتغير من خلالها نوعية ونشاطات بروتينات مختلفة، بسبب الاستهلاك الطويل المدى لمادة الكوكايين، مما يؤثر مباشرة على وظائف الدماغ. ومن اللافت أن عدد هذه التغييرات أكبر بكثير مما توقعه الباحثون في السابق. مع ذلك، تستطيع هذه التغييرات، التي تدوم طويلاً، عرض تفسير بيولوجي مرتبط بصعوبة التخلص من الإدمان على هذه البودرة الساحرة. أجرى الدراسة مجموعة من الباحثين في كلية الطب في جامعة (Wake Forest University).
اختار الباحثون القرود كونها النموذج الحيواني الأمثل لدراسة ظاهرة الإدمان على الكوكايين. علماً أن القرود تتقاسم مع البشر جزءاً هاماً من الخصائص التشريحية والبيوكيميائية والسلوكية.
بفضل استعمال تقنية بروتيومية طليعية، تخول تحليل آلاف البروتينات آنياً، نجح الباحثون في مقارنة البروتيوم(مجموعة البروتينات المعبر عنها في لحظة معينة) التابع لمجموعة من القرود المدمنة على الكوكايين بآخر تابع لحيوانات لا تتعاطى هذه المادة المخدرة. ان التغييرات التي أصابت أدمغة القرود كانت عميقة كونها أصابت تركيبة الدماغ والنظام الأيضي وبنية الإشارات العصبية. ومن غير المرجح أن يختفي هذا النوع من التغييرات بسهولة، بعد التوقف عن استهلاك الكوكايين ما يعني أن الضرر سيحمله المدمن معه طيلة حياته. علاوة على ذلك، ينبغي على مشاريع تطوير العلاجات والأدوية تسليط الضوء على آليات الدماغ التي تنتج الشعور بالنشاط والخفة المشتق من تعاطي الكوكايين.