السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إليكم إخواني الطيبين
هذه الدورة القيمة تحت عنوان
((لنتعلم...كيف نتكلم؟؟))
أتمنى أن تعم الفائدة والمنفعة إن شاء الله
لا تنسوني وصاحب الموضوع بالدعاء الصالح
الصمت الصمت!!!
فإنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت
وكلُّ لفظ يخرج من فمك ستجده في كتابك مسجلاً عليك ، يقول تعالى
{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } [ ق:18]
لهذا كان من الواجب عليك أن تتعلّم قول : لا أعــلــم فلا تتكلم فيما لا علم لك به
يقول سبحانه وتعالى :
{ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} [ الإسراء:26]
من هنا كان يلزمنا أن نتعرف على " فقه " بعض القواعد المهمة في هذا المجال
وقد وردت تلك القواعد في أحد مقالات الأستاذ ( أسامة علي متولي )
وهذا ما سنتاوله - بإذن الله - في مجمل هذه الدورة التي تتكون من 12 جزءا
وأتمنى أن تكون ذات نفع لكل من قرأها أو اطلع عليها
الجـــزء الأول :: قل خيرا أو اصمت ::
أولاً : قل خيراً أو اصمت
* ليس عيباً إذا سئلت عن شيء لا تعلمه أن تقول لا أدري
يقول ابن جماعة : " واعلم أن قول المسئول : لا أدري ، لا يضع من قدره كما يظن بعض الجهلة بل يرفعه ؛ لأنه دليل على عظم محله وقوة دينه وتقوى ربه وطهارة قلبه ، وكمال رفعته ، وحسن تثبيته " .
* غلّب الاستماع على القول ؛ فلك أذنان ولسان واحد ومع ذلك لا تستهن بقدر الكلام ؛ فهو بداية العمل ، ومن أهم وسائل الدعوة .
* أحسن الإنصات للآخر ، أعطه الفرصة لإبداء رأيه وإفراغ ما في نفسه كما كان من حديث النبي صلى الله عليه وسلم مع عتبة بن ربيعة ، قال صلى الله عليه وسلم له : " قل يا أبا الوليد اسمع " ولما انتهى عتبة من حديثه ، قال صلى الله عليه وسلم : " قد فرغت يا أبا الوليد " قال : نعم ! قال: " فاسمع مني ......"
* وإذا تكلمت فلا تتكلم إلا بالخير ادع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة اتل آيات القرآن سبح الرب الرحمن أكثر من الدعاء
{ قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم } [ الفرقان:77]
" لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل " رواه الترمذي وابن ماجه وقال الألباني : صحيح .
* ذكر الله في حديثك مع الناس ابدأ باسم الله ، ادع في ثنايا كلامك لمن يستمع لك : " بارك الله فيك .. جزاك الله خيراً .. حفظك الله ... "
* لا تبالغ في كلامك ، لا تتحدث بلا فائدة
{ والذين هم عن اللغو معرضون } [ المؤمنون:3]
{ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس }[ النساء: 114]
يقول ابن مسعود : " والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان" رواه الطبراني .
* لا تشارك في المنتديات التافهة والحوارات الجوفاء والجدل العقيم ؛ فوقتك الثمين لا يسمح لك بذلك ثم إن الجدال أحياناً لا يأتي بخير ، يقول ابن عباس : " ولا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليم يقليك ، وإن السفيه يؤذيك" رواه ابن أبي الدنيا ، يقلبك : يبغضك ، إلا إذا كانت هناك حاجة وفائدة له ، يقول – سبحانه – { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن }[ العنكبوت: 46]
*احرص على صحة كلامك :
- فلا تقل : مصادفة ، ولكن قل : قدر الله .
- لا تقل : لولا الله وفلان ، وقل لولا الله ثم فلان .
- لا تقل : لا حول الله ، وقل لا حول ولا قوة إلا بالله.
- وكن دقيقاً في كلامك ، ولتكن معلوماتك صحيحة واقعياً وتاريخياً .
- ولا تكن ممن يشارك في حوارات عابثة مع ملحدين أو جاهلين أو فسقه منحرفين
فتكون ممن : يغضب فيتلفظ بكلمات لا ينظر عقباها
جراحات الطعان لها التئـــــام ... ولا يلتأم ما جرح اللســــــان
قال صلى الله عليه وسلم " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" أخرجه البخاري في الأدب المفرد .
- وقد يتعصب المرء لرأيه فيتحدث عن مناظره متكبراً مغروراً بنفسه : " إنه جاهل .. سخيف .. متسرع .. فاسد النية.. عميل.. خبيث.. مبتدع.. فاسق.. ملعون.. ملحد.. كافر "
وربما يعمم في أحكامه تلك لتكون المصيبة أعظم فيسب أسرة عائلة .. قبيلة.. جماعة.. بلداً.. شعباً.. جنساً ..
- وقد يرتكب كبيرة بغيبة إنسان ، يأكل لحم أخيه ميتاً مع أن ربه نهاه { ولا يغتب بعضكم بعضا } [ الحجرات:12]
ويتتبع عورات المسلمين ليفضحه ربه ، ويمشي بين الناس بالنميمة .. فيوقع بينهم ويفرق بين قلوبهم ليعذب في قبره قبل عذاب يوم الدين ولتقف كل تلك الجموع الغفيرة التي سبها واغتابها ومشي بينها بالنميمة لتأخذ منه حقها من حسناته أو تضع عليه من سيئاتها ، فما مصير هذا التعيس؟؟؟
- وقد لا يكتفي بأف لوالديه ، بل إنه الزجر والنهر لهما ليخسر دنياه وآخرته مع أن الله – سبحانه – أمره { فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما } [ الإسراء:23]
بل نُهينا أن نكون مجرد سبب في سبهما
يقول صلى الله عليه وسلم : " إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والدية " قبل : يا رسول الله ! كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : " يسب ابا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه" متفق عليه
وتجد الرجل يكتب شعراً أو نثراً يتغزل بألفاظ فاحشة بذيئة فاضحة مخجلة مقتدياً بامرئ القيس حامل لواء أمثاله من الشعراء في النار ، يدعو إلى الفحشاء يثير الغرائز المحرمة
- وقد تجده يهجو مسلماً ويقذع في هجائه كما كان الحطيئة وضابئ ابن الحارث ، لقد سجن عمر الحطيئة لهجائه الزبرقان بن بدر :
دع المكارم لا ترحل لبغيتهــــا ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاســـي
- وقد يمدح فيبالغ كاذباً أو مشركاً : لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم مادحيه : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله " رواه البخاري .
وأمرنا صلى الله عليه وسلم أن نحثو في وجوه المداحين التراب [ في حديث لبي هريرة في الترمذي ] بل إن المبالغة في المدح تقلبه ذماً وقد فعل ذلك المتنبي عامداً في مدائحه لكافور الذي لم يحقق أحلامه ، يقول :
عدوك مذموم بكل لســـــــان ... ولو كان من أعدائك القمـــــــران
ويقول :
ولله سر في عـلاك وإنمـــــا ... كلام العدا ضرب من الهذيــــــان
دمتم في أمــــان الله
وإلى لقاء آخر....لا تنسوني من صالح دعواتكم