قد يعتقد بعضهم أن التدخين هو السبب الوحيد لسرطان الرئة، وأن الصداع قد يكون مؤشرًا على وجود أورام بالمخ، وزيادة الوزن لها علاقة مؤكدة بمشاكل التمثيل الغذائي، والتدليك قد يؤدي إلى انتشار الخلايا السرطانية، كما يعتقد بعضهم أن ارتداء النظارات يضعف القدرات البصرية، ولكن الخبيرة البريطانية أنجيلا ابستن لديها رأي مختلف في مثل هذه المعتقدات والأساطير الطبية، وهو الأمر الذي كان محور تقرير مفصّل لصحيفة الديلي ميل البريطانية حول خطأ بعض الأساطير والمعتقدات الطبية نستكمله في هذه الحلقة التي برهنت أن هذه المعتقدات والأساطير الطبية تنهار أمام الأبحاث العلمية.
أسطورة حول أن أرتداء النظارات يضعف من قدرتك على الرؤية
الحقيقة: كلما تقدمنا في السن، تتدهور تدريجيًا قدرتنا على الرؤية وهذا يفسر لماذا يبدأ العديد منا في إرتداء النظارات مع بداية الأربعينات من العمر، ويعتقد الناس أن إرتداء النظارات يجعل العين تحدق مما يسبب تدهورًا أكثر لها. ولكن هذا يعد تغييرًا للحقيقة كما يقول الدكتور روب هوغان رئيس كلية أخصائي البصر. فالحقيقة أنه عندما تخلع نظاراتك فإنك تشعر بأن قدرتك على الرؤية قد أصبحت سيئة. ولكن هذا عبارة عن انطباع نفسي، فالنظارات تحسن قدرتك على التركيز وعندما تخلعها فإنك تفقد القدرة على التركيز وهذا هو كل ما في الأمر.
أسطورة حول أن الصداع المستمر هو علامة على وجود ورم بالمخ
الحقيقة: إن الصداع وحده من النادر جدًا أن يكون علامة على وجود ورم بالمخ كما يقول جون وادلي مستشار جراحة الأعصاب بمستشفى لندن. قد تسبب أورام المخ صداعًا، ولكن عامة فهذا ليس هو العرض الوحيد لأورام المخ. ومن العلامات الأخرى لأورام المخ وجود مشكلات في الذاكرة وتغير في الشخصية أو الإضطراب. ولكن يجب عليك استشارة طبيبك إذا استمرت مشكلة الصداع المستمر.
أسطورة حول أن المساج (التدليك) يؤدي إلى إنتشار مرض السرطان
الحقيقة: لأن مرض السرطان ينتج عن انقسام غير مسيطر عليه في الخلية، فإن العديد من المرضى يخشون أن يؤدي التدليك أو حتى الضغط على الجلد إلى تشجيع الخلايا على الإنقسام. ويقول ليستر بار بأنه لا يوجد دليل على هذا كما أن هناك العديد من الدراسات التي تثبت أن التدليك يفيد المرضى من ناحية التخلص من القلق والتعامل مع أعراض المرض أو الأعراض الجانبية للعلاج.
أسطورة حول أن الوزن الزائد هو علامة على تعثر عملية التمثيل الغذائي
الحقيقة: لسوء الحظ فإن بطء التمثيل الغذائي ليس سببًا في زيادة الوزن. فكما يقول الدكتور ديفيد آشتون، بأن الأشخاص ذوي الأوزان الثقيلة لديهم سرعة في عملية التمثيل الغذائي. ويشرح ذلك بأنه كلما زاد وزن جسم الشخص كلما زاد معدل التمثيل الغذائي، وهذا يعني أنهم يحتاجون إلى استهلاك الكثير من السعرات الحرارية كل يوم من أجل البقاء على قيد الحياة. ويعتقد الناس أن أوزانهم زائدة بسبب تعثر وبطء عملية التمثيل الغذائي لديهم، والذي يعني أنهم يحرقون سعرات حرارية بشكل بطيء جدًا وليس أمامهم من حل لهذه المشكلة. ولكن الحقيقة هي أن الأشخاص ذوي الأوزان الثقيلة يحتاجون إلى سعرات حرارية أكثر من أجل الحفاظ على حياتهم. وعندما تفقد الوزن فهذا معناه أن عملية التمثيل الغذائي تصبح أقل سرعة.
أسطورة حول أن تغيير نظامك الغذائي من الممكن أن يقلل نسبة الكولسترول
الحقيقة: على الرغم من الوجبات المتوازنة جيدًا والمنخفضة الدهون والغنية بالفواكه والخضروات تعد هامة للصحة العامة، فإن تتبع مثل تلك الوجبات واستخدام المنتجات الغذائية المنخفضة الكولسترول مثل السمن النباتي تعد كافية بشكل نادر لتقليل الكولسترول المرتفع بشكل ملحوظ كما يقول الدكتور لوبو مستشار طب أوعية القلب. وفي حقيقة الأمر، فإن تخفيض الكولسترول بنسبة عشرة في المئة تعد أفضل نسبة يمكن تحقيقها. ويعد ارتفاع الكولسترول أمرًا وراثيًا، ولهذا فإن الجرعة الغذائية لن تؤدي إلى تقليله إلا بقدر ضئيل. إن هذه الحالة يمكن علاجها بنجاح بالأدوية . ولكن الدكتور لوبو يوضح أنه بمجرد انخفاض مستوى الكولسترول باستخدام الأدوية، فالحاجة تظهر إلى تناول الأغذية الصحية من أجل الحفاظ على انخفاض مستوى الكولسترول عند معدل مقبول. ولا يعد ارتفاع الكولسترول خطرًا في حد ذاته، ولكنه علامة على وجود حالات خطرة كامنة مثل ضغط الدم المرتفع والذي يفسر لماذا يجب فحص كولسترول الدم.
أسطورة حول أن سرطان الرئة هو مرض خاص بالمدخن
الحقيقة: على الرغم من أن التدخين هو السبب الرئيس لإصابة الرئة بالسرطان، فإن حالة من كل ثماني حالات لا يكون التدخين سببًا في حدوثها كما يقول داون هاربر. حيث أن التدخين من الدرجة الثانية والتعامل مع بعض المواد مثل الإسبستوس يزيدان من خطورة الإصابة، ومع ذلك فإن المرض من الممكن أن يقع لدى أولئك الذين لم يتعرضوا بشكل واضح لتلك المسببات. وقد وجدت دراسة أميركية أن حوالى ثمانية في المئة من الرجال وحوالى 20 في المئة من النساء الذين أصيبوا بمرض سرطان الرئة لم يدخنوا أبدًا. وإذا لم تكن لديك أي أعراض تنذر باحتمال إصابتك بهذا المرض فمن الحكمة أن تزور طبيبك إذا ظهرت لديك أعراض مثل الكحة الطويلة أو ألم غير معروف سببه أو انخفاض في الوزن بشكل ملحوظ.