محمد حامد – إيلاف: إبتكر الباحثون في نيويورك ما يعتقد أنه أول جنين بشري تمت هندسته وراثيًا والذي قيل عنه إنه خطوة نحو (تصميم الأطفال)، ولكن الباحثين في جامعة كورنيل قالوا بأنهم استخدموا جنين غير طبيعي لا يمكن أن يتحول إلى طفل رضيع، حيث قال دكتور زيف روزينواكس مدير مركز طب الإنجاب والعقم في نيويورك، إن هذا العمل قد تم إجراؤه على جنين ليست لديه فرصة للحياة. كما أن الهدف من هذا العمل كان البحث في الخلية الأساسية، وأبحاث متعلقة بالخلايا. ولكن هذا لم يمنع بعضهم من انتقاد هذا العمل قائلين بأن الأساليب التي تم تطويرها في هذا العمل من الممكن أن تطبق على آخرين من أجل تخليق أطفال بجينات معدلة مثل جعلهم أكثر ذكاءً أو طولاً أو قوة. كما قالوا أيضًا بأنه لا بد من مناقشة هذا الأمر بشكل علني.
من جانبة، قال الدكتور مارسي دارنوفسكي المدير المساعد في مركز علم الوراثة ونائب جمعية المراقبة في أوكلاند: لقد تجاوز العلماء الحد الأخلاقي. كما قرر العلماء على مسؤوليتهم أن يتخطوا الحد الأخلاقي دون مناقشة عامة.
لقد وضع علماء جامعة كورنيل جينًا وراثيًا لبروتين مشع في خلية جنين بشري يتكون من خلية مفردة. وكان الجنين يمتلك ثلاث مجموعات من الكروموسومات بدلاً من اثنين.
وبعد انقسام الجنين بثلاثة أيام، توهجت جميع خلايا الجنين كما قال الدكتور روزينوكس. وقال بأن هدف العمل كان هو معرفة إذا كانت الخلية المشعة سوف تتحول إلى خلية انثى مما يعطي الفرصة لمتابعة التغيرات الوراثية التي تحدث في الخلية أثناء انقسامها.
وقد عرض البحث مؤخرًا في الخريف الماضي في اجتماع الجمعية الأميركية لطب الإنجاب. ولكنه لم يلق إهتمامًا حتى نهاية الأسبوع قبل الماضي عندما نشرت جريدة الصنداي تايمز في لندن مقالة بعد أن جاء ذكر هذا العمل في تقرير الحكومة البريطانية عن التكنولوجيا المرتبطة.
وقد قال الدكتور روزينوكس بأن البحث قد تمت الموافقة عليه بواسطة هيئة المراجعة في مركزه الطبي وقد تم تمويله ولهذا فإن هذا البحث لا يخترق القوانين الفيدرالية الخاصة بإجراء البحوث على الأجنة البشرية. ويقوم الأطباء حاليًا بزرع أجنة خارجية في بعض الأشخاص كجزء من علاج بعض الأمراض. ولكن تلك التغيرات الجينية لا يمكن أن تنتقل عامة إلى الأجيال المستقبلية لأنها تحدث فقط في أنواع معينة من الخلايا في الجسم مثل خلايا الدم والعضلات. فالتغيرات الوراثية التي تحدث في جنين من الممكن نظريا أن تنتقل وراثيا إذا تحول الجنين إلى طفل.
وقد قال المتحدث الرسمي لمعهد الصحة القومي بأن العمل الذي تم إجراؤه في جامعة كورنيل لن يتم تصنيفه على أنه علاج جيني في حاجة إلى مراجعة فيدرالية لأن طفل اختبارات الأنابيب لا يعد شخصًا وفقًا للوائح. وقال الدكتور مارك كاي، خبير العلاج الجيني بجامعة ستانفورد بأن العمل الذي تم في جامعة كورنيل لا يمثل تقدما تكنولوجيا كبيرا لأن العلماء استخدموا فيروسًا معدلاً وهي تفنية شائعة في العلاج الجيني من أجل نقل الجين إلى الجنين.
كما قال الدكتور كاي بأن التعديل الوراثي للأجنة من الممكن أن يكون نافعا بدرجة كبيرة طالما أنه لا يستخدم كوسيلة للتعديل في الأطفال المولودين. وأضاف قائلا: إنني شخصيا لا أري أي خطأ في استخدام هذه الأجنة و تقنيات نقل الجين من أجل دراسة أوجه النمو الإنساني الهامة.
وقد كتب العلماء في عام 2001 بأنهم أنتجوا قردًا صغيرًا يحتوي على جين مشع من سمك قنديل البحر. وقد قاموا بذلك من خلال تعديل في بويضة الأنثى قبل تلقيحها وليس تعديل جنين مخصب.