ساعة ما كنتُ أستعد للخروج دخلتْ فراشة، وراحت تحوم وترف فى الحجرة .
تركتُ متابعتها، وفتحتُ زجاجة كولونيا كان أحدأصحابى العائدين من الخارج أهداها لى ،
وحلفتُ لزوجتى يومها أنها ستكون طالق بالثلاثة إن هى فتحتها فى غيابى.
المهم أخذتُ منها قليلا، دعكتُ به وجهى..رائحتها تهوس ، فقلت لروحى:
حط مرةأخرى ..الحفل ليست كأى حفل..، والناس ستكون فيه على أعلى مستوى
.حطيت مرة أخرى_كما فى المسلسلات_عند أذنىّ ،وتحت ابطىّ ، ثم أحكمتُ ياقة القميص
حول الكرافتة الوحيدة عندى، وسحبت الجاكت الذى طول ليلة أمس كنت أفاوض صاحبه عليه ،
حتى رضِىَ أن يعطيه لى لأحضر به الحفل والحفل فقط .حلفتُ له بالعيش والملح أنى
سأحضر به فقط الحفل
لبستُ الجاكت وعدلتُ هيئتى فى المرآة ،كدتُ لاأعرف نفسى .... شكلى تغير ... إبتهجتُ.
لمحتُ الفراشة تحوم وترف ، وتقترب منى ، كدتُ أن أمسكها بقبضتى فابتعدتْ.
لم يبق غير أن أفرق شعرىفأصبح جاهزا للخروج.
عادت الفراشة تحوم وترف ، وتقترب من رأسى، ومن أذنىّ، فارت أعصابى،
هدفتُ المشط عليها.. أمسكتُ الفوطة، وطوحتُ بها ضربات متتالية وأنا أردد :
أنتِ عمرك كله ساعات...هه ساعات ..كله ساعات.
أرتفعتْ نحو السقف .. صعدتُ أنا فوق السرير: هه ساعات....
راحتْ عند ركن أعلى الدولاب ، قفزتُ أنا الى الكرسى : كله ساااا..
تراجعتُ من منظر التراب الذى فوق الدولاب ،تجمدتُ ، خفتُ، لو ثار فى الهواء يكون عليه العوض فى هيئتى.
راقبتها من مكانى وهى تحوم وترف ..تحوم وترف..والذى خطر ببالى لحظتها أنها تتمتم بكلمات وتقول :
صحيح... عمرى ساعات...لكنى أعرف فيه، من الأصيل، ومن المغشوش....
نظرتُ فى المرآة للمرة الأخيرة..
راحت بهجتى.
فراشة