المسبحة ----------------------------------------------
تذكرتُها،
لاشىء غيرها كان أمام أبى ليضحكنى ، إن أراد أن يضاحكنى بعد (علقة ) منه ..
كان يأتى بها من دولاب قديم ورثه عن أبيه.
أسرعتُ الى الدولاب نفسه،أبحثُ عنها،
وجدتُها بين طيات ما بقى من سراويل أبى،
كورتُها.. أطبقتُ كفىّ عليها ،كما كان يفعل.
أغمضتُ إحدى عينىّ، فتحتُ الأخرى فى مابين إبهامىّ - كما كان يطلب منى- ويقول:
بص ...هنا
كنتُ أرى إخضرار حباتها ينقلب نورا فى عتمة كفيّه؛ نورا خفيفا كأجنحة الفراشات، يمسح بصرى
كماء الورد، وأشم- لحظتها – رائحة باردة، تهرش أنفى، تدغدغه، أضحك فى الحين ويضحك أبى،
أطلب منه أن يعيد،
ويعيد.
حددتُ عينى فى عتمة كفىّ،
لم تر شيئا؛ لاإخضرارا، ولانوراً كأجنحة الفراشات يمسح عينى ،
ولارائحة تهرش أنفى وتدغدغه..
أغمضتها ،حددتُ الأخرى فى عتمة كفىّ،
أيضا لم تر شيئا...
كررتُ..
دون فائدة ،
العتمة كما هى.
وغلبنى البكاء المتشنج