بتـــــاريخ : 10/14/2008 3:56:26 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1212 0


    فيلم بالأبيض والأسود

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د.طارق بكري | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة فيلم بالأبيض والأسود

    فيلم بالأبيض والأسود

    في ركن هادئ كان جلوسنا اليومي.. في ذلك المقهى خافت الضوء..‏
    نادل المقهي لطيف يميز في دقة، في يوم جئنا إلى الركن نفسه.. كان هناك من سبقنا إليه... ‏فأوحى لمن فيه بمغادرة المكان.. ‏
    في لقائنا الأول كان الأمر غريباً.. ‏
    ‏"هذه أول مرة أجلس مع فتاة في مكان كهذا.." .‏
    قلتها ببساطة.. ولا أظنها صدّقت أواقتنعت!‏
    ‏"بالأصح لعلها أيضاً أوّل مرة أجلس مع أنثى جلسة كهذه"..‏
    ‏"ما أجمل كلمة أنثى.. هي أجمل من كل الكلمات التي توصف بها المرأة"..‏
    ‏"هل تصدقين أني أحبك؟".. ‏
    ‏"لا أدري.. لست متأكدة.. لكني بدأت أصدقك..".‏
    ‏"طيب.. أعطني قبلة"..‏
    ‏"لا".‏
    ‏"لمسة".‏
    ‏"بالطبع لا".‏
    ‏"إذن.. غمرة"..‏
    ‏"ها..ها..ها..".‏

    ‏...............‏
    ‏...............‏

    هذه الضحكة تنسج ابتساماتي.. تزرع في نفسي كل آهاتي.. تمزق في كياني كلّ ماضيّ المارق.. ‏
    ‏"كنت مخطئاً دون شك لأني قلت لك كل أشيائي.. ما كان لي أن أقول وقد كان بـإمكاني"..‏
    ‏"لا تستطيع".‏
    صحيح ما تقول.. ‏
    طبعاً لا أستطيع..‏
    لقد كنتُ أمامها سطراً مكتوباً، أو فيلماً قديماً يعاد عرضه بالأبيض والأسود.. وكانت هي أول ‏المشاهدين وآخرهم..‏
    أعترف أنها ما قالت يوماً خطأً..‏
    ‏"أنا لا أتصنع الحب.. أقول ذلك ولأول مرة.. كلمة لم أقلها لكل النساء اللاتي عرفتهن في حياتي.. ‏أنا أريد الزواج منك.. أنا لا أريدك عابرة سرير".. ‏
    ‏"أنت تتخيل".. قالت بغضب..‏
    ‏"لا أقصد.. تذكرت فقط تلك الرواية الشهيرة (عابر سرير)..".‏
    ‏"أنت تحلم".‏
    ‏(ما أجمل الأحلام في عينيك.. هاتان العينان اللتان تبرقان في ضوء المقهى الخافت. تشعلين في ‏قلبي نواقيس الفرح التي لا تنطفئ..).‏
    ‏"أريدك زوجة.. لا صاحبة"..‏
    ‏"لا هذا ولا ذاك.. مستحيل"..‏
    ‏"وما المانع.. ألأني متزوج؟"..‏
    ‏"لا.. أبي لن يوافق".‏
    ‏"إذا وافق أبوك هل توافقين؟"..‏
    أحنت رأسها... قالت بصوت منخفض واثق: "نعم". ‏
    ‏(صدّقت كلامها ببراءة.. بل بجنون.. ربما).‏
    ‏"لأذهب إلى أبيك الآن فوراً"..‏
    ‏"أنت مجنون.. مجنون، مستحيل لن يوافق.. أتعلم من هو؟"..‏
    ‏"لا يهمني من هو؟.. المهم عندي أنت"..‏
    ‏"كلام أسمعه منذ صباي، حولي كثيرون يقولون ذلك كل يوم"..‏
    ‏"الله.. الله.. يا حبيبتي"..‏
    ‏"هل هذا حقيقي؟؟ أنت تضحكني.. أنا أدري.. أنت تتمنى جسدي..".‏
    ‏"جسدك؟! (هههههههه) النساء كثيرات.. حولك كثير من الرجال وحولي كثير من النساء.. لكنك ‏لست كالنساء.. أنا أحلم بك ملكة في بيتي.. لكنه حلم مستحيل..".‏
    ‏"إذن لنبقَ في الأحلام.. ألا تكفيك هذه المشاعر الطيبة؟".. ‏
    ‏"هل تصدقين لو قلت لك إنّ رؤية وجهك تحت الضوء ولو كان خافتاً.. أحبّ إليَّ من أي شيء ‏آخر".. ‏
    ‏"نصاب.. أنت نصاب.. بل نصاب كبير"..‏
    ‏"نصاب أو غير نصاب.. هذه حقيقة واقعة.. صدقي أولا تصدقي..".‏

    كلمات مفتاحية  :
    قصة فيلم بالأبيض والأسود

    تعليقات الزوار ()