بسم الله الرحمن الرحيم××× تقول صاحبة القصة ××××كنت في الرابعة عشر من عمري وكنت كبقية الفتيات أهتم بالموضة والأناقة أصاحب الفتيات المؤدبات من جيراني وزميلات مدرستي،فأنا من أسرة متدينة ومحافظة،ولكنهن كن لاهيات،وحدث ذات يوم أن اختلفت معهن،وقررت أن أبتعد عنهن تماماً،ووضع الله تعالى في طريقي إحدى زميلات فصلي بالمدرسة التي تصادف أن كانت تسكن بجواري ،واضطررت أن أصاحبها حتى لا أظل وحيدة،
وكانت فتاة محجبة ووالدها إمام مسجد،ولكنها كانت طوال طريقنا من وإلى المدرسة وفي الأوقات الأخرى لا تتكلم عن الدين إطلاقاً،وكنا نتحدث عن الدروس أو المسلسل التليفزيوني أو أغاني فيروز...إلخ،وكانت تفعل شيئاً كان يلفت نظري ويشعرني بوخز الضمير،كانت لا تتوقف عن إصلاح وضع الإيشارب ،حرصاً على ألا تظهر منها شعرة واحدة،وكنت أقارن نفسي بها حيث كنت أحرص على تغيير تسريحتي يومياً،وظللنا هكذا حتى بدأت أفكر عن سبب ما تفعله،وسب ما أنا عليه،ومن تطيع هي ،ومن أطيع أنا؟ وتيقنت أنها تطيع ربها وأنا أطيع الاستعمار أقلده،وساعدني بُعد صديقاتي القدامى على مواصلة التفكير في هذا الموضوع ،حتى بدأت اسمع الأذان بأذن جديدة يشاركها قلبي وبدا يتملكني الخوف من أن أموت وأنا غير محجبة ،وكنت أخجل من مقابلة ربي دون أن أجد سبباً لعدم طاعتي له،وقررت الحجاب،وكان صعبا جدا على نفسي،ولكنني جربت نفسي تدريجياً،ووجدتني أنجح،فبدأت بالكم الطويل لقترة وفي الحر،ثم التسريحة الواحدة،ثم الحجاب الكامل والحمد لله،ولن أستطيع أن أصف أول يوم حجاب وما بعده ،فقد شعرت بأمان واطمئنان وسعادة لم أشعر بهم في حياتي،وكانت المفاجأة أن الجميع شجعوني حتى غير الملتزمين منهم وزاد ذلك في سعادتي،ثم بدأت أشعر أنني أخفي وراء حجابي جهل بديني،فتوقفت عن قراءة الشعر وقصص الأدب،وظللت سنتين لا أقرأ إلا في الدين،وّذهبت مع صديقتي -سبب هدايتي -إلى ندوات دينية،حتى ارتويت وشعرت بأنني فخورة بنفسي وإسلامي،وأنني أستطيع مقابلة ربي دون أي شعور بالخزي أو التقصير،وصدقوني السعادة كلها في رضا الله تعالى لأنه بحق نعم المولي ونعم النصير. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.