ذات صباح غير كل الصباجات المتشابهة , وقفت فتاة اسمها مريم , أمام مرآتها الحميمة في غرفتها , ورأت غيرذاتها رأت مريما أخرى , واحدة لا تعرفها . حدقت بصمت طويل ,وأخذت تتأمل في المرآة , وكأنها تصلي . سحبت مريم مقعدا قريبا وجلست . اعتدلت في جلستها , وكأنها في حضرة فنان ماهر .
وجهها كان مقطبا , وتغمره بقايا تعب جسدي وسأم مرير . رفعت يدا وأرخت شعرها فانتثر على كتفيها , وطارت خصلة صغيرة وحطت على شفتيها . غجرية رأت نفسها تتهيأ للرقص .
كان يراود مريم حلم صغير وقديم .. أن ترى نفسها ترقص عارية .
هاهي الآن والمرآة أمامها , والبيت والصباح خاويان .
انسلت من المرآة والمدى الفضي واحدة , تنو ء بجسد صاخب قد انفلت من قيده كماء النوافير , وانتثر في الهواء . اصطخب الجسد المجنون ومنح الروح بهجتها وحلمها الطفيف .
قامت مريم من مقعدها. . أطفأت المرآة . . زينت شعرها وعكفت على رسم ابتسامة فائضة وخرجت من غرفتها