بتـــــاريخ : 10/15/2008 9:32:40 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1319 0


    أشباح في المدينة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمد بروحو | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة أشباح المدينة

    وجدت نفسي أسير بجانبه، في طريقي الذي كنت أسلكه كل صباح.. كان يعدو كالمعتوه حائرا بين تلك الدروب التي كنا نسلكها تباعا

     

     سألت نفسي ولم أسأله.. أسأل كل الأشياء عن مؤسس هذه الدور.. أسأل عن تاريخها. ترابها الذي بنيت به دروبها. يرددون حكايات وقصص، تختلف لكنها تتفق في أن بناء المدينة عتيق وأزلي.. الأبواب السبعة والممرات الضيقة. هي صورة لتطوان.. مدينة الجبلين، درسة وغرغيز.. يعاد سؤال النبش عله يجد جوابا. تركته معلقا وانصرفت.. 

     

    .. رميت بطرفي، شبح يتراءى مبتسما لي ولغيري.. يركن في زاوية مظلمة قرب فران " مسلس

     

    ابتسامة يفرقها بيني وبين صاحبي الذي كان يعدو بجانبي.. بوجهي عنه أشحت كي لا أراه. ثم بدأت في البحث عن رفيقي في هذا الصباح.. أدركت اختفاءه فجأة

     

    يشير الشبح القابع في الركن المظلم الي.. تعجبت من شبح يفعل ما نفعل. وقلت في نفسي : متى تحب الأشباح غيرها حتى يحبني شبح هذا الصباح .!؟

     

    أهرول دون اتجاه، الخوف أسرعني.. عدت كريشة في مهب الريح. تذكرت أيام الحروب والقتال في سبيل العيش الكريم، وهجرة أهل الريف أيام المجاعة.. لم أعش أحداثها، لكنها ذكريات تتردد على السن الكثيرين كما يرددون أن سيدي المنظري هو من أسس المدينة

     

    أتذكر أولائك الذين صمدوافي وجه الإستعمار، رغم الموت الذي حام حولهم والدمار الذي شتت أشلاءهم.. رغم كل ذلك فقد ظلوا صامدين غير خائفين، بينما أنا الآن خائف من شبح هائم.. عقدت الهمة. التفت ناحيته رأيته مسرعا نحوي.. تسمرت في مكاني جاحظ العينين. كدت أن أنبس بكلمة وأنا أحس به يقترب مني.. غير أنه تخطاني في سرعة البرق

     

    استدرت وجدته قد عانق أحدا كان يبدو هو الآخر شبحا مثله.. حدجته إنه صاحبي الذي كان يهرول بجانبي.. أدركت أن الإشارة لم تكن تعنيني.. وربما كانت، فتراءيت شبحا كما رأيته..

     

    تبسمت ابتسامة ساخرة، ورددت مع نفسي: ربما أصبحنا أشباحا دون أن نعلم

    كلمات مفتاحية  :
    قصة أشباح المدينة

    تعليقات الزوار ()