بتـــــاريخ : 10/20/2008 4:38:20 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1758 0


    سورة يوسف وتعلم الإنترنت

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : ozkorallah.net

    كلمات مفتاحية  :

    سورة يوسف وتعلم الإنترنت

     

     تفاصيل الاستشارة والحل

     

    أم عبد الله  - البحرين الاسم
    سورة يوسف وتعلم الإنترنت.. هل من علاقة؟! العنوان
    تربوي الموضوع
    أرغب في أن تتعلم ابنتي نور - 8 سنوات - مبادئ الإنترنت، وأحتاج في ذلك إلى مساعدتكم الكريمة في:

    1. معرفة الطريقة التربوية الصحيحة لحمايتها من هذه الشبكة العنكبوتية ومما يمكن أن يعترضها من مناظر مخلة أو مواقع قد لا تكون تحت السيطرة التامة.
    2. معرفة بعض المواقع المناسبة لهذا العمر.
    3. معرفة الطريقة الصحيحة في تدريبها وتعليمها، وحبذا لو تم توجيهنا إلى بعض المواقع المتخصصة في هذا الأمر. وجزاكم الله خيرا.
    الاستشارة
    أ/مني  يونس اسم الخبير

     

    الحل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    أختي الفاضلة.. أم نور، جعلها الله لك عونًا على الطاعة ونورًا في الدنيا والآخرة.
    في البداية آسف على تأخري في الرد على سؤالك، ولكن قد تعتبرينه أو يعتبره القراء مجرد سؤال ضمن عشرات الأسئلة التي ترِد إلينا، ولكن يعلم الله سبحانه أنا شخصيًّا لا أعتبره كذلك، إنها قضية حقيقية، إنه موضوع يستحق أن نتناوله من عدة زوايا ومن كافة الجوانب، بل قد تلاحظين في الإجابة أن القضية لها عمق لا يدركه الكثيرون.

    سوف أبدأ بداية غريبة بعض الشيء، سوف أسألك سؤالاً غير متوقع: هل قرأت سورة يوسف؟ هل تدبرت المعاني التربوية التي تتضمنها الآيات والتي تعلمها لنا قصة سيدنا يوسف عليه السلام.
    تعالي معي نخُض سويًّا في رحاب السورة، فالسورة لها ارتباط وثيق بسؤالك ورؤيتك لموضوع تعلم الأبناء للإنترنت.

    صدق الله في علاه حينما قال:
    "لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ"... "قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ".

    أي أن كبيرهم أوصى للإخوة بفكرة رمي سيدنا يوسف عليه السلام في البئر، فالفكرة كانت موجودة، ولكن حتى هذه اللحظة لم يكن الإخوة يدركون كيف يمكن لهم أن ينفذوا هذه الخطة، وماذا سيقولون لوالدهم.

    أتدرون من الذي دلهم على الخطوات العملية والتنفيذية؟!
    إنه الأب.. "قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ".

    إذن من الذي جاء بفكرة الذئب واعتداء الذئب على سيدنا يوسف.. إنه الأب، فبدون أن يشعر أوصى الأب الإخوة بطريقة تنفيذ خطة التخلص من سيدنا يوسف عليه السلام.
    وقد كان، فقد جاءوا على قميصه بدم كذب وادعوا أن الذئب قد أكله. لم لا؟! ألم يكن هذا هو هاجس الأب وتخوفه الذي أعلن عنه علنًا وصراحـًا؟!

    وأخشى ما أخشاه أن تكوني، وتكون العديد من الأمهات مثل سيدنا يعقوب عليه السلام، يحملن تخوفهن وهواجسهن بداخلهن، ثم ما يلبثن أن ينطقن بهذه الهواجس والتخوفات أمام الأبناء، فيوحين لهم بأفكار وآفاق وسلوكيات معينة أبعد ما تكون عن أذهانهم.

    تخوفك - سيدتي الفاضلة، أيتها الأم العزيزة علينا - من أن تتعرض نور الحبيبة إلى مواقع ومناظر مخلة لا ننكره ولا نستنكره، بل نتفهمه تمامًا، ولكن فقط نحذر من أن يصل بنا التخوف إلى حد المبالغة، فمن شدة تخوفنا نقول للأبناء مثلاً:

    "إياكم والمواقع الإباحية!!".
    "حذارِ من أن تدخلوا على مواقع بها مناظر لسيدات عاريات...".
    هم وبخاصة في هذه السن - 8 سنوات - ليس لديهم غالبًا تصور أو سابق معرفة بوجود مثل هذه المناظر أو المواقع.

    وعلى العموم فإن هذا السلوك الخاطئ من قبل العديد من الآباء والأمهات أصبح منتشرًا جدًّا هذه الأيام للأسف الشديد؛ ولذا وجب أولاً التنبيه إليه بصورة عامة، فكثيرًا ما نرى أمهات خلال قيامهن بالتربية الجنسية مثلاً يفتحون مدارك الأبناء على أشياء في توقيتات خاطئة، فيتكلمون عن أشياء لم يسأل عنها الأولاد ولم تصل إلى مداركهم بعد، فكما قلنا من قبل لا بد دومًا من مراعاة المرحلة العمرية لنمو أولادنا، والتصرف وفق مداركهم ومراحل نموهم المختلفة.

    إذن فلتكن البداية هي تحديد ماذا نريد، وماذا نهدف من وراء تعليم بناتنا وأولادنا التكنولوجيا الحديثة؟ ولتكن الإجابة واضحة جدًّا. نحن نهدف إلى بناء جيل صالح قادر على التعامل مع كافة الوسائل الحديثة المتاحة أمامه بأسلوب سليم.. يستفيد من إيجابياتها ويعرف ويدرك تمامًا كيف يتعامل مع سلبياتها.. جيل يدرك أن هذه الوسائل هي أدواته التي سخَّرها الله تعالى له لتحقيق رسالته على الأرض.
    هل أصبت؟! أليس هذا ما نتفق عليه.

    هناك معادلة هامة جدًّا لا بد أن نتفق عليها قبل المضي قدمًا في الإجابة. هذه الجملة السابقة التي اتفقنا عليها:
    جيل صالح قادر على استخدام التكنولوجيا بأسلوب سليم هي نتيجة للمعادلة القادمة.

    جيل صالح:
    (مدرك وفاهم وواعٍ ومقتنع فعلاً وقولاً، ومستوعبًا لأمور دينه، الحلال والحرام، ما يرضي الله تعالى وما يغضبه، ما يحل النظر إليه وما لا يحل)، وهذا لا يتأتى إلا بالقدوة وحسن التوجيه، واستمرار النصح مع كل موقف وكل قول، مع كل منظر في التلفاز أو الشارع.

    وهذه الجزئية من المعادلة لا بد أن تسبق وتستمر مع تعلم الابنة للإنترنت أو استخدام الكمبيوتر. بمعنى لا بد أن يكون قد تكوَّن لديها وعي - على قدر سنها وفهمها - أن هناك إلها طلب منا أن نعيش وفق تعليمات وسلوكيات معينة يرضى عنها، وأن كل خروج عن شرعه (حلاله) يعرض صاحبه للعقوبة، وأننا كلنا كبشر مسئولون عن حواسنا.

    فبالتالي يجب أن تتعلم الابنة أن تسأل نفسها: هل يرضى الله تعالى عن هذا السلوك؟ عن هذا القول؟ عن هذه النظرة؟

    قادر على استخدام التكنولوجيا الحديثة:
    ومن أمثلتها الإنترنت، تعلم كيفية الدخول على الإنترنت وماهية هذه الشبكة العنكبوتية، تعلم أدوات البحث، سرعة التجول، إرسال البريد الإلكتروني… إلخ.
    وبالرغم أن الاستشارة سوف تركِّز على الجزئية الثانية من المعادلة، فإننا نؤكد أن فهم الأبناء لما يجب لهم وما يجب عليهم تجنبه هي عملية مستمرة لا تنقطع، "مكانها لا محدود" أثناء السير في الشارع، في البيت، عند الجيران… باختصار غير مرتبطة بمكان.

    - الزمان:
    من يوم أن يبدأ الطفل في إدراك الأشياء من حوله وحتى آخر يوم من عمرنا نحن الآباء والأمهات.
    مرة أخرى، آسفة على المقدمة المطولة ولكن هي ضرورية.

    وكما ترين أن تعليم الإنترنت هي الجزئية الصغرى من المعادلة الصعبة، ولكن في البداية وفي النهاية الله عز وجل هو المستعان؛ ولذا وجب الدعاء والاستعانة بالله تعالى عندما نخطو مثل هذه الخطوات الهامة في حياة أبنائنا.

    والآن أرجع لأسئلتك لأتناولها بالترتيب:
    معرفة الطريقة التربوية الصحيحة لحمايتها من هذه الشبكة العنكبوتية، وما يمكن أن يعترضها من مناظر مخلة أو مواقع لا تكون تحت السيطرة التامة.

    أولا- هناك 3 طرق لتعليم الأبناء الإنترنت:
    1- إرسالهم إلى أحد المراكز المتخصصة ليتعلموا هناك وسط أطفال من سنهم.
    2- شراء عدد من الكتب المتخصصة وتعليم الأبناء عن طريق "التدريس المنزلي".
    3- إجلاس الأبناء على مقربة من الأم أو الأب مستخدم الإنترنت؛ ليكون التعليم عن طريق "القدوة" و"التقليد".

    وأنا شخصيًّا أرى ضرورة الدمج بين الأسلوبين الثاني والثالث، بمعنى الاستعانة ببعض المناهج والكتب، لكن ليس لتدريسها، إنما لتكون مرجعًا في الخطوات وتسلسلها في عملية التعليم بالممارسة والتقليد.

    فمثلاً، تبدأ معظم الكتب بالمقدمة الضرورية عن ماهية الشبكة وكيف تعمل، فتقرأ الأم المعلومات وتحكيها للابنة بأسلوب مبسط، ويا حبذا لو استعانت ببعض الصور التوضيحية من الكتب دون قراءة الدروس.

    ثم تنتقل الأم - مثل الكتاب - إلى استخدامات الإنترنت، ثم طرق البحث... أي على الأم أن يكون لديها مرجع ودليل لأي من الخطوات سابقة الذكر، ثم تجلس الأم وعلى حجرها "نور" الحبيبة وتبدءان سويًّا رحلة ممتعة على بساط الشبكة.
    فتشرح الأم كيف يمكن أن نصل إلى معلومات عن البحرين ومعالمها، وفى النهاية تطلب منها أن تبحث عن معلومات عن الكويت مثلاً، وهكذا.

    وهنا أنا أكرر: الابنة الحبيبة على حجر والدتها أو على الكرسي المجاور لها، بمعنى أن يكون هناك تواجد كامل للأم، فالأمور في بداية الأمر (لمدة شهرين على الأقل) لا بد أن تكون تحت السيطرة الكاملة.

    ثم تقوم الأم ببعض الأعمال في نفس الحجرة بينما تتجول الابنة بين مواقع الأطفال، فهذا يتيح للابنة فرصة السؤال إذا تعثرت، وييسر على الأم التوجيه واللعب مع الابنة.

    ولتكن ساعات الأم وابنتها على الإنترنت هي أمتع الساعات وأميزها، فهنا نرسم سويًّا، وعلى هذا الموقع نتعلم شيئًا عن النحل، ثم نتجول في رحاب القصص والأساطير.

    وإليك بعض المواقع المتخصصة في تعليم الصغار مبادئ الإنترنت.
    - المواقع التعليمية التي تساعد الأهل على شرح ماهية الإنترنت للصغار:
    1.موقع متعدد اللغات لتعليم مبادئ الإنترنت:
    -
    Learn the Net.com

    2. تعليم لغة الHTML : عن طريق التفاعل مع الشبكة
    -
    davesite.com

    3.تعليم الصغار طرق وأساليب تصميم موقع على الإنترنت:
    -
    hotwired.lycos.com

    4. دروس حقيقية عن الشبكة وما تحتويه وكيفية الاستفادة منها
    -
    Finding Information on the Internet

    ثانيا- حماية الابنة (من المواقع المخلة) فلذلك عدة طرق:
    1- هناك عدة مواقع صممت خصيصًا لحماية الأطفال من مخاطر الشبكة، وهذه المواقع تعرض لبرامج "الفلترة" أو "الإغلاق" Filtration /Blocking بعض هذه المواقع تعرض هذه البرامج مجانًا، وبعضها يعرضها مجانًا لفترة محدودة، وبعضها يعرضها للبيع.
    هذه البرامج تقوم بإغلاق المواقع الإباحية التي تحتوي على صور مُخِلّة أو التي تصنف على أنها مواقع جنسية.

    ولكن هناك معلومتان في غاية الأهمية:
    أ- ليس كل هذه البرامج قادرًا على إغلاق أو فلترة "المضمون الجنسي" أو الخطاب الجنسي، ولكن أكثرها يغلق كل ما يحتوي على صور أو إعلانات ذات طبيعة جنسية.

    ب- هناك في الغرب في الأسواق الآن بعض البرامج المضادة - هي معروفة لدى الطلبة الجامعيين في جامعات الولايات المتحدة - برامج توقف وتُفشِل مفعول برامج الفلترة.

    ولكن مع ذلك تبقى هذه البرامج بصورة عامة جيدة وينصح باستخدامها لو كانت الابنة بعد فترة - وهذا طبيعي - سوف تجلس وحدها لتتجول على الشبكة.

    أولا- عدد من المواقع التي تحتوي على برامج إغلاق أو فلترة:

    1.أشهر برامج الفلترة التي يمكن شراؤه على الإنترنت من خلال الموقع التالي:
    -
    cybersitter.com

    2.برنامج للفلترة يتيح الاختبار قبل الشراء:
    -
    surfcontrol.com

    3.برنامج آخر لحماية الأسرة والأبناء من المواقع والصور الجنسية:
    -
    forfamily.net

    ثانياً- مواقع بها توجيهات الأمان التي يجب أن تعرفها الأم أو الطفل:
    دليل الأمان على الشبكة:
    -
    getnetwise.org

    الإبحار الآمن على الشبكة: (للأهل والأبناء):
    -
    4kids.org/safesurf

    دليل مواقع الأمان الموجهة للأطفال:
    -
    Internet Safety

    2. هناك بعض شركات مقدمة خدمة الإنترنت (Internet Service Provider) تقوم بتقديم هذه الخدمة مع خدمة الاشتراك، تقوم الشركة بفلترة المواقع وإغلاقها، ولكن لا أدري إن كان مثل هذا البديل موجودا في بلدكم أم لا.

    ثالثا- إليك عدة خطوات عملية "لمتابعة" تجوال الابنة إذا كانت قد وصلت لمرحلة استخدام الشبكة بمفردها، ولتوجيهها للأسلوب السليم لاستخدام الشبكة.
    1- استخدام خاصية "History" في شريط الأدوات أعلى الشاشة، وهي خاصية تتيح معرفة كل المواقع التي دخلت عليها الابنة في الفترة الماضية مقسمة بالتاريخ. ولكن تربويًّا لا ننصح بأن يسود الشك العلاقة بين الأم وابنتها، ولكن تسود الثقة، فبالتالي يمكن استخدام هذه الخاصية في أضيق الحدود.

    2- علِّمي الابنة بعض القواعد الضرورية جدًّا الخاصة بحماية الأبناء:
    - ألا تعطي عنوانها وتفاصيل شخصيتها لأي أحد، وهنا للأسف يكون مطلوبًا في بعض مواقع الأطفال الأجنبية، ولكن لا بد أن تدرك أن هذه الأمور يمكن أن يسيء آخرون استخدامها.

    - ألا تتورط في شراء منتجات على الشبكة بدون معرفتك، فبعض الأطفال لا يملكون إغراء العرائس وإعلاناتها على الشبكة فيقومون بشرائها عن طريق بطاقات الائتمان الخاصة بالأهل.
    - ننصح ألا تزيد مدة الجلوس أمام الشبكة بأي حال عن ساعتين لتفادي الإدمان.

    - صاحبيها أثناء إرسال "البريد" إلى صديقاتها، واتفقا بأن يكون الرقم السري متاحا لك، ويكون دخولك على بريدها الإلكتروني أمرا طبيعيا ومستساغا لها.

    - أرشديها إلى المواقع المناسبة لسنها، وكوني أنت مرشدها لتلك المواقع تاركة لها حرية الاختيار بين مواقع الأطفال الأنسب لها.
    - اجعلي دومًا الأولوية للمواقع التي لا تتنافى وهويتنا الإسلامية العربية، وإن كان هذا "أصعب طلب وأكثرها غير واقعية"، فالأجنبي جذَّاب إلى أبعد حد، ويصعب تفادي إغراؤه.

    - ولمزيد من التفاصيل المفيدة حول هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى الموضوع التالي:
    -
    التربية الجنسية.. متى وكيف؟

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()