بتـــــاريخ : 10/21/2008 7:54:18 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1142 0


    أهديها غزالا

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمود درويش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    وشاح المغرب الوردي فوق ضفائر الحلوه

    و حبة برتقال كانت الشمس.

    تحاول كفها البيضاء أن تصطادها عنوة

    و تصرخ بي، و كل صراخها همس:

    أخي !يا سلمي العالي!

    أريد الشمس بالقوة!

    ..و في الليل رماديّ، رأينا الكوكب الفضي

    ينقط ضوءه العسلي فوق نوافذ البيت.

    وقالت، و هي حين تقول، تدفعني إلى الصمت:

    تعال غدا لنزرعه.. مكان الشوك في الأرض!

    أبي من أجلها صلّى و صام..

    و جاب أرض الهند و الإغريق

    إلها راكعا لغبار رجليها

    وجاع لأجلها في البيد.. أجيالا يشدّ النوق

    و أقسم تحت عينيها

    يمين قناعة الخالق بالمخلوق!

    تنام، فتحلم اليقظة في عيني مع السّهر

    فدائيّ الربيع أنا، و عبد نعاس عينيها

    وصوفي الحصى، و الرمل، و الحجر

    سأعبدهم، لتلعب كالملاك، و ظل رجليها

    على الدنيا، صلاة الأرض للمطر

    حرير شوك أيّامي ،على دربي إلى غدها

    حرير شوك أيّامي!

    و أشهى من عصير المجد ما ألقى.. لأسعدها

    و أنسى في طفولتها عذاب طفولتي الدامي

    و أشرب، كالعصافير، الرضا و الحبّ من يدها

    سأهديها غزالا ناعما كجناح أغنية

    له أنف ككرملنا..

    و أقدام كأنفاس الرياح، كخطو حريّة

    و عنق طالع كطلوع سنبلنا

    من الوادي ..إلى القمم السماويّة!

    سلاما يا وشاح الشمس، يا منديل جنتنا

    و يا قسم المحبة في أغانينا!

    سلاما يا ربيعا راحلا في الجفن! يا عسلا بغصّتنا

    و يا سهر التفاؤل في أمانينا

    لخضرة أعين الأطفال.. ننسج ضوء رايتنا

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()